مقالات دينية

مار ماري رسول المشرق

مار ماري رسول المشرق

إعداد / وردا إسحاق قلّو

مار ماري هو أحد التلاميذ الأثنين والسبعين ، وكان مزداناً بمحبة الله والسيرة الفاضلة ، واقتبل الرسامة من مار أدى الذي تلقى تعليمه من مار توما الرسول ، ومار أدي ارسله الى منطقة المشرق ، الى بلاد بابل ، لكي يبشر هناك بكلمة الرب. وقد ورد ذكر لمار ماري في اقدم التقاويم دون اى ذكر لأدى ولاتظهر جولة أدى التبشيرية في مابين النهرين السفلى إلا في الوثائق المتاخرة ، حيث يقرن اسمه باسم ماري بصفتهما ” رسولي المشرق”.

وفي مقدمة الوثائق التي تطلعنا على مار ماري ونشاطه الرسولي تاتي أعماله التي طبعت في الجزء الاول من سلسلة ( سير الشهداء والقديسين ) ولكن هناك مآخذ عديدة على هذه الاعمال من شانها ان تلقي فينا الشك والارتباك تجاه هذه الوثيقة . فانها تجعل من فافا الذي عاش في نهاية القرن الثالث ومطلع القرن الرابع خلفا مباشرا لماري ، وهذا مايحدونا الى اعتبار النص متأخرا في عهد فافا . ويلاحظ المطران أدي شير ان هذه القصة تضطرنا إلى ارجاعها الى القرن الثامن او التاسع . فقد وردت فيها مثلا عبادة الاشجار والشياطين . ونحن نعلم ان الفرثيين في عهد الرسل كانوا يكرمون الشمس والنار وبعض الاصنام .

هل جاء ماري الى المدائن ؟

   تقول أعمال ماري انه نزل الى مدينة ساليق المبنية على دجلة ، فاجتمع عبدة الاصنام وعبروا الى قطسيفون ( هي منطقة سلمان باك الحالية ) عندالملك ارطبان الذى كان يحكم على قطيسفون وعلى كوخي .. فارسل الملك في اثر الطوباوى ، فاخذوه من جهة ساليق الى حيث كان الملك ارطبان جالسا . ويقول ماري بن سليمان في المجدل ان مار ماري نصر الناس ببابل والاهواز وسائر كور دجلة وفارس وكشكر ( محافظة واسط الحالية ) واهل الراذانيين … وتوجه الى مدينة ساليق وهي شرقي المداين وقطيسفون غربيها . وهناك اسس مار ماري كنيسة كوخي والسبب في تسمية بيعة المداين كوخي لانها كانت اكواخ لاكرة مارد  دنشاه رئيس قطيسفون ، ولما شفى مار ماري ابنته استوهبها منه. كانت هذه كنيسة كوخي تقام فيها الاحتفالات الدينية ومن جملتها تنصيب البطريرك ومن بعدها يذهب البطريرك الى دير قني في منطقة العزيزيةالحالية لغرض التبرك وزيارة قبر مار ماري .

هناك مقال للاب البير ابونا منشور في مجلة بين النهرين حول دير قني سنة 1991.

   لم يقتصر نشاط مار ماري التبشيرى على المدائن وحدها بل شمل مناطق اخرى واسعة من المشرق . فقد بشر نصيبين / وارزون / وحدياب ( وهو الاسم القديم لابرشية اربيل وتوابعها ) وداسن وزوزان وكوار، ولكنه ارسل تلميذه طوميس لتبشير هذه المناطق الثلاث الاخيرة ، واتى ماري الى شهر قرد، ثم انطلق الى درار الواقعة في بيث كرماي ، ومن هناك انحدر الى بيث رادان ومنها ذهب الى ساليق وقطيسفون ، سلمان باك الحالية ، ثم إلى دير قني جنوب المدائن .

    بعدئذ ذهب الى كشكر ( محافظة واسط الحالية ) ثم الى ميشان الاسم القديم لأبرشية البصرة فرات ميشان ( كما ويسميها ماري في المجدل دستميسان ) وبعدها إلى بيث هوزايي ( الاهواز في ايران ) ومنها الى بيث فرسايي ( بلاد فارس ) .

واخيرا بعد ان ان اكمل سعيه وانجز مهمته الرسولية ، عاد الى دير قني حيث توفي ودفن في الدير نفسه.

كل شيء يشير الى دخول المسيحية الى العاصمة الارشاقية منذ نهاية القرن الاول ، او مطلع القرن الثاني . ويعتبر مار ماري بجدارة رسول الحق الذى كان المبشر الاول في المشرق بمعرفة الإله الأوحد ويحق لكرسي المدائن ان يعتبر مار ماري مؤسسه الحقيقي و شفيع المشرق كما يدعوه البطريرك ايليا الثالث ابو حليم .

  تعيد الكنيسة الكلدانية تذكار مار ماري رسول المشرق في يوم الجمعة الثانية من سابوع القيط ( الصيف) . المصادف اليوم الخامس من آب من كل عام .

ولهذا القديس كنيسة كلدانية في بغداد – حي البنوك ، شرق القناة . تأسست سنة 1980 سمّيَت ( كنيسة مار ماري الكلدانية ) .

 لتبقى سيرة آبائنا القديسين مثالاً حياً في حياتنا لكي نقتدي بسيرتهم الطاهرة ، ونتعلم منهم لكي تقوي علاقتنا بالرب يسوع ، إلهنا ومخلصنا . ليتمجد أسمه القدوس .

التوقع ( لأني لا أستحي بالبشارة . فهي قدرة الله لخلاص كل مؤمن ) ” رو 16:1 “

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!