بقلم / مجاهد منعثر منشد
يرتكز بناء إقامة دولة الكيان الصهيوني المزعومة إلى اعتقاد ديني حسب تنبؤات العهد القديم , كما أن هذا الاعتقاد يلعب دورا هاما في دفع الغربيين لإقامة هذا الكيان , لكن الدوافع الاستراتيجية لا تقل أهمية عن هذا المعتقد , إذ قد بات معروفا بأنّ الكيان الصهيوني مشروع استعماري زرع في جسد الأمة الإسلامية لخدمة المصالح الاستعمارية .
وهذا الزرع الذي هو غدّة سرطانية ليست من زرعة أمريكا وحدها فحسب , بل أيضا فرنسا وبريطانيا , حتى أصبحت إس*رائي*ل القوة المنتدبة من قبل الغرب لمهام توظيفية والسيطرة على الدول العربية والقضاء على الأمة الإسلامية .
إذن إس*رائي*ل المحتلة وليدة الدول المذكورة وهي عبارة عن عربة تدفعها تلك البلدان الاستعمارية نحو أهدافها عبر حقب تاريخية حديثة بدأت منذ عام 1948 .
لهذا في وقتنا المعاصر ترى خضوع الكثير من الدول العربية الإسلامية إلى الكيان الصهيوني , بل فيها من تطبع معها كما ساهم بالأموال للقضاء على دول من أبناء جلدتها كفلسطين ولبنان واليمن والعراق وليس ذلك فحسب , إنما كل دولة إسلامية تقف ضد إس*رائي*ل يقفون ضدها ويدعمون الكيان لضربها .
وبما أنّ اليهودي واليهودية يعانون من عقد النقص المستدامة , فتراهم يتلهفون لاستنشاق رائحة الدماء وق*ت*ل البشرية وسجيتهم الظلم كموقف الضعيف مع اتسامهم بالهلع .
كتبنا عن الإمعة نتن ياهو مقالا سابق بعنوان (نتن ياهو وفشل الاستراتيجية) نبيّن فيه بعض أساليبه الفاشلة , وها هو اليوم يعود لنفس أساليبه ويثبت فشله تارة أخرى كأنه أرعن فقام بشن هجومه الإجرامي ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية غير مكترث بدماء ابن جلدته وما يتسبب من أضرار اقتصادية وفضيحة عالمية لضعف دولة الكيان الصهيوني , والسؤال الذي يفرض نفسه : هل كان تسرعه بهذه الحرب بدفع من الرئيس الأمريكي أو العكس ؟
فمن ورط من بهذه الحرب المأساوية أمام قوى مستميتة تستمدّ قوتها من الله تعالى ؟ .
لو كان إنسانا سويا يحكم عقله لما دخل في حرب لا حلول له غير زوال إس*رائي*ل المحتلة , فهل تناسى إيران دولة مؤسسات وتعتبر الكيان الغاصب بمن فيه فقاعة ؟
وهل غاب عن ذهنه بأن الإسلام موعود بزوال دولته بنصوص دقيقة ويقين جازم , بمعنى ليست تنبؤات العهد القديم بدولته المزعومة .
باعتقاد إنه سقط في فخ تطلعات ترامب الذي دفعه لهذه الحرب كخيار لحماية أمنه القومي حسب ادعائه , لكن لم يدرك هذا الفخ فلم يحسب حساب ولو افتراضي بأن الرئيس الأمريكي ربما كان يريد معرفة رد إيران وقوة مواجهتها !
إن المخادع الكاذب الدكتاتور ترامب إمعة مشابه لحليفه نتن ياهو , فقد وعد من انتخبه من الشعب الأمريكي بأنه رجل سلام ولا يشن الحروب أثناء توليه منصب الرئاسة , لكنه أثبت هو الآخر غير مكترث بمن أنتخبه ولا يتحترم وعوده وما شعاره إلا شعار أجوف , فمن خلال متابعتي لتصرفاته التي تقول بأنه أغبى رئيس تقلد المنصب في تاريخ رؤساء الولايات المتحدة , إذ جرّ بلاده لصراع لا نهاية له .
أما تصنيفه كغبي تبين لي من خلال حديث عضو الكونغرس السيناتور كيم كين سواء في فترة ولاية ترامب الأولى أو الآن , وهذه بعض نصوص كلامه :
(هناك اتفاق دبلوماسي بيننا وبين إيران منذ عام 2015 للحد من برنامجها النووي بطريقة سلمية , فهذا الاتفاق لوحده كفيل بعدم ق*ت*ل المدنيين الإيرانيين وبعيدا عن القصف , ودون اغتيال علماء , فكان ممكن اللجوء باستخدام العقوبات التي يفرضها الكونكرس والضغط على إيران للموافقة , وكانت إيران تؤكد على أنها لا تسعى ابدا لامتلاك أسلحة نووية كما وافقت على قيود كثيرة منها الابحاث النووية والانشطة النووية وأجهزة الطرد وتخصيب اليورانيوم المسموح حصولها عليه وأيضا وافقت إيران على أشمل نظام تفتيش لم يشهده العالم من قبل تشرف عليه الوكالة الدولية للطاقة النووية كي تضمن انها ملتزمة بشروطها ,وهذا يثبت عدم سعيها لامتلاك سلاح نووي والتزامها بحدود أجهزة الطرد المركزي واليورانيوم المخصب وأنشطة أخرى والاتفاقية كانت فعالة .
