ارتكض الجنين في بطنها
ارْتَكَضَ الْجَنِينُ فِي بَطْنِهَا
يوسف جريس شحادة
منتدى أبناء المخلّص _ كفرياسيف
مقدمة
“فَلَمَّا سَمِعَتْ أَلِيصَابَاتُ سَلاَمَ مَرْيَمَ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ فِي بَطْنِهَا، وَامْتَلأَتْ أَلِيصَابَاتُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ”و ” “فَهُوَذَا حِينَ صَارَ صَوْتُ سَلاَمِكِ فِي أُذُنَيَّ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ بِابْتِهَاجٍ فِي بَطْنِي.” {لو 44: 1}.
يقول لوقا {27 :24}:” ثُمَّ ابْتَدَأَ مِنْ مُوسَى وَمِنْ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ يُفَسِّرُ لَهُمَا الأُمُورَ الْمُخْتَصَّةَ بِهِ فِي جَمِيعِ الْكُتُبِ.” يسوع المسيح هو موضوع كل الكتاب المقدّس:” وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ».”{اع 12 :4}. والمسيح اوّل من كشف عن نفسه ووجوده في اسفار التوراة كلها:” فَتِّشُوا الْكُتُبَ لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً. وَهِيَ الَّتِي تَشْهَدُ لِي.”{يو 39 :5}.
سنقف هنا على معنى :” ارْتَكَضَ ” كتابيًّا.
في عيد المظال _ العرش يأمر الله بالفرح:” וּלְקַחְתֶּם לָכֶם בַּיּוֹם הָרִאשׁוֹן, פְּרִי עֵץ הָדָר כַּפֹּת תְּמָרִים, וַעֲנַף עֵץ_עָבֹת, וְעַרְבֵי–נָחַל; וּשְׂמַחְתֶּם, לִפְנֵי יְהוָה אֱלֹהֵיכֶם—שִׁבְעַת יָמִים وَتَأْخُذُونَ لأَنْفُسِكُمْ فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ ثَمَرَ أَشْجَارٍ بَهِجَةٍ وَسَعَفَ النَّخْلِ وَأَغْصَانَ أَشْجَارٍ غَبْيَاءَ وَصَفْصَافَ الْوَادِي، وَتَفْرَحُونَ أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِكُمْ سَبْعَةَ أَيَّامٍ.”{لا 40 :23}.
وفي طقس “التقديس _ בקידוש“:” ותתן לנו ה‘ אלוהנו באהבה, חגים וזמנים לששון את יום חג הסוכות הזה _ זמן שמחתנו…”.
ولننتبه للنص بالعبرية والانجيل:” “זמן שמחתנו“ فَلَمَّا سَمِعَتْ أَلِيصَابَاتُ سَلاَمَ مَرْيَمَ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ فِي بَطْنِهَا” أي في نفس الوقت، هذا الوقت.
وفي لفيفة “المظال {במסכת סוכה {נא.} :” חסידים ואנשי מעשה היו מרקדים… ומי שלא ראה שמחת בית השואבה לא ראה שמחה בימיו {בתקופת הורדוס} …“ أي خلاصة الفرح في اليوم الثامن {حسب الطقس اليهودي للعيد ” שמיני עצרת” هو يوم عيد واحتفال توراتي ويكون في الثاني والعشرين من تشرين العبري في غداة اليوم السابع من المظال، ويتمحور الفرح في اليوم الثامن في فرح التوراة }
ارتكض _ والفرح
الفعل:” רקד _ ركض، رقص ” يعني:” القفز” وخصّ الإنسان، من الجدير ان نذكر ان الفعل بالعبرية لا نجده في الكتابات القديمة، التوراة والانبياء، لا بل في فترة متأخرة.
ورد الفعل” רקד “بمعنى “رقص الانسان:” שמונים מיני ריקודים רקדה בת פרעה באותו הלילה…”. {ויקרא רבה י“ב, ה‘} وفي {מסכת כתובות ט“ז} “: כיצד מרקדים לפני הכלה…”. و {מסכת סוכה נא: “…חסידים ואנשי מעשה היו מרקדים לפניהם…}“.
