مقالات

النظام البرلماني في العراق وفلسفة الحكومة والمعارضة – ياسر

تعتبر الانظمة البرلمانية من افضل انظمة الحكم المتطورة في العالم والدول التي تدار من قبل الانظمة البرلمانية هي دول توصف شعوبها بأنها تتمتع بنضوج سياسي وديموقراطي عالي المستوى وبالتالي تنتخب برلمان فاعل تنبثق عنه حكومة ومعارضة رشيدتان تتنافسان حول هدف واحد هو الوصول الى السلطة لتحقيق برامجها السياسية التي يفترض ان تمثل مصالح المواطنين وبذلك يجتهد كل منهم للتسويق لبرنامجه وتسليط الضوء على نقاط القوة وفرص النجاح فيه وفي نفس الوقت تسليط الاضواء على نقاط الضعف في برنامج الفريق الاخر ويؤدي ذلك الى نجاح الطرفين في تحقيق الهدف وهو مصلحة المواطن
السؤال هنا اين نحن من هذه الفلسفة
اولا :ـ من ناحية النضوج السياسي والديموقراطي للشعب
يتصور البعض ان الشعب العراقي لا يتمتع بنضوج سياسي او ديموقراطي بما فيه الكفاية معللا ذلك بما تنتجه نتائج الانتخابات من برلمانات غير فاعلة والذي بدوره ينعكس على الحكومة وادائها وكل ما يترتب على ذلك من سلبيات.
وهذا التصور خاطئ جملة وتفصيلا ويتضح ذلك من اصرار الشعب العراقي على ممارسة التجربة الديموقراطية طوال السنوات السابقة بالرغم من كل الاحباط الذي يتعرض له نتيجة صراعات الكتل السياسية وبالرغم من كل التحديات الامنية التي لو مرت بها دولة من الدول لكان اصبح حلم ممارسة اي عملية انتخابية وما شابهها, ولا يوجد شعب توجه اليه كل فضائيات العالم لتسوق له كل مبررات الاحباط والفشل لتثنيه عن ممارسة حقه في انتخاب ممثليه ولا يأبه لهم ويزحف الى صناديق الاقتراع لانتخاب من يراه مناسبا كل حسب قناعاته وعندما نتكلم عن الشعب هنا نعني الشعب العراقي بكل اطيافه ومكوناته ومهما كانت قناعاته لانتخاب من يراه مناسبا اي انه حتى ما يسوقه بعض اعداء الشعب الذين يظهرون على الفضائيات من ان الدوافع للانتخاب طائفية نتيجة التأجيج الطائفي والولاءات المذهبية وما شابه ذلك من احاديث مغرضة نقول لهم حتى وان كانت الدوافع طائفية فان الشعب اختار طريق الديموقراطية لتحقيق اهدافه ومصالحه لذلك شعب بهذه المواصفات لا يمكن ان نقول عليه الا انه شعب يتمتع بنضوج سياسي وديموقراطي يستحق ان يدار بنظام حكم برلماني.
ثانيا :ــ من ناحية البرلمان وما ينتج عنه
في العراق توجد تكتلات سياسية من احزاب وشخصيات سياسية واقتصادية مختلفة التوجهات والاهداف بعضها له تاريخ سياسي وبعضها تشكل بعد عام 2003 تقوم هذه الكتل بطرح برامج سياسية وتعمل من خلال عناصرها للترويج والتسويق لبرامجها السياسية والذي يميزها في العراق بانها تتشابه في اغلبها ان لم نقل كلها حيث ان المعلن في هذه البرامج قبل الانتخابات هي مصلحة المواطن وكيفية تحقيقها
لكن ما ان تنتهي الانتخابات حتى تنسى هذه الكتل كل ما طرحته سابقا وتنغمس في رحلة طويلة من الصراعات على المصالح الضيقة وبالتالي ينتج برلمان لا يمثل طموحات الشعب وبدوره ينتج حكومة لا يمكن لها ان تنجح ولو اجتمع العالم كله على تأييدها
نستنتج من ثانيا عدم اكتمال اركان النظام البرلماني وتعثره في العراق وبالتالي اصبح الشعب العراقي الناضج سياسيا وديموقراطيا هو المعارضة التي تشخص اخطاء الحكومة اي الكتل السياسية مجتمعة لان الحكومات التي انتجت تشترك فيها كل الكتل في كل مرة تحت عنوانين مختلفة ووعي الشعب وتمسكه بالخيار الديموقراطي يجعله يصبر اربع سنوات ليعاقب من خلال صناديق الاقتراع السياسيين الذين لم يلبوا مصالحه وفي قدرة عالية على التمييز ويتضح ذلك من النتائج المتغيرة في كل انتخابات حيث هوت الكثير من الاسماء التي كانت تملا الارض صراخ وضجيج حين نزلت اعداد المصوتين لها من عشرات الالاف الى عدة الالاف او بعضهم الى عدة مئات وبذلك يكون هذا الشعب هو الناضج بالمقارنة مع الكتل السياسية وعلى هذه الكتل ان تكون بمستوى نضوج هذا الشعب الذي يستحق التحية

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!