اليوم العالمي للاجئين 2025: رؤية الأمم المتحدة، الاتفاقيات
مقدمة
يُحتفل باليوم العالمي للاجئين في 20 حزيران من كل عام، وهو مناسبة دولية أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2000 بقرار رقم 55/76، تخليداً للذكرى الخمسين لاتفاقية عام 1951 الخاصة بوضع اللاجئين. يهدف هذا اليوم إلى تسليط الضوء على معاناة اللاجئين، تعزيز التضامن العالمي معهم، وحشد الإرادة السياسية والموارد لدعمهم في إعادة بناء حياتهم بكرامة وسلام. في عام 2025، يأتي الاحتفال بهذا اليوم في ظل أزمات نزوح متفاقمة، حيث يواجه العالم تحديات إنسانية معقدة نتيجة الصراعات، الاضطهاد، والكوارث الطبيعية. تستعرض هذه المقالة رؤية الأمم المتحدة لليوم العالمي للاجئين 2025، الإطار القانوني الدولي المتعلق باللاجئين، إحصائيات النزوح العالمي، وحقوق اللاجئين المدنية، السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، والثقافية.
رؤية الأمم المتحدة لليوم العالمي للاجئين 2025
تركز الأمم المتحدة في عام 2025 على التضامن العالمي مع اللاجئين تحت شعار يدعو إلى خلق عالم يرحب باللاجئين، مع التركيز على حماية حقوقهم واحتياجاتهم وتمكينهم من النجاح والازدهار. وفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، يُعد هذا اليوم نداءً للعمل والتعاطف في ظل تصاعد أزمات النزوح التي تُعزى إلى الصراعات، انتهاكات حقوق الإنسان، والكوارث الطبيعية المتفاقمة بفعل تغير المناخ. تشدد الأمم المتحدة على أهمية التعاون الدولي لتقاسم المسؤوليات بشكل عادل، كما ينص الميثاق العالمي بشأن اللاجئين لعام 2018، الذي يهدف إلى تعزيز آليات الحماية وتوفير حلول دائمة مثل العودة الطوعية، الاندماج المحلي، أو إعادة التوطين في بلد ثالث.
الإطار القانوني الدولي: الاتفاقيات والإعلانات
يستند النظام الدولي لحماية اللاجئين إلى عدة صكوك قانونية وإعلانات دولية، أبرزها:
1. اتفاقية عام 1951 الخاصة بوضع اللاجئين وبروتوكولها لعام 1967: تُعد هذه الاتفاقية الركيزة الأساسية لعمل المفوضية، حيث تحدد تعريف “اللاجئ” كشخص يضطر للفرار من بلده بسبب الاضطهاد أو الخوف المبرر منه بسبب العرق، الدين، الجنسية، الانتماء إلى جماعة اجتماعية، أو الرأي السياسي. كما تؤكد على مبدأ “عدم الإعادة القسرية”، الذي يحظر إعادة اللاجئ إلى بلد يواجه فيه تهديداً لحياته أو حريته. وقد صادقت 145 دولة على هذه الاتفاقية.
2. الميثاق العالمي بشأن اللاجئين (2018): يهدف إلى تعزيز التعاون الدولي وتقاسم المسؤوليات بشكل أكثر إنصافاً، مع التركيز على تمكين اللاجئين اقتصادياً واجتماعياً في الدول المضيفة.
3. إعلان نيويورك (2016): يدعو إلى تعزيز الحماية الدولية للاجئين والمهاجرين، وتأكيد التزام الدول بحقوق الإنسان الأساسية للاجئين.
4. اتفاقيات جنيف لعام 1949 والبروتوكولات الإضافية لعام 1977: توفر إطاراً قانونياً لحماية اللاجئين في سياق النزاعات المسلحة، مع التأكيد على الحقوق الإنسانية والإنسانية.
5. إعلان قرطاجة (1984) ومبادئ بانكوك (1966): تُعنى هذه الإعلانات الإقليمية بحماية اللاجئين في إفريقيا وآسيا، مع التركيز على الحلول الإقليمية لأزمات اللجوء.
إحصائيات اللاجئين في العالم (2024-2025)
وفقاً لتقرير الاتجاهات العالمية 2024 الصادر عن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بتاريخ 12 حزيران 2025، بلغ عدد النازحين قسراً حول العالم 123.2 مليون شخص بنهاية عام 2024، بزيادة 6% عن عام 2024. يشمل هذا العدد:
– 42.7 مليون لاجئ (بما في ذلك 21.3 مليون تحت ولاية المفوضية و5.8 مليون لاجئ فلسطيني تحت ولاية الأونروا).
– 73.5 مليون نازح داخلياً.
– 8.4 مليون من طالبي اللجوء وعديمي الجنسية.
وبحلول نيسان 2025، تشير التقديرات إلى انخفاض طفيف إلى 122.1 مليون، وهو أول انخفاض منذ عقد، مدفوعاً بعودة بعض اللاجئين، خاصة السوريين.
تستضيف البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط 71-73% من اللاجئين، مع أزمات بارزة في سوريا (13.8 مليون نازح ولاجئ)، السودان (11 مليون)، وأفغانستان، فنزويلا، وأوكرانيا. تشير التقارير إلى أن آسيا تستضيف أكثر من نصف اللاجئين عالمياً، تليها إفريقيا بنسبة ربع العدد الإجمالي.
حقوق اللاجئين: مدنية، سياسية، اقتصادية، اجتماعية، وثقافية
تكفل الاتفاقيات الدولية مجموعة من الحقوق للاجئين، يمكن تصنيفها كما يلي:
1. الحقوق المدنية:
– الحماية من الإعادة القسرية: مبدأ أساسي في اتفاقية 1951 يضمن عدم إعادة اللاجئ إلى بلد يواجه فيه خطر الاضطهاد.