اما في نصوص التوراة، بالنسبة لداوود {2 صم 16 :6:” وَلَمَّا دَخَلَ تَابُوتُ الرَّبِّ مَدِينَةَ دَاوُدَ، أَشْرَفَتْ مِيكَالُ بِنْتُ شَاوُلَ مِنَ الْكُوَّةِ وَرَأَتِ الْمَلِكَ دَاوُدَ يَطْفُرُ وَيَرْقُصُ أَمَامَ الرَّبِّ، فَاحْتَقَرَتْهُ فِي قَلْبِهَا. וְהָיָה אֲרוֹן יְהוָה, בָּא עִיר דָּוִד; וּמִיכַל בַּת–שָׁאוּל נִשְׁקְפָה בְּעַד הַחַלּוֹן, וַתֵּרֶא אֶת–הַמֶּלֶךְ דָּוִד מְפַזֵּז וּמְכַרְכֵּר לִפְנֵי יְהוָה, וַתִּבֶז לוֹ, בְּלִבָּהּ” لننتبه ،لا ذكر للفعل ” רקד ” بينما نقرا نفس الحدث في سفر اخبار الأيام { 1 أخ 29 ، 15 : 1 }:” וַיְהִי אֲרוֹן בְּרִית יְהוָה בָּא עַד עִיר דָּוִיד וּמִיכַל בַּת שָׁאוּל נִשְׁקְפָה בְּעַד הַחַלּוֹן וַתֵּרֶא אֶת הַמֶּלֶךְ דָּוִיד מְרַקֵּד וּמְשַׂחֵק וַתִּבֶז לוֹ בְּלִבָּהּ.” وفي سفر الجامعة:” لِلْبُكَاءِ وَقْتٌ وَلِلضَّحْكِ وَقْتٌ. لِلنَّوْحِ وَقْتٌ وَلِلرَّقْصِ وَقْتٌ. עֵת לִבְכּוֹת וְעֵת לִשְׂחוֹק,עֵת סְפוֹד וְעֵת רְקוֹד.“{4 :3}.
حسب نص سفر الجامعة يرتبط او يقارن بين “الفرح بالرقص ” قارن أيوب {11: 21 }:” يُسْرِحُونَ مِثْلَ الْغَنَمِ رُضَّعَهُمْ، وَأَطْفَالُهُمْ تَرْقُصُ.”
وسؤال لا بدّ منه:” لماذا لم تستخدم التوراة الفعل:” רקד “؟
نضرب بعض الأمثلة، ونأتي بالنص العبري الأصلي أيضا لنوضح الغاية في نشيد الانشاد 8 :2 لا يستخدم الفعل ” רקד ” فيقول:” קוֹל דּוֹדִי, הִנֵּה–זֶה בָּא; מְדַלֵּג, עַל–הֶהָרִים—מְקַפֵּץ, עַל–הַגְּבָעוֹת” واللفظة ” מְקַפֵּץ _ تعني يرقص ” بالرغم من ان ترجمة” تقلا ودار المشرق” استخدمت “يقفز”.
كذلك {2صم 14 :6}: “וְדָוִד מְכַרְכֵּר בְּכָל–עֹז, לִפְנֵי יְהוָה; וְדָוִד, חָגוּר אֵפוֹד בָּד وَكَانَ دَاوُدُ يَرْقُصُ بِكُلِّ قُوَّتِهِ أَمَامَ الرَّبِّ. وَكَانَ دَاوُدُ مُتَنَطِّقًا بِأَفُودٍ مِنْ كَتَّانٍ.” انتبه الترجمة ” يرقص للكلمة ” מְכַרְכֵּר “. {للمزيد قارن الخروج 20: 15 وقض 34 :11 واش 11 _8 :24 ومز 5 _4 :68}.
في هذه النصوص لم نقرأ ” רקד “، لماذا؟
هل بسبب “الرقص ” يرتبط “بحركة الجسم”؟ بالطبع ليس هذا الجواب، والامثلة الداعمة لذلك {2 مل 12 :11}: “וַיּוֹצִ֣א אֶת־בֶּן־הַמֶּ֗לֶךְ וַיִּתֵּ֤ן עָלָיו֙ אֶת־הַנֵּ֙זֶר֙ וְאֶת־הָ֣עֵד֔וּת וַיַּמְלִ֥כוּ אֹת֖וֹ וַיִּמְשָׁחֻ֑הוּ וַיַּ֨כּוּ_כָ֔ף וַיֹּאמְר֖וּ יְחִ֥י הַמֶּֽלֶךְ׃ وَأَخْرَجَ ابْنَ الْمَلِكِ وَوَضَعَ عَلَيْهِ التَّاجَ وَأَعْطَاهُ الشَّهَادَةَ، فَمَلَّكُوهُ وَمَسَحُوهُ وَصَفَّقُوا وَقَالُوا: «لِيَحْيَ الْمَلِكُ».” أي ” التصفيق كحركة جسدية”. قارن نح 19 :3:”אֵין–כֵּהָה לְשִׁבְרֶךָ, נַחְלָה מַכָּתֶךָ; כֹּל שֹׁמְעֵי שִׁמְעֲךָ, תָּקְעוּ כַף עָלֶיךָ—כִּי עַל–מִי לֹא–עָבְרָה רָעָתְךָ, תָּמִיד
“. ومز 2 :47:” כָּל הָעַמִּים תִּקְעוּ כָף הָרִיעוּ לֵאלֹהִים בְּקוֹל רִנָּה ” واستخدام اليد والرجل، حز 6 :25 و11 :6.
