لا تسأل كيف الحال؟
ساجدة الموسوي
لا تسألْ كيفَ الحال ؟
عندي أجوبةٌ شافيةٌ
عن ألفِ سؤالٍ
وسؤال …
إلّا لسؤالك كيفَ الحال؟!
***
وطني مأسورٌ
مطعونٌ .. مسلوبٌ
والموتُ يحشُّ بأهلي
تتسرّبُ أعمارُ الوردِ كماءٍ من غربالْ …
هذا وطنٌ
-ما أنجبت ِالأرضُ بمثلِ تفرّدِهِ-
لا قرطٌ فيعوّضُ أو خلخالْ !
***
ق*ت*لوهُ على ألواح ِ براءتِهِ
وتفرّجَ كلُّ الأعمامِ وكلُّ الأخوالْ
***
هذا روحي ..
بل أغلى
نجمةُ صبحي
بل أعلى
قطبُ رَحى الدّنيا
وهواها القتــّال …
كان المحراثَ الأول
والحرفَ الأول
كان صباحَ العقل وفردوسَ الحكمةِ
جسرَ العدل المُوصِل للآمال …
***
كان القيثارةَ يعزفُ للدّنيا
ألوانَ الحبِّ وألوانَ السّعد
من بابلَ حتى آخرِ بستانٍ في الأرض …
من جلجامشَ
حتّى يوم وقوعِ الزّلزالْ
ظلَّ يفوحُ بعطرِ القدّاحِ وأشذاءِ الطلـّع
وطِيبِ الهيل
***
وطني أكلتْهُ الحرب
نصفُ بلادي في المنفى
و النّصفُ الثّاني
أخبارٌ أسمعُها في الجوّال
أوَ تسألني كيف الحال؟
حتى الشّمسُ هنالكَ صارت
تتعثّرُ بالجثثِ المجهولةِ
والجثثِ المحروقةِ
واللّيلُ غريبٌ
نامَ على الآهاتِ فما أغمضَ عيناً
كيف وبعضُ الآهاتِ تهزُّ جبال؟!
***
كيف الحال؟
أفتِّشُ في لوعةِ أمّ ٍ
ضاع َوليدي – وطني –
فتّشتُ فلم ألقَهْ
لم يرجعْ للبيتِ مع الأطفال …
***
مكسورٌ قلبي
مرتبكٌ خطوي
والدَّمعُ يغرغرُ في عيني
وطني مأسورٌ تحت الأقفال …
***
مختنقٌ صوتي
وصراخي عزفٌ منفردٌ
يبحثُ عن موّال …
أوَ تسألني :
كيف الحال؟!!
……
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.