مقالات دينية

مقتطفات من سفر يونان النبي

مقتطفات من سفر يونان النبي

بقلم / وردا إسحاق قلّو

مقتطفات من سفر يونان النبي

سفر يونان يحمل دروس روحية مهمة لحياة كل مؤمن .

سفر يونان ليس أسطورة أو أخبار خيالية ، لا يقبلها العقل .

صام أهل نينوى ، ومن بعدهم سار على خطاهم الأجيال فنظموا صوماً سُمِيَ ب (صوم يونان ) أو ( صوم نينوى ) أو ( صوم الباعوثة ) مدته ثلاثة أيام ، يسبق الصوم الكبير بإسبوعين ، وفيه يتهيأ المؤمنون للدخول في صوم الأربعين .

نفهم من سفر يونان بأن الأنبياء أيضاً لهم ضعفات كباقي البشر ، ولهم سقطات أيضاً ، وليسوا معصومين .

بالرغم من ضعفات وعيوب يونان وجهله لخِطّة السماءأختاره الله ليخزي به الأقوياء في الخطيئة ، فبنداء يونان في نينوى نجح في مهمته وفاق كل أهلها ( 1 قور 27:1 

إصرار يونان على رأيه الخاطىء كان بسبب كبريائه وحقده على شعب نينوى ، وإعتزازه بموقفه وآرائه دفعاه إلى العصيان .

 قرار يونان للهرب إلى ترشيش يدل على جهله لمعرفة الله الذي يراه أينما يحل ، ويقرأ  كل ما في قلبه . فعل كآدم عندما أختبأ بعد الخطيئة .

 بسبب موقف يونان حصلت كارثة للسفينة  فدفع جميع الركاب إلى الصلاة عدا يونان الذي لم يكترث رغم علمه بأنه هو السبب!

إستخدم الله ضعف وتمرد يونان وموقفه لمجد إسمه بعد توبة عبده يونان في بطن الحوت وإيصاله الرسالة إلى مدينة نينوى .

بدلاً من أن يفرح يونان لأنه نجح في إرسالته ، وبسببه تاب أهل نينوى ، لام الله لأنه غفور ورحيم ورؤوف .

في جوف الحوت صلى يونان ، قائلاً ( إستغثت بالرب في ضيقي فإستجاب لي ، ومن جوف الهاوية ابتهلتُ فسمَعتَ صوتي ) ” 2:2 ” . كذلك قال داود في المزمور ( أما أنا فبالرب أستغيث والرب يخلصني . مساءً وصباحاً  وظهراً أشكو له صارخاً ونائحاً فيسمع صوتي ) ” 55: 16-17″ .

أقوال يسوع عن يونان وسفره

 ( كما كان يونان آية لأهل نينوى ، كذلك يكون إبن الإنسان أيضاً لهذا الجيل ) ” لو 30:11 “

طلب الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ من يسوع قَائِلِينَ: ( يَا مُعَلِّمُ، نُرِيدُ أَنْ نَرَى مِنْكَ آيَةً ) . فَأَجابَ وَقَالَ لَهُمْ: ( جِيلٌ شِرِّيرٌ وَفَاسِقٌ يَطْلُبُ آيَةً ، وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ . لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال ، هكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْب الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال ) ” متى 12: 38-40 ” .

قال يسوع لليهود ( هوذا أعظم من يونان ههنا ) ” لو 32:11 ” 

أستشهد الرب يسوع عدة مرات بأحداث العهد القديم ، مثل يونان النبي في بطن الحوت ، إبادة سدوم وعمورة ، الطو*فا*ن أيام نوح وغيرها .

وقال  ( لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ . مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ ) ” مت 17:5″

كلام الرب هذا يؤكد صحة أسفار العهد القديم ومنها سفر يونان.  

لنسال  الله ونصلي قائلين :

يا رب هربنا نحن أيضاً واختبأنا عن وجهك كيونان الذي أختبأ  في جوف السفينة وفي بطن الحوت ، ضائعين في تقليد هذا العالم الدهري . فكما إنتشلت يونان من ضعفه ، إنتشلنا نحن أيضاً من حمأتنا وضعفنا وعنادنا ، وإرسلنا كيونان لنخبر العالم الوثني بعظيم رحمتك وبنور إنجيلك يا خالقنا وفادينا . آمين

 توقيع الكاتب ( لأني لا أستحي بالبشارة ، فهي قدرة الله لخلاص كل من آمن ) ” رو 16:1″

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!