ما بعد الذكاء الاصطناعي – بكر محي طه
مع تقدم التكنولوجيا، أصبح الذكاء الاصطناعي أحد المحركات الرئيسية للتغيير في سوق العمل باعتباره جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، فبينما يقدم فوائد كبيرة من حيث الكفاءة والإنتاجية، فإنه يثير أيضاً مخاوف بشأن فقدان الوظائف وتغير طبيعة العمل مستقبلاً، اذ يعتبر الذكاء الاصطناعي العام من أبرز الآفاق المستقبلية، التي تهدف إلى إنشاء أنظمة قادرة على التعلم والتفكير مثل البشر.
من طريقة العمل إلى كيفية اتخاذ قرارات أكثر فعالية مما يؤدي إلى تحسين الإنتاجية في مختلف المجالات، كذلك تحسين نوعية الحياة وزيادة الكفاءة في مجالات مثل الرعاية الصحية، التعليم، والزراعة، الامر الذي تلحق به بعض التحديات واهمها الاخلاقيات، حيث تبرز قضايا أخلاقية معقدة “كيف نضمن استخدام التكنولوجيا بشكل مسؤول؟ وما هي المعايير التي يجب اتباعها؟”.
فمن المُرجح أن تؤدي الأتمتة المدعومة بالذكاء الاصطناعي إلى استبدال الوظائف التي تتطلب مهام روتينية وتكرارية. على سبيل المثال، في المجالات الصناعية، يمكن للروبوتات القيام بالمهام بدقة وسرعة تفوق البشر، مما يؤدي إلى تقليل الحاجة للعمالة البشرية وفقدان العديد من الوظائف التقليدية، لذا يجب على المجتمع أن يكون مستعداً لمواجهة هذه التحديات من خلال إعادة تأهيل العمال.
وأن تؤدي سرعة تغييرات سوق العمل إلى فجوة في المهارات بين العمال والأفراد الذين لا يمتلكون المهارات الرقمية مما قد يواجهون صعوبة في العثور على وظائف جديدة، بالاضافة إلى زيادة عدم المساواة في الدخل، حيث تستفيد الشركات الكبرى من التكنولوجيا بينما يعاني العمال ذوو المهارات المنخفضة.
فمن الضروري أن تتبنى الحكومات والشركات استراتيجيات فعالة للتعامل مع هذه التحديات، بما في ذلك التعليم والتدريب المستمر، لضمان مستقبل عادل ومستدام لسوق العمل.
اما عن اكثر القطاعات التي سوف تتأثر فهي:
1. التصنيع: استخدام الروبوتات في خطوط الإنتاج.
2. الخدمات اللوجستية: استخدام الطائرات بدون طيار والمركبات الذاتية القيادة.
3. القطاع المالي: استخدام الخوارزميات لتحليل البيانات وإجراء المعاملات.
ومن جانب اخر فبينما يتم استبدال بعض الوظائف، فإن الذكاء الاصطناعي يخلق أيضاً فرص عملٍ جديدة في مجالات مثل:
1. تطوير البرمجيات.
2. علوم البيانات.
3. إدارة الأنظمة الذكية.
اذ تتطلب الوظائف الجديدة مهارات متقدمة في التكنولوجيا وسيحتاج العمال إلى التكيف مع هذه التغييرات في مجالات عملهم أو طبيعة وظائفهم من خلال التعليم والتدريب المستمر، حيث يمكن للعمال الالتحاق بالدورات التعليمية الرسمية، مثل الشهادات الجامعية أو الدبلومات، في مجالات التكنولوجيا والإدارة والبرمجة وتحليل البيانات، واستخدام البرمجيات المتطورة، ويمكن الاستفادة من فرص العمل عن بُعد أو الهجين، مما يوفر لهم مرونة أكبر في كيفية إنجاز المهام، اذ ان المرونة في التفكير والتكيف مع متطلبات جديدة اصبح أمراً ضرورياً في معظم المجالات.
حيث تتجه العديد من الشركات إلى نموذج العمل الهجين، حيث يعمل البشر والذكاء الاصطناعي معاً. حيث يمكن للذكاء الاصطناعي التعامل مع المهام الروتينية وتعزيز الكفاءة من خلال تحليل البيانات بسرعة وتوفير رؤى قيمة ما يساعد ذلك الشركات على اتخاذ قرارات مستنيرة وتحسين العمليات، بينما يركز البشر على المهام الإبداعية والاستراتيجية.
بالاضافة الى الحاجة المُلحة لتطوير استراتيجيات الأمان والخصوصية لحماية البيانات وضمان عدم استغلالها واحتكارها تحت بند شروط استخدام وتفضيل بيانات معينة على حساب اخرى.
وفي المحصلة النهائية فان ما بعد الذكاء الاصطناعي يمثل فترة مثيرة مليئة بالفرص والتحديات تتطلب التزاماً بالتعلم وتطوير المهارات، ومن الضروري أن نكون مستعدين لمواجهة هذه التحديات لضمان استفادة البشرية من هذه التكنولوجيا بشكل آمن وأخلاقي.
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.
الذكاء الاصطناعي خطوه جيده وقفزه مستقبليه إلا أنه لايمكن الأعتماد على الذكاء الاصطناعي اعتمادا كليا
يبقى الإنسان هو المفكر والمخطط والموجه الرئيسي سواء مع الذكاء الاصطناعي او بدونه