الحوار الهاديء

غبطة البطريرك ساكو وأبناء كنيسة المشرق والكلدان

الكاتب: نزار ملاخا
غبطة البطريرك ساكو وأبناء كنيسة المشرق والكلدان

حيّا عمّا كلدايا

نزار ملاخا
يتداول البعض من أبناء شعبنا الكلداني شريط فيديو عن الندوة التي اقامها غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو في فرنسا وتطرق من خلالها إلى التسمية القومية تحت هذا الرابط

وكيف يوافق رأي سيادة الدكتور المطران يوسف توما عندما عقد ندوته في إحدى جولاته المكوكية (مطران المطارات) في كندا عندما حاول من خلال ندوته أن يميّع الهوية القومية الكلدانية ويضع بديلاً لها الهوية الدينية بتسمية (الهوية المسيحية أو المسيحانية) وأستطاع أن يكسب بعض الناس الفقراء الذين ليس لديهم أية إهتمامات تاريخية، واليوم غبطته وبمساعدة الدكتور الذكي يعيد إلى الأذهان ما بدأه الدكتور الفاضل، اليوم غبطته يريد أن يمسح الكلدان من الوجود وذلك من خلال تسميته الشهيرة( كنيسة المشرق) لذلك أحاول أن أرد على طروحات غبطته في هذا المجال وأود أن أوضح ما ألتبس عليه، مشيرا إلى أن مجال عمل غبطته هو المجال الديني فقط ولا يجوز أن يتجاوزه إلى مجالات أخرى ليست من صلب إختصاصه، بل ليدع لكل مختص أن يأخذ مجاله، فلا يمكنه أن يكون طبيباً وبطريركاً وسياسياً وعالماً وووو الخ، كانت هناك معلومة ثابتة في المجال العسكري تقول ” القائد الذي يقاتل على جبهتين يخسر” يعني لكي يكون إهتمامه منصبّاً على جبهة واحدة ومجال واحد حينها يكون النصر حليفه ودرجة الإبداع تكون عالية جداً.
عندما نقول أبناء كنيسة فإن قصدنا غير قصد إخوتنا المسلمين في معتقدنا الإيماني ” يسوع أبن الله” ويحاججوننا بأن الله لم يتزوج ولم يكن له ولد قط، كذلك هنا لكي أقطع المحاججة بهذا المجال أقول إن الكنيسة لا ولن ولم تتزوج فالكنيسة بمفهومها العام مجموعة أحجار بنيت على شكل بيت الغرض منه الصلاة فقط ولذلك يدعون بيوت الصلاة بيت الله، ويسوع قالها ” بيت أبي بيت صلاة يدعى” فالكنيسة بمفهومنا الإيماني هي مجموعة المؤمنين أينما أجتمعوا وفي أي مكان من أجل أسم يسوع يكون يسوع معهم وفيما بينهم وفي وسطهم، ولا أريد أن أضيف شيئاً آخر على المفاهيم المعروفة.
