اخبار منوعة

مجسّمات أنثوية جنائزية من مقابر البحرين الأثرية تريند – Trends

مجسّمات أنثوية جنائزية من مقابر البحرين الأثرية :

هناك علاقة جدلية سرية، ولكن قلقة، بين الشخصية الخيالية من ناحية؛ و”الحدث (الفعل)” وبقية مكونات البنية السردية، كالزمان والمكان والمروي عليه والشكل والخلفية “الاجتماعية والتاريخية”… وغيرها.

ترى كيف تتشكل الشخصية روائيًا، وكيف تتمتع بالقدرة على العيش والتنفس والتحرك في مناخات صعبة وقاسية يمكن وصفها غالبًا بـ”البائسة”، وكيف يمكن أن تنخرط في الحدث السردي وتشكل معها ثنائية تقوم على الصراع بقدر ما تقوم على التعاون والتفاعل.

هناك دائما سؤال إشكالي في الحوار النقدي: هل يمكن للرواية أن تنشأ دون الحضور الفاعل للشخصية الخيالية؟ ويقابله على الجانب البعيد سؤال إشكالي آخر: هل يمكن للرواية أن تنشأ دون سرد قوي أو حدث أو فعل درامي؟

قد تظهر هذه الأسئلة على شاشة الوعي الميداني للروائي، أو قد تغيب بشكل عفوي أو مقصود، لكن السؤالين يشقان طريقهما بقوة وإصرار إلى فضاء الرواية، متنافسين تارة، وتارة متناغمتين. وعندما يزداد حضور الشخصية الروائية نشعر أننا أمام سرد شخصي واضح، لكن دون نية واضحة لإبعاد الحدث أو الفعل الخيالي من فضاء الرواية.

باختين

لكن في جميع الأحوال لا يمكن إغفال حقيقة أن الشخصية مكون بنيوي أساسي في آلية السرد، كما أن الحدث هو أيضا مكون بنيوي متحرك ونشط ومؤثر.

وهناك من يؤيد صعود الشخصية على الحدث الخيالي، كما هي وجهة نظر الشكلاني الروسي توماسزيفسكي، الذي يرى في الشخصية خيطا مرشدا يمكنه تفكيك التكرارات، ويسمح بتصنيفها وترتيبها. يقول رولان بارت إن المتواليات ككتل مستقلة يتم استرجاعها على مستوى الفعل الأعلى ومستوى الشخصيات، وهناك من يرى أن الرواية هي في الأساس فن الشخصية الروائية؛ لأنه يحتل مكانة مرموقة في الفضاء السردي.

ويبقى هناك اتصال عضوي بين الشخصية والراوي؛ يمتلك الراوي شخصية محددة لها وظائفها السردية الخاصة. يعود الاهتمام بدراسة الراوي إلى أفلاطون الذي ميز بين ثلاثة أنواع من الرواة في إلياذة هوميروس:

«هناك راوي موازٍ يروي القصص ويُسمع صوته، وهو هوميروس، وهناك راوٍ تكون فيه شخصية الراوي مخفية؛ هوميروس هكذا، وهناك راوي ثالث يجمعهم معًا: أحيانًا يرى الشخصيات أو يتركها تتكلم أحيانًا أخرى.

الشخصية الخيالية لها العديد من الوظائف. خمس وظائف، كما يراها الناقد جيرارد جينيت، هي:

1- الوظيفة السردية.

2- الوظيفة العقائدية.

3- وظيفة الإدارة.

4- وظيفة الأسلوب السردي.

5- وظيفة الاهتمام التواصلي.

ويمكن أيضًا تحديد ثلاث وظائف أساسية:

1- الوظيفة الوصفية التي يقدم فيها الراوي وصفاً للأحداث والأماكن والصراعات.

2- وظيفة التأصيل: حيث يقوم الراوي بتأصيل رواياته في الثقافة العربية مثلا، ويجعلها أحداث الصراع القومي.

3- الوظيفة التوثيقية، وفيها يقوم الراوي بتوثيق بعض رواياته، وربطها بمصادر تاريخية، مما يوهم الراوي بأنه يروي تاريخاً موثقاً.

ويحاول “علم السرد الحديث” تفكيك بعض المصطلحات المتجاورة في هذا المجال، خاصة فيما يتعلق بمفاهيم الشخصية، والراوي، والمؤلف الواقعي، والمؤلف الضمني: فالمؤلف الواقعي هو الكاتب الحقيقي للعمل الروائي، وهو إنسان حي، والمؤلف الضمني هو المؤلف الذي ينتمي إليه النص دون أن يكون له بالضرورة حضور مباشر فيه. وهو الوسيط بين المؤلف الواقعي والعمل الأدبي. أما بالنسبة للشخصية؛ إنها كائن خلقه الروائي، وهي، كما يرى رولان بارت، شخصية ورقية، لكن بعض النقاد يرون غير ذلك.

وعرّف جير ألدرنيس “الشخصية” في “قاموس الروايات” بأنها كائن له صفات إنسانية ويقوم بأفعال بشرية يمكن أن تكون كبرى أو ثانوية. ديناميكية وثابتة، منسقة أو غير منسقة، مسطحة أو مستديرة.

ويرى بروب أن الوظيفة تسند إلى الشخصية ضمن السرد المكاني، وأن ما يعطي دوائر الفعل للشخصية في القصة هو الذي يخلق تلك الشخصية. وهو يختلف عنده في أنه عنصر متحرك، بينما وظيفته عنصر ثابت.

ويرى لوغان أن الشخصية هي عنصر من عناصر النص، وفهمها مرتبط بفهم العناصر الأخرى التي يتكون منها النص الخيالي، مثل المكان والزمان والسرد.

