مقالات

رسالة مفتوحة موجهة إلى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان (ومن

ها قد توقف العدوان الإمبريالي الأمريكي الصهيوني على الجارة إيران بعد حرب جوية ومخابراتية ودبلوماسية دامت اثني عشر يومًا…

فحانت ساعة إعلان موقف اليسار العراقي، عطفًا على التصريح الرسمي لحزب اليسار العراقي عند بدء العدوان الأمريكي الصهيوني، والذي كان نصه: (تصريح حزب اليسار العراقي الموجز: تقرر تجميد النشر ضد النظام الإيراني بشأن تدخله في الشؤون الداخلية العراقية، تقديرًا لمواجهته التاريخية للكيان الصهيوني الفاشي اللقيط… وبأمل أن تفضي هذه المواجهة إلى النصر، الذي سينتج علاقات جوار متكافئة بين العراق وإيران…)

وبعيدًا عن تحديد من هو المنتصر في معركة الـ 12 يومًا، فهذا أمر نترك تقريره لأصحاب الشأن والاختصاص.

واستنادًا إلى مقالات ومنشورات اليسار العراقي أثناء المعركة، وقبل كل ذلك، استنادًا إلى المواقف التاريخية لليسار العراقي من إيران منذ سقوط نظام الشاه العميل وانتصار الثورة الإيرانية الشعبية في شباط 1979، وأثناء فترة النظام البعثي الفاشي، وما بعد سقوطه واحتلال العراق على يد أسياده الأمريكان في 9 نيسان 2003، فإن اليسار العراقي يُعيد تسجيل كل ذلك موثقًا في رسالته هذه الموجهة إلى الرئيس الإيراني.

حيث تأتي هذه الرسالة في سياق مواقف اليسار العراقي المبدئية من الجارة إيران على مدى عقود، سواء قبل سقوط النظام البعثي الفاشي واحتلال العراق على يد أسياده الأمريكان في 9 نيسان 2003، أو بعد ذلك.

المواقف التاريخية لليسار العراقي من إيران

1. استبشرنا خيرًا بسقوط نظام الشاه العميل وانتصار الثورة الإيرانية، ووقفنا مع الجارة إيران ضد حرب صدام العدوانية عليها، التي اعترف الدكتاتور المقبور نفسه لاحقًا بأنه وُرتط بها من قبل أعداء البلدين الجارين، ثم تنازل عن نصف شط العرب لإيران مرة أخرى بعد أن كان قد تنازل عنه لإيران الشاه سابقًا.

2. وقفنا ضد إصرار الإمام الخميني على مواصلة الحرب عندما تحولت إلى حرب إيرانية عدوانية على العراق.

3. وقفنا مع إيران ضد الهجمة الصهيونية الرجعية العربية حتى عام 2003.

4. وقفنا ضد النظام الإيراني عندما عقد اتفاقًا مع الغزاة الأمريكان عشية 9 نيسان 2003 للحصول على حصته من “الغنيمة العراقية”، والذي برره بأنه اتفاق “الأمر الواقع”. لكننا رفضنا في الوقت نفسه إشاعة دول الرجعية العربية والكيان الصهيوني لمرض “إيرانفوبيا”، وتحويل بوصلة الصراع المركزي في المنطقة من الصراع العربي-الصهيوني إلى الصراع العربي-الإيراني.

الرسائل والتحذيرات السابقة

في 12/8/2015، وجه اليسار العراقي وحلفاؤه رسالة إلى القيادة الإيرانية حذروا فيها من عواقب تماديها في التدخل في الشؤون الداخلية العراقية، والذي قد يُستغل لخلق رأي عام عراقي معادٍ لإيران.
وقد تضمنت الرسالة ورقة حسن الجوار، والتي طالبت بـ:

– احترام إرادة الشعب العراقي.
– وقف التصريحات التكفيرية التي تحرض على العن*ف.
– احترام حقوق الشعب العراقي في التظاهر والتغيير.

ثم جاءت رسالة انتفاضة تشرين 2019 (بتاريخ 2/10/2019) باسم حزب اليسار العراقي وحلفائه في (جبهة الإرادة الشعبية للإنقاذ والتغيير)، لتعلن الإنذار الأخير للنظام الإيراني:

“أسحب مليشياتك العميلة من العراق إن رغبت في علاقات حسن جوار… وقد جاء تصريح خامنئي بأن إيران لا تتنازل عن جغرافية المقاومة قمةً في الاستهتار بالعراق، وكذلك تصريح مستشاره السياسي علي أكبر ولايتي من النجف بأن إيران لا تسمح بوصول اليسار إلى السلطة في العراق .”

دور اليسار العراقي في تفكيك التخندق الطائفي

ساهم اليسار العراقي في اجتماعات اليسار العربي السبعة (2010-2017) لمواجهة التخندق الطائفي، وقدم مبادرات لتعزيز الوحدة الوطنية، رغم معارضة بعض الأحزاب الشيوعية.
وقد ثمن القائد المقاوم الشهيد السيد حسن نصر الله هذا الجهد، وإن جاء اعترافه متأخرًا بعشر سنوات.

خاتمة الرسالة: مطالب اليسار العراقي

نؤكد على روابط التاريخ والجغرافية التي تحتم على العراق وإيران إقامة أفضل علاقات الجوار، المبنية على:

1. التعاون الشامللمصلحة البلدين.
2. وقف التدخل في الشؤون الداخلية.

ولتحقيق ذلك، نطالبكم بـ:

1. حل جميع المؤسسات الإيرانية التي تتدخل في الشؤون العراقية.
2. وقف دعم الميليشيات المسلحة التي تستغل الطائفية والعنصرية.
3. حل المشاكل العالقة*(مثل أسرى الحرب، أزمة المياه، تهريب النفط، تزوير العملة).
4. عدم التدخل في الانتخابات العراقية المزمع إجراؤها في 11/11/2025.

مع التحيات لكم، ومن خلالكم للشعب الإيراني الجار
حزب اليسار العراقي وحلفاؤه في (جبهة الإرادة الشعبية للإنقاذ والتغيير)

بغداد – العراق
25/6/2025

نسخة منه إلى:
– ممثلية الأمم المتحدة في العراق.
– سفارة جمهورية الصين الشعبية.
– سفارة روسيا الاتحادية.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!