الرقص “من طقوس عبادة الآلهة والاوثان” في الزمن القديم وكان الرقص لإثارة “القوى السحرية “، لربما لهذا السبب، لا نجد الفعل العبري ” رقص” في النصوص التوراتية، وفي حقبة متأخّرة وبعد عدم استعمال الفعل العبري لعبادة الاوثان، ومن هنا نفهم استعمال الفعل عن ” رقص داوود “، فقط في سفر اخبار الأيام ولا نجد الفعل في صموئيل وهو في فترة قبل الاخبار، وفي تدوين التلمود والاسفار الخارجية لم يكن استخدام الفعل بالأوثان لذا نقرا ونجد الفعل في نصوص الحكماء الشيوخ.
مراجعة اشعياء{21 : 13 } :” וְרָבְצוּ–שָׁם צִיִּים, וּמָלְאוּ בָתֵּיהֶם אֹחִים; וְשָׁכְנוּ שָׁם בְּנוֹת יַעֲנָה, וּשְׂעִירִים יְרַקְּדוּ–שָׁם. بَلْ تَرْبُضُ هُنَاكَ وُحُوشُ الْقَفْرِ، وَيَمْلأُ الْبُومُ بُيُوتَهُمْ، وَتَسْكُنُ هُنَاكَ بَنَاتُ النَّعَامِ، وَتَرْقُصُ هُنَاكَ مَعْزُ الْوَحْشِ،” نفهم عدم استخدام الفعل العبري، ويقول:” وَتَرْقُصُ هُنَاكَ مَعْزُ الْوَحْشِ،” وتعتبر هذه “آلهة الصحراء”.
” مَعْزُ الْوَحْشِ וּשְׂעִירִים יְרַקְּדוּ ” حسب ترجمة ” يونتان { ترجمة يوناتان على الاسم يوناتان ويسمى أيضا الترجوم الاورشليمي او الإ*سر*ائي*لي او الاورشليمي وسُمي لأول مرة في تفسير الحكيم مناحيم ركناطي { ר‘ מנחם רקאנטי} باسم :” ترجمة يوناتان ابن عوزيئيل _ תרגום יונתן בן עוזיאל “. } في هذه الترجمة:” שדים ” الشياطين، وكذلك نص اللاويين 7 :17:” וְלֹא יִזְבְּחוּ עוֹד אֶת זִבְחֵיהֶם לַשְּׂעִירִם אֲשֶׁר הֵם זֹנִים אַחֲרֵיהֶם חֻקַּת עוֹלָם תִּהְיֶה זֹּאת לָהֶם לְדֹרֹתָם. وَلاَ يَذْبَحُوا بَعْدُ ذَبَائِحَهُمْ لِلتُّيُوسِ الَّتِي هُمْ يَزْنُونَ وَرَاءَهَا. فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً تَكُونُ هذِهِ لَهُمْ فِي أَجْيَالِهِمْ.” يفسر “ابن عزرا {אבן עזרא} لفظة:” לַשְּׂעִירִם انها כשדים “.
من هنا يربط اشعياء النبي بين “الرقص والالهة والاوثان.
وبإيجاز، إذا “: “فَلَمَّا سَمِعَتْ أَلِيصَابَاتُ سَلاَمَ مَرْيَمَ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ فِي بَطْنِهَا، وَامْتَلأَتْ أَلِيصَابَاتُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ “فَهُوَذَا حِينَ صَارَ صَوْتُ سَلاَمِكِ فِي أُذُنَيَّ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ بِابْتِهَاجٍ فِي بَطْنِي.” أي دلالة لألوهية الطفل في احشاء والدة الاله، وفرح ورقص الطفل في احشاء اليصابات ما هو الا اثباتا دامغا لألوهية الرب في احشاء امه والدة الاله.
“ارتكاض ” الجنين في احشاء اليصابات فرحا وابتهاجا لأنه علم بقوة الرب في احشاء والدة الاله، والفرح والابتهاج لأنه شعر بقوة العلي القدير وهو في احشاء العذراء البتول.