بالمحبة نحفظ الشريعة
بالمحبة نحفظ الشريعة
بقلم / وردا إسحاق قلّو
لشريعة الله في العهد القديم بنود من السماء فعلى الإنسان أن يحفظها ويعمل بها . كما تم إضافة على تلك الشرائع وصايا وشرائع جديدة في العهد الجديد . فالضمير والثقافة الإيمانية التي يمتلكها المؤمن بالمسيح لا ترفض الشريعة الموسوية التي دونها الله على ألواح الحجر ، بل الله كتبها في قلوب أبناء الكنيسة ، فكل الحلول والأجوبة والتعليم الجديد يأتي من الإنجيل المقدس لكي يتصرف مع شريعة العهدين . المسيح لم يأتي ليبطل الشريعة الولى ، بل لكي يكملها ويصقلها لكي تمارس بصيغة جديدة ( راجع مت 17:5) فكيف نستطيع أن نكمل الشريعة ؟ الشريعة تكمل بالمحبة كما يقول الرسول ( أحبب قريبك حبك لنفسك ، فالمحبة لا تنزل الشر بالقريب ، والمحبة إذاً تمام العمل بالشريعة ) ” رو 10:13 ” .
المحبة تحفظ الشريعة ، والشريعة تحفظ المحبة . فبوصية المحبة تتعلق الشريعة كلها ، وكذلك الأنبياء ( مت 40:22) . المحبة لا تقوم مقام الشريعة ، بل تحافظ عليها وتكملها وتمارسها . فالمحبة إذاً هي القوة الوحيدة التي يمكنها أ، تحفظها حقاً .
تنبا حزقيال النبي عندما نَسَّبَ بوضوح إلى هبة الروح العتيدة والقلب الجديد ، إمكانية حفظ شريعة الله . قال صاحب المزمور ( وأجعل روحي في أحشائكم ، وأجعلكم تسيرون على فرائضي وتحفظون أحكامي وتعملون بها ) ” حز 27:36″ . وهذا ما أكده الرب يسوع ، فقال ( إذا أحبني أحد ، يحفظ كلمتي ) ” يو 23:14 ” .
لا يوجد أي تناقض أو تقاطع ما بين شريعة الروح الباطنية والشريعة المكتوبة في العهد الجديد ، إنما العكس هو الصحيح لوجود تعاون تام ، أعطيت الولى لحفظ الثانية ، لهذا يقول القديس أوغسطينوس ( أعطيت الشريعة لكي يبحث عن النعمة التي أعطيت في العهد الجديد وذلك لكي تحفظ الشريعة بحسب الروح ، والعلامة التي بها نتعرف هل نحن سائرون حسب الروح أم حسب الجسد ، وذلك لان محبة الله تتوقف على حفظ وصاياه ) كما تقول الآية (لأن محبة الله في حفظ وصاياه ، وليست وصايه شاقّة ) ” 1 يو 3:5 ” .
كان الأمر هكذا ليسوع نفسه ، وقد رسم من ذاته نموذجاً أسمى لمحبة تعرب عن ذاتها بحفظ الوصايا ، أي بالطاعة والتطبيق . فقد قال ( إني حفظت وصايا أبي ، وأنا ثابت في محبته ) ” يو 10 :15 ” .
وصية العهد الجديد لا تلغي وصايا الله في العهد القديم بل يحفظها وتكملها ، فكل من يعيش بالمحبة فيعيش كل الوصايا ويعمل بحسب الشرائع كاملة ، ولكن دون هذا وضع القلب الباطني الآتي من المحبة . فهو لا يحفظ الشريعة إنما يتظاهر بحفظها . لذا فإن الرسول بولس كان على حق عندما قال أن كل ما يعرضه لا يهدف إلى هدم الشريعة من قيمتها ، بل العكس هو الصحيح ، لأنه يؤدي إلى توطيد الشريعة وترسيخها ( راجع رو 31:3 ) .
عندما نبحث في الكتب فنرى أن بين الشريعة والمحبة تبادل عجيب ، وإذا صح أن المحبة تحفظ الشريعة ، فمن الصحيح ايضاً أن الشريعة تحفظ المحبة أيضاً لأن المحب هي قوة الشريعة . والشريعة هي سور للمحبة . وتكون الشريعة في خدمة المحبة بأنواع مختلفة وتدافع عنها .
الشريعة وضعت من أجل الخطاة ( طيم 9:1 ) ونحن ما زلنا خطاة ، تلقينا الروح رغم أن الإنسان العتيق يتعايش فينا ونحن في العهد الجديد ، فبقيت فينا الشهوات . فمن التدبير الإلهي نعلم أن الشريعة سند لنا ، أعطيت لحريتنا التي لا تزال غير ثابتة ، وهي تتأرجح في الخير . إنها ليست ضد الحرية ، بل لأجلها . وينبغي أن نقول أن الذين إ‘تقدوا أن عليهم أن يرفضوا كل شريعة بإسم الحرية البشرية قد أخطأوا إذ تجاهلوا الوضع الحقيقي والتاريخي لهذه الحرية بعد الخطيئة .
وشريعة الله تكتمل في محبة الله والقريب وبحسب الوصية :
( تحب الرب إلهك من كل قلبك ، وكل نفسك ، وكل فكرك . وتحب قريبك مثل نفسك ) ” مت 37:22″ .
توقيع الكاتب ( لأني لا أستحي بالبشارة ، فهي قدرة الله لخلاص كل من آمن ) ” رو 16:1″