مقالات

كلام في الاعلام خارج النص

يعجبني الاعلامي حتى أكاد انجذب إلى منتجه، مطبوعا كان ام مسموعا او مرئيا ومسموعا. ولكن ما أن يتبين لي انه يندرج في خانة ذاك النوع من البشر، المبتلى بالاستعراض والفهلوة حتى انسخه من قيود حساباتي، حتى لو كنت مضطرا للتعامل معه لظرف ما. اقول ذلك وانا على يقين بانني لست الوحيد المقتنع بهذا الفعل وبالسبب الذي عليه انبنى وتأسس. ولكي تستقيم الأمور في نصابها بخصوص ما نحن بصدده، أشير إلى أن الإعلام برأيي واجتهادي المتواضعين يتلخص في أربع كلمات: الرغبة، والمهنية، والمعلومة، ثم السقف. وكي لا تلتبس الأمور بخصوص الرابعة، نؤكد ان مقصود القول هنا الحرية. فالاعلام في جوهره عملية إبداعية. والابداع لا يزدهر وليس بمقدوره ان يثمر الا في أجواء الحرية.
رباعي الإعلام المشار اليه قبل قليل، ولكي ينتظم في عملية اعلامية ذات معنى وفعل رسالي، لا بد له من رئة يتنفس منها. هذه الرئة هي العمق الثقافي، أو الثقافة باختصار. ولم يصدف ان تعرفت إلى اعلامي استعراضي او تعاملت معه بحكم المهنة، الا وكان ضحلا في مضمونه الثقافي، سطحيا في نظرته إلى الامور. الاستعراض، صفة مذمومة حتى الطبيعة ترفضها. ولنا ان نلاحظ الدليل في الفرق بالهيئة بين سنبلتي القمح، المملوءة والفارغة. الأولى منحنية دائما والثانية “انفها” في الهواء. وبالمناسبة، الاستعراض عند بعض البشر سلوك للتغطية على نقص او مثلبة، والاستعراضي من الإعلاميين ليس استثناء ولا يمكن أن يكون استثناء.
اما اذا بحثنا عن نقطة ضعف الاعلامي الاستعراضي الفهلوي، فإننا بلا شك واجدوها في تعاليه على القاعدة الذهبية التي تقول:”يمكن أن تخدع بعض الناس كل الوقت، ويمكن ان تخدع كل الناس بعض الوقت، ولكن لا يمكن أن تخدع كل الناس كل الوقت” . الاستعراض والفهلوة لا يصنعان إعلاما. تعلمنا الحياة والعمل في محراب مهنة المتاعب، ان الاعلامي الحقيقي يعمل بصمت، ويدع فعله يتحدث عنه.
في السياق نضيف، في عالمنا العربي بخاصة ولأسباب اظنها لا تخفى على ذوي الألباب، يرتقي بعض الإعلاميين الاستعراضيين “الفهالوة” في سلم “الوصول” اسرع من غيرهم، ولكن لأسباب لا علاقة لها بالكفاءة.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!