كيف ينظر العالم إلى العراق – كاظم فنجان الحمامي
هذه قراءة ملخصة لرؤية المراكز الدولية المعنية بتقييم الأداء السياسي لمعظم بلدان العالم. والتي تناولت العراق في منظور EQx2025 وهو مؤشر جرى تطويره بإشراف خبراء جامعة (St. Gallen) لتقييم القوى السياسية حول العالم، فجاء تصنيف السياسيين العراقيين بالمرتبة 146 من اصل 151 دولة. يأتي بعدهم السوريون ثم اليمنيون ثم السودانيون ثم الهايتيون وتنتهي القائمة بالأفغانيين الذين يحتلون المرتبة الأخيرة. بمعنى ان ترتيب السياسيين العراقيين جاء ضمن الفئات المتخلفة التي يطلقون عليها: (Lagging Elites)، وهي فئة لا تمتلك مؤهلات القيادة والبناء والنهوض، وغير قادرة على إحراز التقدم. .
لقد توصل المؤشر الدولي إلى هذه النتيجة بعد قياس 91 عاملا من عوامل التقييم. ويتعين على من يشكك بهذا التقييم مراجعة الدراسة الموسومة: (Elite Quality Report 2025). وهو في متناول الجميع (مجاناً) على الشبكة الدولية. .
كان يمكن لقادة الأحزاب العراقية المتنفذة ان تعقد شراكة وطنية متينة للخروج (ولو جزئياً) من هذه الهشاشة الاقتصادية والخدمية والنهضوية، لكنهم اختاروا العمل الانفرادي بعقلية المقاول المتمسك بالمحاصصة مقابل شعور زائف بالتفوق على الخصوم، أو مقابل اكتساب مكانة سلطوية مصطنعة ومؤقتة، فتحول العراق إلى محفظة أموال مفتوحة. .
ربما اختارت الاحزاب السير في هذا الاتجاه بمحض ارادتها، أو لأن ارادتها معطلة، وكأنها تسهم بطريقة أو اخرى في رسم ملامح خارطة الفشل بأقلام لا ترى في جغرافية العراق سوى نافذة لعقد الصفقات الربحية، وإفراغ الدولة من مضمونها الوطني. .
ختاماً: سألوا علماء الاجتماع عن اسباب تخلف الشعوب ؟. . قالوا: انها القوى السياسية التي تطالبهم بالصبر على المكاره دون رفضها، وتحبب اليهم الفقر دون مكافحته، وتطالبهم بالتعايش مع الواقع البائس دون محاولة تغييره. وتوعدهم بالإصلاح من دون ان تتحرك خطوة واحدة بالاتجاه الصحيح . . .
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.