آراء متنوعة

عن العبودية

عن العبودية

العبودية ليست طبيعة بشرية ولا كونية، انما هي نظام وثقافة ولن يحرر الإنسان منها إلا هو نفسه إذا تحرك في داخله البطل الكامن. لكنه ما دام غير واثقٍ من قدرته ومتردّداً وما دام غير واعٍ لهذه الحقيقة فسيبقى عبداً ذليلاً خانعاً. الإنسان يحتاج هنا اذن إلى عنصرين جوهريين ، الاول: الوعي بكرامته تامةً غير مثلومة وإنسانيته زاهيةً غير مخدوشة وبحقوقه كاملةً غير منقوصة. الثاني: العمل العلمي والفكري والسياسي الجاد والمسؤول والواعي على تغيير واقعه وواقع محيطه وثقافته ونظامه وكل العوامل التي أنجبت عبوديته. هذا هما الشرطان الأوليان للتحرر من عبودية الإنسان كفرد. لكن هذا الإنسان يعيش في مجتمع ينتج العبودية ويرسخ مفاهيمها الثقافية والسلوكية. وانتفاضة الإنسان الفرد ضد عبوديته كما اسلفنا أعلاه ينبغي ان يتوفر فيها الشرط الثالث: وهو ان يتحول إلى منارٍ توعوي ينير للآخرين الطريق نحو التحرر فتغدو ارادةً شعبيةً اجتماعيةً واسعةً لإسقاط ركائز العبودية من ثقافة ونظام وغياب الشجاعة. فمن يوقظ المارد الحر والواعي والشجاع في داخله أولاً؟
د.شاكر كتاب

 

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!