مقالات

امتحانات في الأعياد القبطية: تمييز فجّ وتعدٍ على حرية

في الوقت الذي ترفع فيه الدولة شعارات المواطنة والمساواة، تفاجئنا بعض المعاهد والكليات في مصر بقرارات غريبة ومستهجنة، تقضي بعقد امتحانات في أيام الأعياد المسيحية الكبرى: أحد السعف، خميس العهد، عيد القيامة، وشم النسيم. وكأنهم يتعمّدون إقصاء شريحة من الطلاب، وفرض معادلة قاسية: إما الامتحان، أو ممارسة شعائرك الدينية!
هل يُعقل أن تُجبر طالبًا قبطيًا على الاختيار بين حضور القداس وبين أداء الامتحان؟ هل هكذا تُحترم الأديان في بلد “نص دستوره” على حرية العقيدة وممارسة الشعائر؟!
نص المادة 64 من الدستور المصري واضح لا يحتمل التأويل: “حرية الاعتقاد مطلقة، وتكفل الدولة حرية ممارسة الشعائر الدينية.” أما المادة 53 فتُجرّم التمييز لأي سبب، خاصة الديني. فكيف نفهم هذا الصمت المريب من إدارات الجامعات؟ وكيف تُرفض التماسات الطلاب دون مبرر قانوني أو إنساني؟
ليعلم الجميع أن ما يحدث ليس مجرد خطأ إداري، بل ج#ريم*ة تمييز مقنّعة بثوب أكاديمي. لا فرق بين من يمنع بناء كنيسة، ومن يمنع طالبًا مسيحيًا من حضور قداس عيده لأنه “عنده امتحان”!
إلى المسؤولين: كفّوا عن التظاهر باحترام الأديان إن كنتم تعجزون عن تنسيق جدول امتحانات مع المناسبات الدينية المعروفة مسبقًا.
وإلى الطلاب: لا تصمتوا، لا تقبلوا بهذا الاستهتار، واحملوا قضاياكم إلى الإعلام، إلى مجلس النواب، إلى كل من بقي فيه ضمير.
لأن من يسكت عن التمييز اليوم، قد يجد نفسه ضحيته غدًا.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!