مقالات

غزه .. الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية

من حقك ان تختلف مع توجهات ح*ما*س او الحركة الإسلامية الايدولوجية , و لكن ليس من حق احد الغاء موقع مسجد الأقصى و يخرج بنظرية غريبة مفادها انها تقع في يثرب من الجزيرة العربية , ولا من حق احد ان يمنح جميع ارض فلسطين الى الص*ها*ينة بحجة ان الله والقران قد منحها الى ال موسى , ولا من حق احد ان يلغي هوية الشعب الفلسطيني فيخرج بالقول بان شعب فلسطين (لملوم ) من جميع الملل والنحل وانها كانت محط رحال اقوام من جميع اصقاع العالم , ولهذا فانهم لا ينتمون لعشيرة او قبيلة مثل الموجود في العراق وسوريا والأردن والسعودية , واخر( محموق ) جدا لان حركة ح*ما*س لم تخبر الدول العربية ولا بقية الحركات ا*لفلس*طينية بالهجوم و وقته. بل ذهب اخرون , ان هذا الهجوم ما هو الا مؤامرة قامت بها ح*ما*س بالاشتراك مع الإ*سر*ائي*ليين من اجل افراغ غزه من سكانها وضمها الى إس*رائي*ل ويعللون هذ المؤامرة بان من غير الممكن ولا المعقول ان دراجات هوائية تعبر جميع خطوط الدفاع الإ*سر*ائي*لية حول غزه وهناك الالاف من كاميرات المراقبة والاقمار الصناعية التي تراقب حدود إس*رائي*ل.
لست في معرض الرد على هذه النظريات والاقوال و الافتراءات , ولكني في معرض قول امام الحكمة علي بن ابي طالب وهو يتحدث عن الإنسانية بالقول ” الناس صنفان , اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق ” . أي كن رحيما مع الاخرين من أصحاب الحق حتى لو اختلفت هويتهم الدينية معك , فهم اخوانك في الإنسانية . الحق حق والباطل باطل . ساعد اخوك في ساعة محنته , خاصة عندما يكون هذا الأخ عنده حق في يد معتدي جبار لا توجد في قلبه الرحمة , مثل تعامل الص*ها*ينة مع أبناء غزه والتي وافقت جميع الوكالات الدولية على انه يقوم بعمليات إبادة جماعية ضد أبناء المدينة.
ان الوقوف حتى على الحياد في مثل هذه الظروف هي مدانة , لان الحياد في مثل هذه الأحوال يعد انتصارا للظالم ضد المظلوم . أتذكر في الأيام الأولى من التغيير في العراق خرجت ” مقاومة ” هجينة لم ترحم البشر ولا الشجر باسم ” التحرير”. لقد استباحة هذه ” المقاومة” دماء الصغير والكبير , المرأة والرجل, رجل الدين و غير المتدين , الاكاديمي وغير المتعلم . وانتهكت حرمت الأيام والأماكن المقدسة , فكانت تق*ت*ل المواطنين العراقيين عن طريق السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة في أيام شهر رمضان وايام عاشوراء , وتق*ت*لهم في الاعظمية والكاظمية وكربلاء وسامراء.
كان الشعب العراقي ينتظر العون من اشقاءه العرب في محنته , واذا يفاجئ ببيانات تؤيد ما يقوم به ” المجاهدون ” من اعمال إجرامية , من افراد وجماعات دينية معروفة , ومقالات من كتاب كنا نحترمهم من فلسطين وغير فلسطين.
العراق نهض من كبوته وتعرف العالم على الحقيقة , ولكن الجراحات ما زالت تنزف , ومع كل هذا فان العراقيون لم ينسوا الحق الفلسطيني , لانهم مع قول القائل ” لا يعرف الحق بالرجال وانما يعرف الرجال بالحق”.
لقد نهض العراقيون لنصرة إخوانهم الفلسطينيون لان هناك أطفال ق*ت*لوا , اكثر من 2000 طفل , وهناك نساء اكثر من 4000 قد ق*ت*لوا , وهناك مدنيون ربما لا يحبون ح*ما*س وانما ق*ت*لوا بفعل الغارات الجوية الوحشية ضد أبناء غ*ز*ة . لقد حركت العراقيون غيرتهم العربية وهم يسمعون كلام وزير الدفاع الصهيوني وهو يصف أبناء غزه ” بالكلاب البشرية” , ويطالب بمنع عن أهلها توصيل الماء والكهرباء والدواء والغذاء لهم , و وزير التراث الصهيوني وهو يطالب بضرب غ*ز*ة ” بقنبلة نووية”, ومنشورات ترمى على السكان من طائرات إ*سرائ*يل*ية تطالبهم بمغادرة القطاع , حتى وصلت الوقاحة الإ*سر*ائي*لية المطالبة بترحيل سكان غزه الى جزيرة سيناء وضم القطاع الى الدولة العبرية.
انها الوقاحة والاستهتار بالأعراف الدولية و السكوت المحير و المريب من الغرب , والذي بجملته , يأخذنا الى سياسات عهد الامبراطوريات التوسعية. إس*رائي*ل ما زالت تطالب بحدودها ” التاريخية” من النيل الى الفرات ولا من احد يعارضها . ونقول لخصوم ح*ما*س والحركة الإسلامية في غزه , مرة أخرى , من حقك ان ترفض توجهاتها , ولكن لا يوجد لحد الان ضمان ان لا تتحرك إس*رائي*ل , مع السكوت العالمي المريب على سياستها, نحو الغرب او الشرق و بأسباب من الممكن اختراعها في مطابخ السياسة , الديمقراطية, الحرية , حقوق الانسان, وحق تقرير المصير, وهناك سوف يستفرد هذا الكيان بخصمه الواحد بعد الاخر مثل ما استفرد بقطاع غزه .

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!