لا يزال هناك وقت
لا يزال هناك وقت
د . فاتح عبد السلام
لا يزال هناك وقت، بالرغم من قلته وثمنه الغالي، لتدارك التداعيات الموصوفة بالكارثية بعد الضربات الامريكية على ثلاث منشآت نووية في “فوردو” و”نطنز” و”أصفهان”.
فما رفضت ان تقدمه إيران طواعية في المفاوضات الجارية منذ ثلاثة أشهر وتمسكاً بثوابت» المرشد الأعلى» منعاً لإظهار الانقسام في الموقف السياسي الإيراني، جرى تقديمه على مذبح الضربات الجوية الامريكية، وهو امر كان من الممكن تفاديه عبر المرونة الحقيقية لمنع أمريكا من الهجمات وكذلك منع إس*رائي*ل من القيام بهجومها.
العودة للمفاوضات في هذه الساعة المتفجرة هي إرادة سياسية للحفاظ على ما تبقى من إمكانات إيران العسكرية والاقتصادية التي يمكن ان تتأثر في حال اسقاط خيار المفاوضات من الحسابات.
تستطيع إيران تناور سياسياً من اجل مكاسب تخص تخفيف الضغط الدولي ورفع العقوبات الامريكية، لكنها لا تستطيع ان تناور من اجل إعادة عقارب الساعة للوراء.
كما انّ أيّ موقف إيجابي إيراني من المفاوضات مع الولايات المتحدة سيضع إس*رائي*ل في زاوية الاستنكار العالمي إذا واصلت الهجمات على الأهداف داخل إيران.
لا يوجد قرار سهل في زمن الحرب، لكن أي قرار يتجه لإطفاء النار هو أفضل من قرارات الهروب الى أمام وركوب موجة الانتقام من دون حسم في أي ميدان مع وجود الإمكانات الامريكية الهائلة والإرادة المتوافرة لدى الرئيس دونالد ترامب.
لا وقت للبكاء والنحيب والتظلم، هناك مسار دبلوماسي صعب لابدّ من اقتحامه مرة أخرى قبل ان يضيع بشكل نهائي، ووضع الإدارة الامريكية أمام مسؤولية الضغط لوقف الهجمات الإ*سر*ائي*لية والشروع بالجلوس الى طاولة التفاوض.
على إيران أن تدرك انَّ مشكلتها الأساسية مع الولايات المتحدة وإس*رائي*ل، ولن تفيدها المباحثات مع الاتحاد الأوربي والصين وروسيا في هذا التوقيت، وانّ مفتاح حل المشكلة مع إس*رائي*ل هي الولايات المتحدة ذاتها عند العودة الى الطاولة، وذلك ليس أمراً مستحيل الحدوث، فالحروب الكبرى ومنها العالمية انتهت عادة الى طاولات المفاوضات بالرغم من كل المرارات التي كان يحملها كل طرف من أطراف الصراع.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
رئيس التحرير-الطبعة الدولية
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.