أم حنا…
الكاتب: بطرس آدم
أم حنا
بطرس آدم
مترجمة عن كاتب مجهول
أم حنا امرأة بسيطة عاشت كما تعيش معظم الأمهات . خدمت بيتها وزوجها وربّت أولادها ولم تقم بأي عمل خارق في حياتها سوى واجبها كزوجة و أم ّ. حلمت يوماً أنها ماتت ، وأنها دخلت باب السماء ووقفت في صف طويل تنتظر أن يحاكمها الله تعالى . وأثناء انتظارها ، تكلّمت مع جارتها في الصف الطويل و سألتها إن كانت خائفة من مواجهة الرب الدّيان العادل ؟ فأجابتها جارتها أنها ليست خائفة ، لأنها قامت بالكثير من الأعمال الحسنة ، ومنها أنها دخلت يوما البيت بينما كان يحترق وخلصت ابنها الصغير من الموت حرقاً . خافت أم حنا أكثر لأنها لم تقم أبداً بعمل مثل هذا . ثم التفتت خلفها ، فإذا رجل ينتظر دوره هو أيضا ، فسألته إن كان خائفاً , من مواجهة الله الديان العادل ؟ فأجابها أنه ليس خائفاً ، لأنه أثناء حياته على الأرض تبّنى ولدا مُعاقاً وربّاه أحسن تربية وعامله مثل باقي أولاده . زاد خوف أم حنا ، لأن ذاكرتها خالية تماماً من أي عمل بطولي . أرادت أم حنا أن تعود إلى الأرض لتقوم بعمل كبير يحسبه الله لها ، لكن الملاك أخبرها أنه لا يسمح بمغادرة السماء والعودة إلى الأرض . لم يبق لأم حنا إلاّ أن تنتظر دورها . فأخذت تحضّر في عقلها ماذا ستقول لله : سامحني يا رب ، فأنا لم أفعل شيئاً بطوليا في حياتي ولا أعلم إن كنت أهلاً للسعادة الأبدية . وبعد فترة، وصل دورها ، فنظرت إلى وجه الله، وفتحت فمها لتقول الجملة التي كانت قد حضّرتها بعناية فائقة ، وإذ بالله يسبقها إلى الكلام ، ويقول لها : تفضلي يا أم حنا إلى السعادة الأبدية . فأجابت : لكن يا رب ، أنا لم أقم بعمل واحد بطولي في حياتي. أجابها الله :ألم تغسلي ثياب زوجك وأولادك آلاف المرات ؟ ألم تهيئي الطعام لهم عشرات آلاف المرات ؟ ألم تقومي بتنظيف البيت يومياً ؟ أتظني أن ذلك ليس عملاً بطولياً ؟ تفضلي
..