لقد تحدث غبطته عن تسمية كنيسة المشرق وتسميتنا بالمسيحيين( مشيحايي) وبهذا يريد أن يلغي هويتنا القومية الكلدانية ويضع لنا تسمية دينية ضيقة الأفق والإطار عديمة المفاهيم في الوقت الذي تجاوز العالم كله إطار الدين إلى إطار الإنسانية البحتة، يريدنا أن نتعصب حتى بتسميتنا القومية ونحصرها في إطار الدين، أليس هذا تزمتاً ؟ لماذا ننتقد الأصوليين الإسلاميين ؟ يعرف غبطته بأن أول مرة أطلق على المؤمنين تسمية المسيحيين كما جاء في سفر أعمال الرسل الفصل 11 الآية 26 والكتاب لا يهمل ذلك المزيج الذي تكونت منه كنيسة أنطاكيا في ذلك الزمان ولم يلغ هويتهم الوطنية والقومية فقد كانوا مزيجاً عجيباً من اليونانيين والآراميين والأمميين ولما لم تكن هناك صِلات مشتركة بين كل هؤلاء ولا صفات مشتركة لا جنس ولا سلالة ولا حضارة ولا لغة ولا وطن ولا هوية قومية سوى الإيمان لذلك أطلقوا عليهم تسمية ( مسيحيين) وفي شرح الكتاب المقدس للقس أنطونيوس فكري في موقع الأنبا تكلا يقول( دُعِيَ التَّلاَمِيذُ «مَسِيحِيِّينَ» فِي أَنْطَاكِيَةَ أَوَّلاً ، كانوا قبل ذلك يسمون ناصريين أولا جليليين وسمّاهم اليهود الطريق أو الشيعة. ولقد تكونت مجموعة كبيرة من المسيحيين الأمم في إنطاكية أحبوا المسيح وإنتسبوا لهُ ورفضوا الإلتزام بشريعة موسى والدخول فيها أولاً بحسب فكر المسيحيين من أصل يهودى. وبولس شجعهم على هذا الفكر. وربما يكون اسم مسيحيين قد أطلقه الإنطاكيين الذين آمنوا على أنفسهم لمحبتهم في المسيح أو يكون الوثنيين أو اليهود قد أطلقوه عليهم كما سموا أتباع هيرودس بالهيرودسيين فمثلاً، وربما أطلق الوثنيون هذا الإسم كنوع من الإستخفاف.)
إذن تسمية مسيحيين لا تتحدد بقومية واحدة، ولما كان مؤمنونا هم من الكلدان حصرا وعدد قليل من الآثوريين الكاثوليك ولما كان غبطتكم بطريرك الكلدان الكاثوليك حصراً وسيادة الدكتور المطران يوسف مطران الكلدان الكاثوليك الذين هم في كركوك حصراً لذا أقول لا يمكن أن تطلقوا كلمة ( مسيحيين) التي هي تسمية عامة لكل من يؤمن بيسوع المسيح لكي تجمع شمل قومية محدودة لا يتجاوز عدد أفرادها المليوني شخص في أغلب الأحيان.
لقد صرح غبطته تصريحاً خطيراً جداً ينافي ويخالف كل ما كتبه المؤرخون وما ذكرته كتب التاريخ وحتى الوثائق الكنسية والكتاب المقدس، لقد تناول غبطته في ندوته أصول الكلدان الحاليين وقطع كل صلة لهم عن أصولهم كلدان بين النهرين وكلدان بابل، وقال بأنهم أناس أنتموا إلى كنيسة المشرق وتسموا بأسم أبناء كنيسة المشرق، وعندما حدث الإنشقاق الكنسي المعروف فإن البابا أطلق على المؤمنين بالعقيدة الكاثوليكية أسم( كلدان) بينما بقوا النساطرة بأسم ( الآثوريين)،  لذا وقبل أن أدخل في تفاصيل الموضوع أقول كل من ينتمي إلى الرابطة الكلدانية بهذه المفاهيم فهو ليس كلداني أصيل وأشك في كلدانيته كائن مَن يكون، وهذا ليس من عندي بل ما يصرح به غبطته ومَن لا يصدق فليراجع التسجيل ويفهم ما بين السطور،
