مقالات عامة

تسمية بلدة منكيش

الكاتب: الدكتور عبدالله مرقس رابي
تسمية بلدة منكيش
الدكتور عبدالله مرقس رابي
  أستاذ وباحث اكاديمي
 
     أهدف من نشر هذه المقالة لكي يتعرف المهتمون بتراث شعبنا على احدى البلدات الكلدانية الجميلة التي يبلغ تعداد سكانها اكثر من (5000)نسمة منتشرين في أنحاء مختلفة من العالم ولم يبق فيها أكثر من (700) نسمة حاليا .وبالاخص الذين لم تتوفر الفرصة لهم الحصول أو الاطلاع على كتاب (منكيش بين الماضي والحاضر الذي ألفته سنة 1999 ).
    تقع منكيش في القسم الشمالي من العراق عند خطي طول 43,2 شرقا ودائرة عرض 36,5 شمالا وهي مركز ناحية الدوسكي . وتقع شمال مدينة دهوك على بعد (43)كم .ترجع اثار التجمعات البشرية المحيطة ببلدة منكيش الى (4000ـ4500) سنة قبل الميلاد .واما عن منكيش نفسها نلاحظ أن حادثا قد تناقلته الخلف عن السلف ولهج به الكبير والصغير هو ذلك اليوم الذي طارد به صيادون من القرى المجاورة حيوانا في غابة مجاورة ولم يستطيعوا الامساك به فاضرموا النار , فلما احترق شجر الغابة وخمدت النار دخلوها فعثروا على هيكل (معبد) ولما خرجوا تغنى أحدهم وقال خرجنا من (  بيت مكوشي) أي بيت المجوس مما يدل بوضوح على أن منكيش الحالية قد بنيت على أطلال قرية أخرى اندثرت ولا نعرف ,ولم يصلنا عنها شيء سوى أن هذا المعبد الذي ظل قائما حتى سنة 1929 اذ هدمه سكان البلدة وشيدوا على أنقاضه كنيستهم الحالية ,وعند الهدم شوهد أن الجدران الداخلية مكسوة بطبقة خارجية من الكلس وبعد ازالتها ظهرت الجدران القديمة مسودة وملطخة بالدم لكثرة ايقاد النار وذبح المحروقات داخل الهيكل ,مما يدل على أنه كان معبدا مجوسيا لسكان القرية القدماء وبعد دخولهم المسيحية أقاموا لهم مذبحا لتقديم ذبيحة القداس .
    تسميتها:
هناك ثلاث اجتهادات أو اراء تفسر معناها :
أولا: قد يكون اسمها مأخوذا من كلمتي (بيت مكوشي) الكلدانيتين أي (بيت المجوس) .ويحتمل أنه بعد العثور على المعبد ظل اسمها بيت مكوشي وبمرور الزمن وتعاقب الاجيال حرف الى منكيش .وما يدعم هذا القول أيضا العثور على بعض الاواني الخزفية وفي داخلها رميم الموتى بعد حرقهم بالنار كما هي عادة المجوس عند حفر أساسات كنيسة البلدة الحالية سنة 1929 .وعثر على العديد من أثار المجوس في أماكن مختلفة في ضواحي منكيش القريبة والبعيدة ,وعثر على مقابر لدفن الموتى حسب العادة المجوسية عند حراثة الاراضي الزراعية في البساتين والكروم .
 
ثانبا : وقد يكون هذا الاسم مشتقا من (منكيشية) أو (منكاش) الكلدانيتين ومعناهما (الذي لمس) كناية عن (مار توما) متلمذ المشرق الذي لمس جروح المسيح وجنبه المطعون اذ يوجد جوار البلدة دير وكنيسة على اسم مار توما موقعها في لحف الجبل الواقع جنوب منكيش ويبعد عنها زهاء نصف كيلومتر ,كما هناك بجانب هذه الاثار صومعة منقورة داخل الجبل تعرف بصومعة (قلاية) مار توما.
 
ثالثا: قد تكون تسميتها جاءت من كلمتين (بيت مخنشي)أي (محل الاجتماع) الذي تقرر فيه حرق الغابة من قبل صيادي القرى المجاورة عند ااكتشاف المعبد وبمرور الزمن اصبحت منكيش …

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!