مقالات دينية

هل تخلص أمة اليهود؟

هل تخلص أمة اليهود ؟

بقلم / وردا إسحاق قلّو

( وهكذا سيخلص جميع إس*رائي*ل . كما هو مكتوب ” من صهيون يأتي المنقذ ويزيل كل كفرٍ عن يعقوب “ ) ” رو 26:11 ” . 

     قبل كل شىء علينا أن نتعرف على الفرق بين اليهودية والصهيونية العالمية التي هي حركة سياسية عنصرية متطرفة . اليهود الملتزمين بالإيمان التوراتي وما أنزل في أسفار العهد القديم فمنهم الكثيرين يعارضون ويتقاطعون مع أهداف الحركة الصهيونية العالمية . إذاً الآن سنبحث في موضوع اليهود ومستقبل خلاصهم الأبدي أو هلاكهم بسبب ما قاموا به قادتهم الدينيين برئاسة قيافا الذي عاش في فترة الإستعمار الروماني وفي عهد الإمبراطور بيلاطس البنطي عندما دفعوا يسوع الملك إلى الصلب والموت فبدأت رموز غضب السماء منذ ان إنشق ستار الهيكل بعد موت يسوع على الصليب، فهل كل يهود الأجيال اللاحقة مسؤولون عن تلك الج#ريم*ة ، أم سينالوا الغفران والخلاص ؟  

  كان خراب الهيكل وتدمير مدينة أورشليم عام (70 ) م أول فصول العقاب الإلهي لليهود الذين قدموا إبن الله للصلب والذي قال عنهم إرميا النبي ( يترك لكم بيتكم خراباً ) ” أر 5:22 ” فغادرته السكينة .

  أما الفصل الثاني فسيجري عند عودة المسيح . في يوم الدينونة ( يو 23: 38-39 ) حيت يكون لسدوم وعمورة مصير أفضل من مصير اليهود غير المؤمنين ( يو 15:10 و 11: 22-24 ) أما المؤمنون فيخلصون .

 هل موقف الإنجيل من الدين اليهودي هو موقفاً  سلبياً تماماً ؟

ليست الغاية من هذا الموضوع لهدف جدلي ، بل هي لغاية تعليم الجماعة المسيحية وإلى هدايتها في حياتها الباطنية ، بدلالتها على واجباتها الخاصة . فالكتاب يصف المسيحيين الفاترين واليهود على حد سواء بالمنافقين( مت 51:24 ) ويوبخهم وينذرهم بالعقوبات نفسها . لا لروح الإنتقام ولا تحريضاً على العن*ف ، بل يحثنا الإنجيل على محبة الأعداء ومنهم اليهود أيضاً  .

 يشار الإنجيل إلى بعض الحوادث لظهور المسيح الدجال ، فيذكر:

1- إعلان الإنجيل بين كل الأمم .

2- قبول المسيحية من قبل دولة إس*رائي*ل ( في زمننا الحالي ) .

يستند الحدث الأول إلى عبارة من متى ومرقس ( ويكرر ببشارة الملكوت في كل المسكونة شهادةً لجميع الأمم ، ثم يكون المنتهى ( راجع مت 14:24 و مر 10: 13 ) . والحدث الثاني يشير إلى جملة وردت لدى بولس الرسول ( وهكذا سيخلص جميع إس*رائي*ل . كما هو مكتوب ” من صهيون يأتي المنقذ ويزيل كل كفرٍ عن يعقوب ” ) ” رو 26:11 ” . 

   الإهتمام الأكبر على الحدث يتركز على الحدث الأول لأنه يتعلق بالمقاطع الآخروية عند هذين البشيرين . والحدث الثاني أيضاً يخضع للعديد من التفسيرات . يبعد بعضهم زمن ظهور المسيح الدجال ويقربهُ آخرون .

في سفر الرؤيا وكل نصوص الرؤية في أسفار العهد القديم أيضاً ، ملجأ للمحزونين والمضطهدين في فترات القمع والإضطهاد الكبرى . لقد كان المقهورون يرون في مضطهديم ” المسيح الدجال “ وكانوا يرجون الخلاص السريع منه بإندحاره أمام المسيح الحق . في تاريخنا المسيحي يظهر الكثير من الحالات المماثلة .

لم يكن المسيحيون الأوائل يواجهون الآخرويات بخوف وقلق ، بل بفرح ورجاء . ويبدو هذا واضحاً من خلال دعاء أو دعوة ( ماران آثا ) وهي عبارة آرامية تعني ( أن الرب حاضر معنا ) أو بمعنى إلتماس عودة الرب ( تعال أيها الرب ) تبدو الصيغة الأخيرة أقرب إلى المعنى العام في ( 1 قور 22:16 ) وفي سفر الرؤيا التي يختم بها السفر يقول ( نعم تعال أيها الرب يسوع ) ” رؤ 20 : 22 ” .

