الحوار الهاديء

بوصلة المخ*د*رات تتجه نحو العراق، فما دور الإعلام؟

انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة تع-اط*ي وبيع المخ*د*رات في المجتمع العربي بشكل عام والمجتمع العراقي بشكل خاص، وهي ظاهرة كانت شبه معدومة في الماضي بسبب التقاليد الاجتماعية والدينية التي ترفضها بشدة، بالإضافة إلى القوانين الصارمة التي تعاقب المتع-اط*ين والمتاجرين بالمخ*د*رات نظراً لخطورتها الصحية والأخلاقية على الفرد والمجتمع. 
كما هو معروف أن المخ*د*رات تُحدث آثاراً مدمرة على صحة المتع-اط*ي، وتؤثر سلباً على أفراد الأسرة، وتسبب خسائر اقتصادية كبيرة، وعلى الرغم من استمرار القوانين الرادعة، إلا أن الحاجة تزداد لوسائل أخرى أكثر فعالية للحد من انتشار هذه الظاهرة. 
وهنا يأتي دور وسائل الإعلام بمختلف أشكالها، سواء كانت مقروءة أو مسموعة أو مرئية، فالإعلام التربوي والصحي والأمني يلعب دوراً محورياً في زيادة الوعي بخطورة المخ*د*رات وتحذير المجتمع من التمادي في تع-اط*يها.

يتطلب من وسائل الإعلام، وخاصة البرامج التلفزيونية الموجهة للشباب، أن تأخذ دورها بجدية في التوعية المستمرة، وأن تتناول مشاكل وهموم هذه الفئة الاجتماعية الواسعة، ومما ينبغي أن توجه خطاباً إعلامياً تربوياً وتعليمياً يرسخ القيم الاجتماعية الأصيلة وينبذ القيم السلبية المضرة بالصحة والأخلاق، ويقدم حلولاً لمشاكل الشباب والطلبة.

من خلال متابعتي للتقارير الصادرة من الجهات الرسمية حول أعمار المتع-اط*ين، تبيّن أن أغلبهم تتراوح أعمارهم بين 15 و30 سنة، وهي مرحلة الشباب التي من المفترض أن تكون مليئة بالطاقة والحيوية والمساهمة في بناء المجتمع، لا أن تكون عامل ضعف وتدمير لقدراتهم العقلية والصحية. 
ولوحظ أيضاً أن نسبة البرامج التلفزيونية والإعلام التربوي الموجه نحو هذه القضية، وخاصة للفئة العمرية المذكورة، قليل جداً مقارنة بحجم وخطورة ظاهرة انتشار المخ*د*رات.

لذا، ما نؤشره من أشكاليات حقيقية هو ضعف الإداء الإعلامي وخصوصاً البرامج التي تستعرض خطورة ظاهرة انتشار تع-اط*ي المخ*د*رات وأساليب الحد منها.
فمن الضروري أن تساهم وسائل الإعلام بتعاضد الجهود مع الاجهزة الحكومية الاخرى لمكافحة الإزمة التي تهدد المجتمع والأمن القومي العراقي خصوصاً بعد الاحصائيات والتقارير الدورية التي تعرضها وزارة الداخلية والتي تذكر ان المتاجرة اصبحت على المستوى الدولي، لذا يجب على الحكومة أن تؤسس مجلس وطني تخصصي للتصدي لهذه المعركة الخطيرة والعمل على إعداد جيل واعٍ قادر على تحمل المسؤولية الوطنية والثقافية، متميز بالسلوك الإنساني النبيل، وتجنب أي ممارسات تضر بالفرد والأسرة والمجتمع.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!