زلزال المغرب.. ما أسباب الهزات الارتدادية ومدى خطورتها؟

(دويتشه فيله)

مخاوف من توابع قوية عقب زلزال المغرب، بعد نحو سبعة أشهر من الزلازل التي أعقبت زلزالي تركيا وسوريا، والتي أسفرت عن خسائر فادحة. ما هي الهزات الارتدادية للزلزال؟ متى يمكن أن يحدث وما مدى خطورته؟ ما علاقة الصفائح التكتونية بهذا؟

قضى المئات ليلتهم في ساحة جامع الفنا الشهيرة بمراكش خوفا من هزات ارتدادية بعد الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب ليل الجمعة السبت، وأدى إلى 1037 وفاة و1204 إصابات، بينها 721 حالة حرجة، بحسب آخر حصيلة. حسبما أعلنته وزارة الداخلية، بعد أكثر من سبعة أشهر من وقوع الزلزال المدمر. وخلفت خسائر بشرية ومادية فادحة في تركيا وسوريا في 6 شباط 2023.

لم يكد سكان تركيا وسوريا يتعافون من هول الزلزال المدمر حتى حدثت هزات ارتدادية أخرى، أو ما يسمى بـ”التوابع”. وتسبب الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا في مق*ت*ل آلاف الأشخاص بسبب توابع أخرى أدت إلى انهيار المباني المتضررة والمتشققة من جراء الزلزال الأول.

الهزات الارتدادية.. ما هي؟

يتبع الزلزال الكبير هزات ارتدادية، أو توابع، تكون قوية خلال الـ 48 ساعة التالية للزلزال الأول وقد تستمر لأسابيع وربما سنوات في بعض الحالات. تبدأ قوة الهزات الارتدادية عند مستوى أقل من قوة الزلزال الأول. وإذا وصلت قوة الزلزال إلى 7 درجات على مقياس ريختر، يتوقع العلماء هزة ارتدادية تالية بقوة 6 درجات.

وفي مقابلة مع DW، قال روجر موسون، الباحث الفخري في هيئة المسح الجيولوجي البريطانية، إن هذا هو المعدل الذي تحدث به الهزات الارتدادية، “لكن في بعض الأحيان قد يكون العكس، حيث أن الهزات الارتدادية قد تفوق شدة الهزات الارتدادية الرئيسية”. زلزال، لذلك كعالم زلازل، يجب أن أكون دائمًا مستعدًا لأي مفاجأة قد تطرحها الأرض.” يُشار إلى أن المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا تعرضت لهزات ارتدادية أخرى كانت بقوة الزلزال الأول.

ولا يعتبر العلماء الزلزال حدثا منعزلا إذا وقع بين خطي الصدع الأول والثاني، بعيدا عن الزلزال السابق، وذلك لأن الهزات الارتدادية أو التوابع تحدث نتيجة محاولة الصفائح التكتونية للأرض العودة إلى مكانها على طول الصدع خط.

وقال العلماء إن أكثر من مائة هزة ارتدادية أخرى حدثت منذ كارثة الزلزال في تركيا وسوريا.

ويقول موسون إن الهزات الارتدادية قد لا تحدث إذا كانت قوة الزلزال ضعيفة، ولكن في حالة وقوع زلزال قوي فإن حدوث هزات ارتدادية بعده أمر مسلم به.

الأسباب وراء تزايد قوة الهزات الارتدادية؟

وبلغت قوة الهزة الارتدادية التي حدثت بعد زلزالي تركيا وسوريا 7.5 درجة على مقياس ريختر، بمعدل قريب من قوة الزلزال الأول الذي بلغت شدته 7.8 درجة، فيما يقول العلماء إن ذلك غير شائع.

ويعزو موسون، الذي يجري بحثا في جامعة إدنبره بالمملكة المتحدة، ذلك إلى أن الزلزال الأول لم يحدث على طول خط صدع واحد، بل يمكن القول إنه وقع في منطقة صدع شرق الأناضول، والتي معروفة بنشاطها الزلزالي.

وأضاف أن ذلك يشبه حدوث صدع كبير، بما في ذلك تجمع خطوط الصدع الثانوية حوله، مشيراً إلى أن الزلزال الأول أدى إلى “تجمّع” الزلازل على طول الصدوع الجديدة التي نتجت عن الصدع الرئيسي، وهو تختلف عن الهزات الارتدادية النموذجية التي تحدث على طول خط الصدع للزلزال. الرئيسي.

متى تحدث الهزات الارتدادية وما هي فترة حدوثها؟

لكنها تثير تساؤلات حول الموعد المتوقع لحدوث الهزات الارتدادية والمدة التي يمكن أن تستمر فيها. وفي هذا يقول العلماء أن الأمر يعتمد على قوة الزلزال الأول.

بدوره، قال موسون إنه على الرغم من أن توابع الزلزال الأشد ستتوقف على الأرجح بعد حوالي يومين من الزلزال الأول، إلا أنه من الممكن أن تتضاءل توابع الزلزال تدريجيا، لكنها لن تتوقف تماما إلا بعد مرور عام على الزلزال الرئيسي. يحدث الزلزال.

وتشير أبحاث أخرى إلى أنه في بعض المناطق ذات النشاط الزلزالي، مثل خط الصدع الزلزالي نيو مدريد في ولاية ميسوري الأمريكية، قد تستمر الهزات الارتدادية الناجمة عن الزلازل الصغيرة لعدة قرون بعد وقوع الزلزال الأول.

ما هي مخاطر الهزات الارتدادية في المغرب؟

وفيما يتعلق بزلزال المغرب، يقول العلماء إنه يجب علينا الانتظار يوما أو يومين للحصول على رؤية واضحة حول مخاطر هزات ارتدادية أخرى، حيث أن تفعيل خط الصدع قد يؤدي إلى هزات ارتدادية أخرى.

وأضاف العلماء أن توابع الزلزال قد تظل خطيرة ومدمرة، إذ قد تتسبب هزة صغيرة في انهيار مبنى تضرر من الزلزال الأول، مما يسبب دماراً كبيراً.

وفي هذا الصدد، قال موسون إن الهزة الارتدادية غالبا ما تسبب أضرارا لا تتناسب مع قوتها، ولكن ذلك لأن المباني أصبحت متضررة نتيجة الزلزال الأول، مضيفا “وهذا أحد الأسباب التي تدفع سلطات الدفاع المدني إلى التحرك”. قم بجولة في المنطقة المتضررة من الزلزال الكبير. بهدف وضع علامات على المباني المتضررة وغير الآمنة لتحذير السكان من العودة إليها”.