 نطالع في كتاب ( التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية ) عن هذا الموضوع تحت عنوان ( ليس اليهود مسؤولين جماعياً عن موت المسيح ) : بالنظر إلى التعقد التاريخي في محاكمة يسوع كما ظهر في النصوص الإنجيلية ، وأياً كانت الخطيئة الشخصية لأبطال الدعوى ( يهوذا ، المحفل ، بيلاطس ) التي لا يعرفها إلا الله ، لا تجوز نسبتها إلى مسؤولية جماعية عند يهود أورشليم ، مع ما رافقها من صياح شعب مُهيَّج ، ومع الملامات الجماعية التي تضمنهتها الدعوات إلى الهدى بعد العنصرة فيسوع نفسه عندما غفر على الصليب ، وبطرس بعدهُ فسَحا في المحل لِ ( جهل ) يهود أورشليم ولرؤسائهم أيضاً . وبأولى حجة لا يمكن الإنطلاق من صياح الشعب : ( ليكن دمهُ علينا وعلى أبنائنا ) ” مت 45:27 ” الذي هو صيغة تأييد وموافقة لمدّ المسؤولية إلى سائر اليهود في المكان والزمان .

والكنيسة قد أعلنت في المجمع الفاتيكاني الثاني : ( إن ما إقترفته الأيدي إبان الآلام لا يمكن إسناده في غير تمييز إلى جميع اليهود الذين عاشوا آنذاك ، ولا إلى اليهود العائشين في عصرنا . لا يجوز أن يشهر باليهود على أنهم منبوذين من الله وأنهم ملعونون كما لو كان ذلك يستنتج من الكتاب المقدس ) .

 سبب صلب المسيح ليسوا أولئك الذين نفذوا الحكم به فحسب بل جميع الخطاة سببوا آلام المسيح وموته .

  تسبق دينونة العالم حلو لملكوت الله النهائي . إنها القمة واللحظة النهائية في التاريخ ، وهي موضوع مركزي في سفر الرؤيا . في كل مرة إقترب فيها كاتب السفر الذي أعتمد على إسلوب التكرار من موضوع الدينونة . كان يتركه ليعود إليه لاحقاً بعد إضافة معطيات جديدة ، وحتى نستعمل تشبيهاً نقول : أن سفر الرؤيا يصعد بنا إلى جبل بسير حلزوني بحيث يجعلنا نرى الطريق التي سلكناها بصورة مرحلية في كل مرة ، ولكن من دون أن نفقد شعورنا بأن المرحلة مستمرة . ثم يتوقف بنا في إستراحة بين الحين والآخر شاداً إنتباهنا إلى القمة حيث توجد جوقة تحمسّنا بأناشيدها على متابعة المسير .

 في الختام نختصر ونقول :

رأي الكتاب المقدس بحسب إشعياء النبي ، يقول ( أمة تمخض في يوم واحد ) ” 6:66″ . والمقصود بكلمة ” تمغض ” هو الإيمان بالمسيح بيوم واحد . ومن شجرة التين نعلم المثل ، وشجرة التين هي أمة إس*رائي*ل ، والتين التي يبست بسبب لعنة المسيح لها ، هي إمة إس*رائي*ل التي تشتت سنة 70 م . والبشير متى قال عنها ( رأيتم فضتها رخصاً ) أي بدأت دولة إس*رائي*ل قوية عسكرياً وعلمياً وعمرانياً ، وأخرجت التين أوراقها وذلك سنة ( 1948 ) فأصبحت دولة لها سيادتها وإمتيازاتها .

 إذاً دوليا أخرجت أوراقها . وبعد ذلك ستمر بصعوبات عالمية بسبب التهديدات من دول الخصم وتصبح في ضيقة فتنادي إلى المسيح ليخلصها ، أي تعلن إيمانها بالمسيح فستخلص . في البدء تعثروا فسقطوا من الناحية الإيمانية ، فصلبوا المسيح ، لكن بسقطتهم يقول الكتاب توفر الخلاص للأمم بموت المسيح الذي بدمه دفع الفدية إلى الآب . أي بسبب اليهود حصل الخلاص للأمم . أما هم فيقول عنهم الرسول بولس ( سوف يخلص جميع إس*رائي*ل وفقاً لما قد كتب : ” إن المنقذ سيطلع من صهيون ويرد الإثم عن يعقوب . . . ففيما يتعلق بالإنجيل ” هم أعداء الله من أجلكم ، وأما فيما يتعلق بالإختيار الإلهي فهم مح*بو-بون من أجل الآباء ) ” رو 11: 11-28 ” .

( ما أعمق غنى الله وحكمته وعلمه ) وله المجد ددائماً .

 توقيع الكاتب ( لأني لا أستحي بالبشارة ، فهي قدرة الله لخلاص كل من آمن ) ” رو 16:1″

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!