لا تأخذوا بكلام السناتور كينّ!
الوكالة قالت أن الاتفاقية كنت فعالة , الحلفاء والخصوم روسيا والصين كانا جزء من الاتفاقية وكذلك بريطانيا وفرنسا وألمانيا قالوا أنها كانت فعالة ,لم نحوّل إيران من عدو إلى صديق ,ولم توقف كل تصرفاتها العدائية لكنها حدت برنامجها النووي الذي نحاول القضاء عليه الآن كان لدينا اتفاقية وكانت فعالة .
ترامب أصبح رئيسا في يناير 2017 وقال لا أحب الاتفاق الذي وقعه أوباما , أريد الخروج منه .
وزير دفاعه جيم هانيس قال له : لا تخرج من الاتفاق إنه فعال ,
وزير خارجيته ريكس نيلرسون قال له : : لا تخرج من الاتفاق إنه فعال .
مستشار الآمن القومي إنش أرما كماستر الجنرال السابق قال له : : لا تخرج من الاتفاق إنه فعال .
بحق الله لقد استخدمنا الدبلماسية لأننا نفضل السلام والدبلماسية أولا , لنمنع إيران امتلاك سلاح نووي أليس الأفضل الخيار الدبلماسي بدل أن نخاطر بحياة جنود أمريكيين أربعون ألف جندي في الشرق الأوسط ,ماذا جرى للاتفاق الدبلماسي الرئيس ترانب بدأ يتكلم عن التخلي عنه .
كتبت مقالا في التايم عام 2017 وقلت : إذا تخليتم عن الاتفاق وهو ناجح ,ماذا ستفعل إيران ؟ سوف يعملون تطوير أسلحة نووية حين أمريكا تنسحب منه سينسحبون .
لو تخليت عن الاتفاق كوريا الشمالية لن توقع اتفاق مع أمريكا ,لماذا توقع أتفاق مع أمريكا إذا كنت ستتخلى عنه ولو كان ناجحا , ترامب لم يستمع لي ,ولم يستمع لوزير خارجيته ووزير دفاعه , ولم يستمع لأحد من أدارته لقد مزق الاتفاق .
ياسيادة الرئيس : يالها من كارثة , مدنيون إس*رائي*ليين ماتوا بالصواريخ الإيرانية ,, ليس لهم علاقة بالعسكر .
ومدنيون إيرانيون ق*ت*لوا بالصواريخ الإ*سر*ائي*لية ليس لهم علاقة بالعسكر .
كان ممكن أن يكون أحياء اليوم وأربعون جندي أمريكي يكونون بأمان لو اخترنا الديلنماسية والسلام . لقد فات الأوان) (انتهى).
****
إنّ التأمّل في كلام السيناتور كين يدعو إلى تقييم ترامب و فشله في الرئاسة كمن لا ينظر إلى ما وراء أنفه بمعنى آخرهو غير سوي , فكذب على شعبه وحزبه , تسول أموالا تبلغ أربعة مليار دولار من حكام الخليج لآجل هذه الحرب ولم ينفقها على الشعب الأمريكي , تسرعه بقصف ثلاثة مفاعل نووية إيرانية يتيح الفرصة لا سقاط بلاده بشكل نهائي من دول مناؤه تمتلك أسلحة نووية مما يدعو لدخول أمريكا في حرب واسعة النطاق , فضلا عن ذلك تدمير المنطقة والشرق الاوسط بالخصوص نتيجة أفكاره الهوجاء .
هكذا الآمعة ترامب يرتكب حماقة تلو أخرى , حتى في اعلاناته عبر منصته , فأننا عندما ندقق في ما يحدث على الأرض واقعيا بعيدا عن التصريحات والاعلانات الكاذبة نجد الأمر معاكس لما يتحدث به , ترى ذكاء وقرارات مدروسه من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع ضربات موجعة ارجعت فيها تل أبيب إلى عدة قرون .
ويتضح لنا جليا أكذوبة ترامب وتضخيمه لقصف ثلاثة مفاعل نووية إيرانية ما هو إلا هواء في شبك , فسرب الطائرات الذي أرسله قام بهذا القصف بثلاثة قنابل وستة صواريخ لم تؤثر بأية مادة نووية .
ونلاحظ فوة إيران المجاهدة التسليحية متجددة بالصواريخ والمسيرات الا*نت*حا*رية دون أي مخالفة دولية دفاعا عن بلادها كحق مشروع .
