-العنصرية: ظاهرة مدمرة للمجتمعات- – فريدة لقشيشي
أوقِفوا العنصرية
أوقِفوا العنصرية…
فهي ليست مجرد لونٍ يُحتقَر،
ولا لسانٍ يُستهزأ به،
ولا مذهبٍ يُقصى،
ولا حيٍّ يُهمَّش.
العنصرية تبدأ حين ترى الآخر ناقصًا… لا لأنه أساء،
بل لأنه ليس أنت.
هي خنجرٌ يطعن في قلب العدالة،
هي وهمُ الأفضلية، وغرورُ النَسَب،
هي الظنّ بأن الله خلق البعض ليكونوا خدمًا،
والبعض ليكونوا سادة!
قال تعالى:
“إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ” [الحجرات: 13]ولم يقل: أَبيضَكُم، ولا أغناكم، ولا أعلى شهاداتكم،
بل قال: أتقاكم…
قيمة الإنسان تُقاس بعمق روحه، لا بمحيط صوته أو طول قامته.
قال النبي ﷺ:
“المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره… بحسب امرئٍ من الشر أن يحقر أخاه.”
والحقر لا يكون فقط في اللون،
بل في الرأي، والموطن، واللغة، والحرفة، وحتى في الهيئة.
أينما وُجدت نظرةٌ دونية…
فهناك عنصرية.
حين تُقصى امرأة لأنها أنثى،
حين يُهمّش عامل لأنه بسيط،
حين يُسخَر من لهجة، أو يُكتم صوت،
حين يُلعَن المختلف، وتُحرق كتبه…
تُولد العنصرية من رماد الخوف والكِبر والجهل.
في التوراة: “لا تظلم الغريب، فأنت كنت غريبًا في أرض مصر.”
وفي الإنجيل: “افعل بالناس كما تحب أن يُفعل بك.”
وفي البوذية: “الكراهية لا تُطفأ بالكراهية، بل بالمحبة.”
وفي الزرادشتية: “الإنسان هو الإنسان، مهما اختلف لباسه أو صلاته.”
قال المهاتما غاندي:
“التمييز بين البشر ج#ريم*ة أخلاقية قبل أن تكون سياسية.”
وقال نيتشه:
“من أراد أن يكون إنسانًا، فليحطم أصنامه التي في رأسه أولاً.”
وقال الإمام عليّ:
“ما جاع فقير إلا بما مُتّع به غنيّ.”
فالعنصرية ليست صراخًا ضد المختلف،
بل صمتًا جبانًا عن الظلم.
يا من ترفعون جدران التمييز:
تذكّروا أن الله لا يسكن في قبيلتكم وحدها،
ولا ينتمي إلى جوازاتكم،
ولا يبارك أوطانًا على حساب أوطان،
ولا لغات على حساب لغات.
أوقِفوا العنصرية،
لأنها الوجه القبيح لعصرٍ يدّعي التحضّر،
والسوط الخفي الذي لا يزال يجلد الكرامة.
كونوا كما قال المتنبي:
“فكلُّ امرئٍ ما نالَ من عِلمِه… وليسَ لأمرئٍ غيرَ ما قد عَلِما.”
أوقِفوا العنصرية…
لأننا لا نُبعث يوم القيامة بجوازات سفر،
بل بقلوبٍ ونيات…
فليكن قلبك أوسع من الحدود،
وليكن إنسانك فوق كل هويّة.
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.