مقالات

قرأة حول الواقع السياسي والأمني في السودان والإقليم – سعد

قرأة حول الواقع السياسي والأمني في السودان والإقليم:

شهدت الأيام الماضية تطورات ميدانية في الخرطوم ودارفور ومناطق آخرى تدور فيها معارك التحرر المستمرة بوتيرة متصاعدة، ونلاحظ التقدم الواسع والكاسح لبواسل القوات المسلحة والقوات المساندة لها في مختلف المحاور مع إنهيار وتقهقر مليشيا الدعم السريع المتمردة، وما خطاب قائدها الأخير إلا إعلان صريح للإنهزام العسكري والسقوط السياسي؛ فإذاما نظرنا مليًا إلي التموضع العسكري للجيش السوداني علي الساحة نستطيع التحدث بثقة ورؤية ثاقبة عن إقتراب موعد التحرر الشامل والتحوُّل نحو واقع سياسي جديد تؤخذ فيه قرارات الدولة من رأي الشعب السوداني عبر إجراء إنتخابات حرة ونزيهة، وقد إستشعر العالم خطورة التحامل أو غض الطرف عن تمويل أجنحة الار*ها*ب في السودان من قِبل دول بعينها فتحت فيها حكومة السودان بلاغات لدى محكمة الجنايات الدولية، وهذا الشعور رغم تأخر تبلوره كثيرًا إلا أنه جاء متعقلاً إلي حد كبير بحيث دفع الهيئات الإقليمية والدولية إلي تبديل مواقفها السابقة في لحظة حاسمة إختاروا فيها التعامل مع الوضع في السودان بجدية وصرامة وطبقًا لما نصت عليه المواثيق الدولية، وكذلك عدم قبول الأوهام السياسية التي يعني قبولها نكسة عالمية ستقود إلي وقوع إنهيار شامل في السودان والمنطقة برمتها.

هنالك مخاطر أمنية جمة تواجهها المنطقة الملتهبة من حولنا، وكما ذكرنا آنفًا فإن نار الصراع في السودان ستؤثر مباشرةً علي حركة الملاحة في البحر الأحمر في ظِل ما يواجهه من مشكلات أمنية كبيرة وإنتشار القراصنة والجماعات الار*ها*بية علي طوله وعرضه، وكذلك التجارة الحدودية التي تسبب المتمردين والمستعمرين في توقفها وتشريد المنتجين وهروب المستثمرين وعلو المخاوف تجاه إنتقال كارثة الحرب إلي مناطق آخرى مفخخة أصلاً بما فيها من أزمات طاحنة، ويعتبر إستمرار إحتراق السودان مؤشر سوء يحدثنا عن إنفجارات وشيكة الحدوث في المنطقة، وبحسب ما هو معروف من حالات الحدود المفتوحة وتداخل المجتمعات وغيرها من مسببات القلق للعقول المفكرة والأعين المبصرة لهذه الحقائق المريرة، ويتأكد لدينا ذلك الإحتمال المخيف والمرعب إن نظرنا إلي تداعيات الحرب في السودان وعند إجراء مقاربات سياسية وإقتصادية مع معاينة رخو الأمن في جنوب السودان واثيوبيا والضعف الذي نشاهده في ليبيا وتشاد وأيضًا هناك الكنغو الديمقراطية التي تلتهب في شرقها ولكنها دخلت في مفاوضات مع المسلحين من أجل تحقيق السلام والإستقرار.

أدرك الجميع خطر الخطة الإستعمارية التي تقودها الإمارات العربية المتحدة وكينيا مع جهات آخرى لديها أطماع في الموارد تعمل علي إنتشالها من السودان تحت وطأة لهب الحرب المشتعلة، ولكن إذا وضعنا السودان علي خارطة المنطقة الممتدة من الساحل إلي القرن الافريقي من خلال مجهر تحليل عميق ومتعدد الأبعاد فإننا نجد حال إنهيار الوضع الأمني والإقتصادي من الصعب جدًا تخيُّل حجم ما يحدث لهذه الشريط الواسع، وهنا نتفهم أهمية الدعوة لعودة السودان إلي منظمة الإيقاد والإتحاد الأفريقي، ونشاهد أيضًا تحديات كبيرة حول البحر الأحمر الذي يُعد معبرًا إستراتيجيًا للسفن التجارية العالمية، وهذا يعكس الأهداف الأساسية الكامنة وراء الضربات الجوية الأمريكية في دولة اليمن الواقعة تحت تأثير صراع دولي طويل الأمد، وتمثّل الموانئ السودانية بوابات افريقيا الأهم للشرق الأوسط والعالم أجمع، ويجري الآن صراع إقليمي حول الوصول إلي المنافذ البحرية مثّل النزاع الذي حدث في إقليم صومالاند الصومالي مع اثيوبيا وإنتهى بعقد إتفاقية بين الدولتين برعاية تركيا، ولذلك كان الأصوب إعادة دراسة المواقف الإقليمية والدولية بحيث توضع خطط من أجل إحلال السلام والإستقرار بالتعاون مع الحكومة الموجودة في السودان.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!