رومان رولاند

يقول باختين إن المهم في الشخصية ليس الشخصية نفسها، بل المهم فيها ما يمثله العالم لها، وما يمثله لذاتها. ويرى سعيد يقطين أن الشخصية هي تجسيد لأنماط الوعي الاجتماعي والثقافي التي تعبر عنها، وتختبر قلقها من العالم ومن نفسها. تلعب علاقات الشخصيات داخل الرواية مع بعضها البعض دورًا مهمًا في إبراز البعد الاجتماعي الذي يعتمد عليه الكاتب في تقديم شخصياته.

أما فيليب هامون فيرى في كتابه «سيميولوجيا الشخصية الروائية» أن مقولة «الشخصية» ظلت نسبيا من أكثر الفئات غموضا في الشعر. قصد هامون دراسة الشخصية على مستوى الدال والمدلول من خلال ثلاثة محاور هي: معنى الشخصية، ومستويات وصف الشخصية، والدال على الشخصية، حيث ينظر إلى الشخصية الروائية على أنها وحدة دلالية قابلة للتحليل والوصف، أي من حيث كونها دالا ومدلولا، وليس كمعطى ثابت وقبلي.

كما أشار الناقد والمترجم سعيد بنكراد في مقدمة ترجمته لكتاب هامون إلى أن مقولة “الشخصية” هي مقولة “نفسية” تشير إلى كائن حي يمكن التأكد من وجوده في الواقع، واقترح أن تكون أنسنة (حصر الشخصيات في الكائنات الحية، والبشر على وجه الخصوص) واقترح أن يكون قولًا خاصًا بالأدب وحده، فقد نظر إليه في هذا السياق، على العكس من ذلك، كعلامة، ينطبق عليها الشيء نفسه على جميع العلامات. بمعنى آخر، وظيفتها وظيفة جدلية، فهي كيان فارغ، أي: “البياض الدلالي”، الذي لا قيمة له إلا من خلال تنظيمه ضمن نظام هو مصدر دلالاته، ويميز هامون في الضوء وذلك بين ثلاثة أنواع من الشخصية: الشخصيات المرجعية، والشخصيات الإرشادية، والشخصيات الذاكرية.

تشير الشخصيات المرجعية إلى عوالم مألوفة ضمن النصوص الثقافية والتاريخية، كما هو الحال مع الشخصيات في التاريخ والأساطير والحقائق الاجتماعية. أما بالنسبة للأحرف الدالة؛ إنهم متحدثون باسم المؤلف، تمامًا مثل جوقة المأساة اليونانية القديمة. أما الشخصية التذكيرية فيكمن دورها في ربط أجزاء العمل السردي ببعضها البعض. وظيفتها تنظيمية وجمعوية. فهو ينشط ذاكرة القارئ، والإدارة هي التي تملك الخطاب من خلال الذاكرة التي تتحول إلى مرجع داخلي.

يحتل رولان بارت مكانة خاصة في الروايات الحديثة، خاصة في تحليله لمفهوم “الشخصية الروائية”. أولاً، هو صاحب المقولة المثيرة للجدل الكبرى بأن “الشخصية” مجرد كيان ورقي لا أكثر. ويعرف بارت «الشخصية» بأنها نتاج عمل مؤلف، وأن هويته تتوزع في النص من خلال وصف وخصائص مبنية على ما يتكرر في السرد. يرى بارت أنه لا يمكن أن يكون هناك أي سرد ​​(سرد) دون شخصيات، أو على الأقل دون ممثلين.

أثناء كتابتي السردية عن الرواية، كنت أتحرى دائمًا المظاهر والتجليات المختلفة للشخصية الروائية وعلاقتها بالحدث أو الواقع.

وفي دراستي «للشخصية السردية» للروائي غيب طعمة فرمان في كتابي «المكبوت والمكبوت في الرواية العربية»، وجدت أن معظم شخصيات غيب طعمة فرمان تعادل عالم التجربة الواقعية التاريخية في الرواية العربية. مفهوم الناقد روبرت شولتز، الذي رأى أن علاقة “الشخصية” بالواقع تقع في ثلاث طرق: أنواعها: يمكن أن يكون عالم الرواية أفضل من عالم التجربة، أو أسوأ منه، أو مساويا له. في الملاحم والروايات الرومانسية، عالم الرواية أفضل من عالم التجربة، وفي الروايات الساخرة، عالم الرواية أسوأ من عالم التجربة. أما الرواية الواقعية (عالم المحاكاة في التاريخ) فإن عالم الرواية يساوي عالم التجربة.

لم يحاول غايب طعمة فرمان أن يخلق عالماً بطولياً أو شخصية بطولية.

شخصيات غايب توما فرمان هي شخصيات متواضعة وواقعية، مثل شخصيات نجيب محفوظ. لأنها تحمل العديد من الخصائص المتناقضة، الإيجابية منها والسلبية. لأنها منتقاة من الواقع الاجتماعي، ولذلك فهي ترفض كل الأوهام حول تفوق الشخصية الروائية وتجاوزها على عالم التجربة، كما نجد في أدب الملاحم أو نماذج معينة من «أدب الواقعية الاشتراكية».

ملاحظة: هذا الخبر مجسّمات أنثوية جنائزية من مقابر البحرين الأثرية تم نشره أولاً على (مصدر الخبر)  ولا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال.
يمكنك الإطلاع على تفاصيل الخبر كما ورد من المصدر.

ومن الجدير بالذكر بأن فريق التحرير قام بنقل الخبر وربما قام بالتعديل عليه اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة تطورات هذا الخبر من المصدر.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!