لقد كتبنا مئات المقالات عن وحول الكلدان وأصولهم مستشهدين بمئات المصادر التاريخية والمراجع المختلفة وحتى ما كتبه الآثاريون والمستشرقون حول الكلدان عدا ما جاء بكتابات أباء الكنيسة الكلدانية والكاثوليكية وشهود العيان والكتاب المقدس عن الكلدان ولكن أقول بمرارة وأسف
أسْمَعْتَ لو نادَيتَ حَيّاً ……….. ولكنْ لا حياةَ فيمَنْ تُنادي
أقول إن مكانة غبطته محفوظة وإحترامه وإحترام درجته الكهنوتية( درغا) محفوظ راجين منه أن لا يتدخل في أمور لا يعرف عنها أصولها ومعناها، مثل الأمور التاريخية أو يقرأها للجمهور بشكل مغالط للحقيقة، أن لا يتدخل في الأمور السياسية والقومية بل مجاله ونشاطه هو المجال الديني فقط لا غير، توعية المؤمنين حول المسائل الإيمانية وبذلك نطيعه غصباً علينا، أما عندما يتدخل في أمور لا يعرف عنها شيئاً يوقعه في مطبات وطرق لا نهاية لها ونحن لا نريد له مثل هذا المطب، لذلك حاولت تصحيح بعضا مما أورده من معلومات وكأنها مفاهيم لاهوتية لاتقبل الجدل، المسيحية تسمية كبيرة فهناك الكثيرين ممن يتسمون بالمسيحيين لا يعرفون من المسيح شيئاً، الكثيرين من الكلدان أنتموا إلى الكنائس الإنجيلية، الكثيرين من الكهنة حادوا عن طريق الإيمان وأخذوا يبتزون الناس وأصبح هاجسهم الوحيد جمع المال والتلذذ بحياة الدنيا، أقول أليس الأهم أن يتوجه غبطته بتنظيف وتشذيب الكنيسة من الداخل قبل أن يعطي كل جهده ووقته للأمور الثانوية التي لها مختصين بها مثل اللغة والهوية القومية وألأحزاب والرابطة وغير ذلك ؟ أليس من واجبه الأساسي الإهتمام بالكهنة وتوجيههم وزيارة رعاياه المنتشرين في بقاع الرض ووعظهم وتقوية روابطهم مع الله بدلاً من أن يعقد الندوات والدكتور المطران يوسف توما ليتحدثوا عن هوية مسيحية ويرفضوا أية هوية قومية أو لغة كلدانية وغير ذلك ؟ بذلك سيخلقون فجوة كبيرة بيننا وبينهم وسيصبح المؤمنين على جبهتين ونتصارع فيما بيننا كما تصارع مع بعض المطارنة والأبرشيات ومن ثم ثبت قطعياً أنهم كانوا على الطريق الصحيح، يا سيدنا يجب أن تبني بيتك من الداخل أولاً( أولاً المطارنة ثم الكهنة ثم الشمامسة الإنجيليين ثم المؤمنين) هناك أولويات يجب أن تراعوها إحتراماً لموقعكم الديني، ما لكم ولأمور الرابطة؟ هل كان واجبكم أن تجمعوا المطارنة وتعقدوا السينودسات لكي تؤسسوا رابطة ؟ أليس هذا غريباً يا سيدنا ؟ واليوم تحاولون طمس الهوية القومية لما أسستموه ؟ إن كان الكلدان الحاليين ليسوا أصلاء إذن لمن اسستم الرابطة ولماذا تسمونها كلدانية؟ إن كان هؤلاء الكلدان إستيراد مؤسسة كما يقول المثل العراقي ؟ العراقيون عندما يريدون أن يثبتوا أحداً أصيل يقال له ( هذا دگ النجف  مو إستيراد مؤسسة ) .
