الملفان ميليتون أسقف سرديس
الملفان ميليتون أسقف سرديس
إعداد / وردا إسحاق قلّو
المعلومات قليلة عن هذا الأسقف ، ذكره إقليمنضس الإسكندري في مناظرة إجريت حول الإحتفال بعيد الفصح . ، كما أن هيروليطس الروماني يضيف اسمه المرتبط إرتباطاً وثيقاً باسم القديس إيريناوس ، بين الكتاب ( الذين أعلنوا أن المسيح هو إله وإنسان ) ولا نجد وصفه بأسقف كنيسة سرديس إلا عند اوسابيوس القيصري ، وفي عام 190 يذكرهُ بوليقربس الأفسسي بين الشهود المتوفين الذين كانول يحتفلون بعيد الفصح في الرابع عشر من نيسان . وأخيراً ، يصفهُ أنسطاس السينائي ( بالإلهي وبأعقل ملافنة الكنيسة ) .
مؤلفاته
مع أن مؤلفات ميليتون كانت كثيرة ومتنوعة ، وفأنها تكاد أن تكون غير معروفة . ولقد وضع أوسابيوس ، في كتابه ( التاريخ الكنسي ) قائمة طويلة نقطف منها الآتي : 1- في الفصح . 2- في نمط الحياة . 3- في الأنبياء . 4- في الكنيسة . 5- في يوم الأحد . 6- في إيمان الإنسان . 7- في خلق العالم . 8- في طاعة الحواس للإيمان . 9- في النفس والجسد . 10- في المعمودية . 11- في الحق 12- في الإيمان 13- في ميلاد المسيح 14- في نبوءته 15- في النفس والجسد 16- في الضيافة 17- في الشيطان 18- في رؤيا يوحنا . 19- في الإله المتجسد . 20-في الفصح والدفاع والمختارات .
تاريخ في الفصح
في لائحة اوسابيوس القيصري يأتي في الفصح في الرأس . كتب هذا الإسم في جميع المخطوطات اليونانية وفي الترجمة السريانية . لكم روفينس وحده يذكر ( سرجيوس بولس ) ومن الراجح أنه تأثر ب رسل ( طالع أع 17:13 ) ومع ذلك فإن المؤرخين اجتمعوا على تبني هذا الإسم ، لأن القرن الثاني لم يعرف والياً يدعى سرفيليوس بولس ، في حين أن سرجيوس بولس عُيّنَ والياً مرة ثانية في 168 ، وفي هذه الحال يرقى مؤلف ميلتون إلأى ما بين عام 160 و170 .
الفن المثلي
إن تفسير الفصح اليهودي المثالي ( راجع خر 12 ) هو ميزة العظة البارزة وفكرتها الرئيسية ، في القسم الأول على الأقل ، إذ لا يكفي أن نسمع الرواية الكتابية بآذاننا ، بل يجب علينا أن ندرك ( سرها ) بأعين الإيمان ، وهذا السّر هو الحقيقة المرموز إليها . والسابق تصويرها ، والمعلن عنها ، والمحتواة بوجه من الوجوه ، والمُنجزة أخيراً في آلام المسيح .
لكن لفظة ( مثال ) هي الأكثر إستعمالاً ، ولقد وردت في رسئل القديس بولس ( رو 14:3 و 1 قور 6:10 و 11 ) أما ما يقابلها ، أي تحقيق ( المثال ) فيعبِّر عن الحقيقة . بحسب التفكير اللاهوتي ، فإن كل شىء في العهد القديم من أحداث وأشخاص ومؤسسات وأقوال هو موجه نحو العهد الجديد ، أو بالأحرى نحو المسيح الذي بسببه جرى كل شىء في الشريعة القديمة . لكن قيمة العهد القديم ليست مطلقة بل نسبية . إذ أن التصاوير السابقة ( من أقوال وأحداث ) لا قيمة لها في حد ذاتها ، إن فصلت عن الحقيقة التي تعلن عنها وتحتويها بوجه من الوجوه . فحين تنجز هذه التصاوير ، لا تبقى مفيدة . وبذلك يُحل ميليتون محل مفهوم مرقيون الثنائي وتقليد اليهود المحجر والقومي ، لاهوتاً لتدبير الخلاص يشمل ، بمخطط وحيد ، كل تاريخ البشرية ، يبدأ بخلق الإنسان وزلتهِ ، ويواصل بإعداد الخلاص ، ويتبع التحقيق ، وهو المسيح المتجسد والمتألم والظافر . وفي الأخير ، تأتي الكنيسة عمله ، وفيها يستمر ( سرّ ) الفصح .
من الواضح أن المثلية في هذه النظرية تقوم بدور من الطراز الأول ، لأن المستقبل الذي سيحقق بوجه مهيب لا يصدق ، يُعد من بعيد ، لكي يُصدق عند تحقيقه .
ليس هذ التفكير اللاهوتي إبداعاً فريداً أتى به ميليتون ، فإننا مجدهُ عند غيره من الكتاب ، ولا سيما عند القديس إيريناوس .
المسيح
إن المسيح هو مركز العظة ( في الفصح ) فعند الختام ، ينتصب المسيح منتصراً على مناقضيه ، ويدعو ، بصفته المخلص ، جميع أسر البشر إلى الإقتراب منه ، قائلاً : ( أنا المسيح ) . فهذا التجلي المهيب يليه تعداد إحتفالي لنختلف أعمال المسيح في تاريخ العالم . وينتهي هذا التجلي على الوجه الاتي:
( به صنع الآب كل شىء منذ البدء وللأبد ) إنه الألف والياء ، البداية والنهاية .
فإن ميليتون يظهر المسيح – شخصه وطبيعته وأعماله في إطار تدبير الخلاص . ومع ذلك ، فإن علاقته بالآب لا تُهمل , فأنه ( بكر الله ) الذي ولد قبل نجمة الصبح . وهو ( إبنه وكلمته الذي به صنع كل شىء ، والبداية والنهاية ، وبالتالي الرب والسيّد والإله ) . وليسوع المسيح المجد الدائم .