صانع ألعاب ومسجل أهداف
صانع ألعاب ومسجل أهداف
د . فاتح عبد السلام
ايهما الأهم في السياسة، ان تهيئ مستحضرات معارك أو قضايا متعددة تقلق العالم وتضعها على سكة الحسم أو الحل، ام ان تدخل مباشرة في ثقلك النوعي الشامل على نية القرار بتحقيق حسم قضية في إثر قضية؟
هذان السؤالان اشكاليان وأساسيان في فهم حركة الرئيس الأمريكي ترامب منذ أن باشر ولايته الثانية. ويضاف لهما الرغبة الظاهرة في الإسراع لتحقيق منجزات ونسبها لقيادته.
كم جبهة لا تزال مفتوحة اليوم على الرئيس ترامب من دون حسم؟
هناك الحرب الروسية الأوكرانية، ومعها حرب قطاع غ*ز*ة وإس*رائي*ل، وجبهة المفاوضات الإيرانية النووية، وجبهة الحرب التجارية مع الصين، وجبهة ترويض أوربا على النهج الأمريكي الدولي الجديد، وجبهة الولايات المتحدة أولا، ومحاربة المهاجرين، وجبهة سحب الدعم من المنظمات الدولية والجهد العالمي في مجالات صحية ومناخية وزراعية، وجبهة القلاع العلمية الاكاديمية الكبيرة، وكل ذلك متداخل مع جبهة ضد الحزب الديمقراطي، والإصلاحات الامريكية الداخلية
نراه يتحدث عن تقدم في كل الجبهات بفعل التأثير الكبير لإدارته، لكن النتائج التي يرجوها غير قريبة المنال. وهو يضع ذلك في منزلة المنجزات أيضاً. وحين لا يجد شيئاً متاحاً في اللحظة يذكّر الأمريكيين في انه جنى في ساعتين من ثلاث دول عربية خمسة ترليونات ومائة مليار دولار، وفوقها طائرة رئاسية كبيرة جداً كما يصفها، ليجعل مسار المنجزات يدور في فلكه حصرياً.
ليس مهما أن تسجل النقطة في الهدف بنفسك، لكن المهم أن تكون صانع ألعاب ماهراً، تقود حركتك وافعالك الى تسجيل الأهداف الواحد بعد الآخر.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
رئيس التحرير-الطبعة الدولية
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.