أبناء كنيسة المشرق، قبل أن تكون كنيسة المشرق وقبل أن يأتي مار بولس الرسول وتلميذاه مار أدي ومار ماري يعني قبل وصولهم إلى تلك الأصقاع بيوم واحد فقط ماذا كانت هوية ذلك الشعب الكافر الملحد الذي لم يكن يعرف الله ويسوع المسيح ؟ هل كان في المشرق وخصوصاً العراق والهند فراعنة؟ أم برابرة أم فينيقيين أم عثمانيين أم عرب أم أتراك أم كلدانيين ؟ هل قرأتم الكتاب المقدس وهلا ركزتم على الكلدانيين، لو تبحث في محرك البحث گوگل عن كلمة ( الكلدانيين في الكتاب المقدس) ستجدها تتكرر أكثر من ستين مرة وكذلك اللغة الكلدانية، فالكلدان كانوا موجودين في بلاد ما بين النهرين قبل أن يولد السيد المسيح بآلاف السنين، فكيف تشطب هوية قومية بجلسة بسيطة وبناءً على الأهواء فقط دون الرجوع إلى التاريخ .؟ عندما جاء مار بولس ليبشر برسالة يسوع إلى أي نوع من البشر ذهب ؟
يا سيدنا عندما تقول أبناء كنيسة المشرق هذا كلام عام لأن الكنيسة هي إيمان والإيمان هو جزء من الدين والدين لله والوطن للجميع، الأرض لشعب الله، لذلك أقول ( ولا مانع من الإعادة ففي الإعادة إفادة) أبناء كنيسة المشرق كان شعب يتكون من قوميات كثيرة ومتعددة منهم الكلدان وهم الأكثرية ومنهم الفرس والعرب والمغول والصينيين والهند والآتراك وغيرهم كثيرين، كلمة ( أبناء كنيسة المشرق) كلمة عامة جامعة سابقاً أما اليوم فلا لأنه قبل أن تسمى كنيسة المشرق كانت تسمى كنيسة فارس ومن ثم الكنيسة النسطورية ومن ثم كنيسة المشرق هذه سابقاً أما حالياً فإ‘ن تسمية ( كنيسة المشرق) هي تسمية تستعمل في وصف تاريخ الكنائس الشرقية( الكلدانية والسريانية والآثورية بشقيها المشرق الآشورية والمشرق القديمة وكذلك كنيسة الملبار الكاثوليك في الهند ) وكنيسة المشرق نشأت في بلاد كانت تسمى بلاد ما بين النهرين وأنتشرت من بعدها في أرجاء قارة آسيا، وعند حلول القرن الثالث عشر بدأت كنيسة المشرق تضعف وتتدهور وتنهار عند ظهور الرسالة الإسلامية وذلك لكثرة ما استشهد من المسيحيين آنذاك وكلنا يعرف تيمورلنك  وما سببه من دمار وق*ت*ل للمسيحيين، وبسبب ذلك حدث الإنهيار الكامل للشعب المسيحي الذي ق*ت*ل أغلبيته بالسيف التيمورلنكي بحجة عدم دخولهم الإسلام، ومنذ ذلك الحين أصبح المسيحيين أقلية ومن ثم استبيح ق*ت*لهم بنفس الحجة أي عدم دخولهم في الدين الجديد ومن ثم تم تهجيرهم أو هم هربوا من شدة الجزية وقسوة الشروط المفروضة عليهم آنذاك) وأنحسرت كنيسة المشرق في بلاد ما بين النهرين ومن ثم أنقسمت الكنيسة نفسها إلى شقين شق آمن بالعقيدة الكاثوليكية في القرن السادس عشر وأسترجعوا أسمهم التاريخي القديم وليس البابا أغدق عليهم التسمية لا بل هم ارادوا تسمية آبائهم وأجدادهم الكلدان بمحض إرادتهم ونزولاً عند رغبتهم فقد أمر البابا أن لا يتم تسميتهم نساطرة بل كلداناً كهوية قومية وكاثوليك كهوية إيمانية/ هذه هي الحقيقة يا سيدنا ومولانا البطريرك وهي مثبتة في أغلب كتب التاريخ وإن رغبتم فعندي قائمة بالمصادر والمراجع التي تذكر ذلك، أما القسم الثاني من مؤمني كنيسة المشرق من الكلدان الذين بقوا على نسطوريتهم وأستقروا في جبال حكاري فقد أغدقت عليهم البعثة الإنكليزية بقيادة المطران ويكرام تسمية الآثوريين كتسمية بديلة عن الكلدان عابدي الأوثان والشمس والقمر والعاملين في المجال الفلكي والذي تسمى بالعلم المقدس، وهم بطبيعة الحال وفي النصف الثاني من القرن العشرين أنقسموا على ذاتهم وتكونت من خلال ذلك الإنقسام كنيستين هما كنيسة المشرق القديمة وكنيسةالمشرق الآشورية ولكن الغريب في ذلك أن مؤمني الكنيستين بقيت هويتهم القومية هي الآثورية، الغريب أيضاً أن الإنشقاق الكنسي لم يولد إنشقاقاً قومياً . أليس ذلك غريباً ؟ هل لدينا علم لماذا حدث ولم يحدث ؟ ألا تعتقد بأن هذا الإنشقاق لم يكن وراءه هدفاً دينياً أو مذهبياً أو سياسياً ؟؟؟؟؟؟
للتذكير رجاءً
غبطة مولانا البطريرك ألف كتاباً أسمه ” خلاصة تاريخ الكنيسة الكلدانية” نشر مقال عنه في موقع البطريركية الكلدانية
www.saint-addy.com
بتاريخ 27/7/2013 مأخوذ من نفس الكتاب فيه مقتطفات ومقسم إلى نقاط في النقطة رقم 1 التسمية، يقول غبطته بأن التسمية التاريخية لمسيحيي بلاد ما بين النهرين ( مسيحيي البلاد هي تسمية دينية ولا يذكر غبطته  ما هي الهوية القومية لهؤلاء المسيحيين ؟ هل كانوا كورداً أم عرباً أم فرساً أو كلدان ؟) كانت دوماً ” كنيسة المشرق” The Church Of the  East  
ونعود لنكرر نفس السؤال ماذا كانت تسميتهم القومية؟ يعني قبل أن يصبحوا مسيحيين ماذا كانوا ؟ مثلاً أهل يثرب قبل الإسلام كانوا عرباً جاهليين أو غير ذلك لربما كانوا مؤمنين، وعندما ظهر الإسلام آمنوا بالدين الجديد وأصبحوا مسلمين ولكن عرباً فهم عرب مسلمين، وهناك كلدان مسلمين وأكراد مسلمين وتركماناً مسلمين، لمذا عند المسيحية تنصهر القومية ؟ لماذا لا نقول كلدان مسيحيين وعرب مسيحيين واكراد مسيحيين وأتراك مسيحيين ؟ لماذا تحاولون يا رجال الدين طمس الهوية القومية ؟ ما هو سر العداوة بينكم وبين الهوية القومية وبالأخص الكلدانية ؟ لا تخافوا فلن تنهار مملكتكم ولا أحد من الكلدان يحاول سحب البساط من تحت أقدامكم أطمئنوا ولا تقلقوا، ألا يعتقد الكثيرون بأن هناك جهلاً أو تجاهلاً أو غايات أو دوافع وراء هذا الإصرار المتعمد حول تهميش الكلدان قومياً، الستم أنتم يا رجال الدين سبباً رئيسياً في تهميشنا إجتماعياً ؟ يقول غبطته في كتابه، بأن تسمية مسيحيي بلاد ما بين النهرين (تسمية مسيحيي بلاد ) إذن في هذه البلاد هناك شعب قسم منه مسيحي وتسمية ذلك القسم من الشعب الساكن في تلك البلاد ( ما بين النهرين) يتم على اساس ديني لماذا ؟ لأنه بلاد ما بين النهرين كان أغلب سكانها من الكلدان وإن قسماً منهم آمنوا برسالة سيدنا يسوع المسيح أما القسم الآخر فلم يؤمن وبقي على جاهليته، ولما جاء الرسل للبشارة آمن من آمن ، ولكن يبقى القاسم المشترك بين المؤمن والملحد أو غير المؤمن هو الرابط القومي أي الهوية القومية فهم الإثنان كلدانيان بعكس ما جاء بأعمال الرسل 11 : 26 بأنه لم يكن هناك رابط يربط بين المؤمنين سوى الإيمان لذلك تسموا مسيحيين، أما إذا كانت هناك رغبة في خلط الأوراق والسير عكس التاريخ أو أن يكتب البعض ويقول ما يحلو له فهذا حديث آخر، نحن تحت حكم مستندات تاريخية ولا نجافي الحقيقة ولا نخجل منها ولا نغالط أنفسنا ونخدع شعبنا، نحن صريحين وهكذا هم الكلدان الأصلاء، ونحن لا نسير وفق أجندات مكتوبة وخطط مرسومة من قبل الغير، نحن نرسم خط سيرنا بأنفسنا، فأهل مكة أدرى بشعابها.
