الصحفي لا يحتاج شهادة وطنية من أحد
جياب ابو صفية
في زمن الحرب، يصبح الصدق أكثر خطورة، ويصبح العمل الصحفي شرفًا مغموسًا بالمجازفة.
الصحفي الفلسطيني الذي ينقل ما يجري في غ*ز*ة لا ينتظر شهادة من أحد تُثبِت وطنيته. وجوده على الأرض، بكاميرته، بصوته، بحضوره وسط الدمار، هو الشهادة الحقيقية.
الصحافة ليست ذراعًا لأحد، ولا يجب أن تكون منصة لتكرار رواية واحدة. دور الصحفي أن يسأل، أن يشكك، أن يبحث، أن يُضيء الزوايا المعتمة — وهذا جوهر المهنة، لا خيانة لها.
للأسف، عندما لا يُعجب السؤال، يُكافأ الصحفي بالتخوين. وعندما لا تُناسب القصة، يُتهم بأنه مأجور. هذه ثقافة تُهدد الحق في المعرفة، وتفتح الباب واسعًا أمام الاستبداد الإعلامي.
أنا أؤمن أن احترام الصحفي لا يعني الموافقة معه دائمًا، بل الدفاع عن حقه في أن يسأل، وينقل، ويكتب دون خوف.
الصحافة في غ*ز*ة ليست وظيفة، بل مقاومة من نوع آخر — مقاومة من أجل الحقيقة.
لذلك، من يُهاجم الصحفي لأنه لا يخدم أجندته، عليه أن يراجع فهمه للحرية، لا أن يُوزّع شهادات الوطنية وكأنها ملك شخصي.
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.