– الحق في الأمان الشخصي: يحق للاجئين الحماية من التمييز، التعذيب، أو الاحتجاز التعسفي.
– الأحوال الشخصية: تخضع أحوال اللاجئ (كالزواج) لقانون بلد إقامته أو موطنه، مع احترام الحقوق المكتسبة.
2. الحقوق السياسية:
– حق التماس اللجوء: يحق لأي شخص طلب الحماية في بلد آخر، مع ضمان إجراءات عادلة لتقييم طلبات اللجوء.
– حرية التعبير والتجمع: يتمتع اللاجئون بحقوق سياسية مماثلة للأجانب في الدولة المضيفة، مع مراعاة القيود القانونية.
3. الحقوق الاقتصادية:
– الحق في العمل: تنص اتفاقية 1951 على إعفاء اللاجئين من القيود المفروضة على الأجانب في سوق العمل بعد ثلاث سنوات من الإقامة، أو إذا كان للاجئ زوج أو أبناء يحملون جنسية البلد المضيف.
– الحق في سبل العيش: تدعو المفوضية إلى تمكين اللاجئين اقتصادياً من خلال برامج التدريب والتوظيف.
4. الحقوق الاجتماعية:
– الإيواء والصحة: يحق للاجئين الوصول إلى السكن الآمن والخدمات الصحية الأساسية.
– التعليم: تشجع الأمم المتحدة على إدماج اللاجئين في أنظمة التعليم الوطنية لضمان استمرارية تعليمهم.
– لم الشمل العائلي: يُعتبر الحفاظ على وحدة الأسرة حقاً أساسياً، مع حماية اللاجئين من الاتجار بالبشر.
5. الحقوق الثقافية:
– الاعتراف بالهوية الثقافية: يحق للاجئين ممارسة ثقافتهم وديانتهم بحرية، مع احترام القوانين المحلية.
– المشاركة الثقافية: تدعم الأمم المتحدة الأنشطة الثقافية التي تعزز الاندماج، مثل المهرجانات والفنون.
التحديات والتوصيات
تواجه أزمة اللاجئين تحديات كبيرة، منها نقص التمويل الإنساني، الذي أدى إلى تقليص خدمات المأوى، الصحة، والحماية. كما تعاني الدول المضيفة، خاصة في الشرق الأوسط مثل الأردن ولبنان، من ضغوط اقتصادية واجتماعية نتيجة استضافة ملايين اللاجئين. وتُعد قضية اللاجئين الفلسطينيين، التي ترتبط بحق العودة والتعويض وفق قرار الجمعية العامة 194 لعام 1948، من أكثر القضايا تعقيداً بسبب القوانين الإ*سر*ائي*لية التي تحد من حقوقهم.
التوصيات:
1. تعزيز التمويل الدولي لدعم برامج المفوضية والأونروا.
2. تفعيل قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بحقوق اللاجئين، خاصة بالنسبة للاجئين الفلسطينيين.
3. تعزيز برامج الاندماج المحلي وإعادة التوطين، مع توفير مسارات قانونية وآمنة للجوء.
4. مكافحة التمييز ضد اللاجئين وضمان معاملتهم بكرامة وإنسانية.
خاتمة
يُعد اليوم العالمي للاجئين 2025 فرصة لتجديد الالتزام الدولي بحماية اللاجئين ودعم حقوقهم المدنية، السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، والثقافية. من خلال الإطار القانوني الدولي، مثل اتفاقية 1951 والميثاق العالمي، تسعى الأمم المتحدة إلى تعزيز التضامن العالمي وتوفير حلول دائمة لأزمة النزوح. في ظل إحصائيات مقلقة تشير إلى وجود 122.1 مليون نازح قسرياً بحلول نيسان 2025، يظل التعاون الدولي والتزام الدول بالصكوك القانونية الدولية أمراً حاسماً لضمان حياة كريمة للاجئين.
المصادر
1. United Nations, “World Refugee Day,” https://www.un.org[](https://www.un.org/ar/observances/refugee-day)
2. UNHCR, “Global Trends 2024,” 12 June 2025, https://www.unhcr.org[](https://www.unhcr.org/ar)
3. UNHCR, “World Refugee Day,” https://www.unhcr.org[](https://www.unhcr.org/ar/world-refugee-day)
4. United Nations, “Refugees,” https://www.un.org[](https://www.un.org/ar/global-issues/refugees)
5. OHCHR, “Convention Relating to the Status of Refugees,” https://www.ohchr.org[](https://www.ohchr.org/ar/instruments-mechanisms/instruments/convention-relating-status-refugees)
6. Petra News Agency, “World Refugee Day,” https://www.petra.gov.jo[](https://www.petra.gov.jo/Include/InnerPage.jsp?ID=283969&lang=ar&name=news)
7. Al Jazeera, “World Refugee Day Infographic,” https://www.aljazeera.net[](https://www.aljazeera.net/news/2024/6/20/%25D8%25A8%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25A5%25D9%2586%25D9%2581%25D9%2588%25D8%25BA%25D8%25B1%25D8%25A7%25D9%2581-%25D8%25AA%25D8%25B9%25D8%25B1%25D9%2581-%25D8%25B9%25D9%2584%25D9%2589-%25D8%25A3%25D8%25B9%25D8%25AF%25D8%25A7%25D8%25AF-%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2584%25D8%25A7%25D8%25AC%25D8%25A6%25D9%258A%25D9%2586)
8. UNHCR Arabic, X Post, 13 June 2025[](https://x.com/UNHCR_Arabic/status/1933521769467461796)
9. Khayriya Net, X Post, 20 June 2025[](https://x.com/khayriyanet/status/1935941104467136781)
#سرود
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.