يقول غبطته عن اللغة السريانية في كتابه المذكور أعلاه بأن الكلدان يتكلمون السريانية، أنا أقول هذه المعلومة ليست دقيقة أو يَشك في صحتها، فالكلدان يتكلمون الكلدانية، لقد أغفل غبطته في كتابه المنوّه عنه أعلاه شواهد قبور بعض البطاركة العِظام ممن حمل التسمية الكلدانية، السؤال لماذا ؟ أنقل لكم نصا من كتاب غبطته ” من المؤكد هناك أختام بعض البطاركة النساطرة وشواهد قبورهم تحمل التسمية الكلدانية ” إذن النساطرة ” تسمية مذهبية ” هم كلدان “تسمية أو إنتساب قومي” إذن كنيستنا الكلدانية وهوية مؤمنيها القومية هي الكلدانية .
ذكر عن كلدان قبرص، للتوضيح فقط فإن الكلدان الذين في قبرص قد جاؤوا هرباً من بلاد ما بين النهرين نتيجة الإضطهاد الذي عانوه هناك وتخلصاً من السيف التيمورلنكي، هم المهاجرين القادمين من بلاد ما بين النهرين وتسموا ب ” كلدان قبرص” كما حالهم اليوم حين نسميهم  كلدان السويد وكلدان أمريكا وكلدان ألمانيا وكلدان لبنان وكلدان مصر وكلدان العراق ….. وإلخ .
هل تتذكرون المطران طيماثاوس ؟ لا أريد الإطالة وسأجيب عليه إنه أسقف نساطرة قبرص( نساطرة تسمية مذهبية) هذا المطران وقّع على وثيقة إتحاد مع روما سنة 1445م بهذه الصيغة ” أنا طيماثاوس رئيس اساقفة ترشيش على الكلدان (تسمية قومية) ومطران الذين هم في قبرص ” شموئيل جميل ، العلاقات، روما 1910، ص 10 الذين هم في قبرص ؟ مَن هم الذين في قبرص ؟ هم من الكلدان الهاربين من نار الإضطهاد من بلاد ما بين النهرين ، أليس هذا صحيحاً ؟
نعود إلى لغتنا الكلدانية وكيف تحاولون تغيير أسمها إلى اللغة السريانية في نفس الكتاب،
يقول المرسوم البابوي الذي أصدره البابا أوجين الرابع في السابع من آب من عام 1445م يقول ” وطيماثاوس ذاته أمامنا في هذا المجمع اللاتراني المسكوني وفي جلسته العامة أعلن بإحترام وتقوى صيغة إيمانه وتعليمه أولاً بلغته الكلدانية ” شموئيل جميل، المصدر السابق، ص 11 أعيد و أقول بلغته الكلدانية ؟؟؟ لماذا لم يقل بلغته السريانية ؟ هل كان البابا عديم الإطلاع ؟ أم ليس له علم باللغات آنذاك ؟ .أطلتُ كثيراُ في الكتابة ولكن يجب أن أرد، وأعتقد لا بل متأكد من أنني في مراسلاتي السابق لغبطتكم أرسلتُ بريداً الكترونياً فيه إثبات حول لغتنا الكلدانية بأكثر من ثمانين مصدراً
وفي الختام يبقى السؤال الذي أطلبه جوابه من غبطتكم دون أن أتنازل عن حقي وهو : ــ
شعب كنيسة المشرق ما هي هويته القومية وبأية لغة كان يتكلم
ودمتم بكل إخلاص محبكم وابنكم في الإيمان نزار ملاخا
كتب في الثالث والعشرين من شهر أيلول عام 15 20
 

..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!