مقالات

To Migrate´-or-not to Migrate: هل هذا هو السؤال؟ – أيمن زهري

يسألني الكثير من الشباب: هل أهاجر أم أبقى في وطني؟ هذا السؤال الذي يتردد على مسامعي كثيرًا يعكس حالة الحيرة والتردد التي يعيشها الكثير من الشباب في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية العالمية.

في ظل هذه التحولات، يظل قرار الهجرة خيارًا صعبًا للكثير من الشباب، خاصة في الدول العربية. ففي حين تبدو دول الخليج وجهة جذابة لتحقيق الأهداف الاقتصادية قصيرة الأجل، فإنها ليست الخيار الأمثل للراغبين في الهجرة الدائمة والاستيطان.

الهجرة إلى دول الخليج هي بالأساس هجرة عمل مؤقتة، وعلى الرغم من أن الحياة المرفهة التي قد يعيشها البعض هناك تبدو جاذبة، إلا أنها غير مستدامة على المدى الطويل. فالعيش في الخليج مرتبط بعقود عمل محددة، وليست هناك فرص حقيقية للاستقرار الدائم أو الحصول على جنسية تلك الدول. الإقامة في الخليج تعتمد على عقود عمل قابلة للتجديد، لكنها لا تمنح حقوق الإقامة الدائمة أو التوطين كما هو الحال في دول أوروبا أو أمريكا الشمالية.

لذا، إذا كان هدفك من الهجرة هو تحقيق مكسب مالي سريع لشراء وحدة سكنية أو سيارة أو لتحسين وضعك الاقتصادي بشكل مؤقت، فإن الخليج هو الوجهة المناسبة. أما إذا كنت تطمح في تغيير جذري لحياتك، من خلال الحصول على جنسية بلد آخر أو التمتع بحقوق المواطنة، فإن الخليج ليس الوجهة المثلى.

الدول التي تقدم فرصًا حقيقية للتوطين والهجرة الدائمة تشمل أوروبا وأمريكا الشمالية، بالإضافة إلى بعض الدول الآسيوية الناهضة مثل كوريا الجنوبية وسنغافورة. في الطرف الآخر من العالم، تقدم دول مثل أستراليا ونيوزيلندا فرصًا للاستيطان، ولكنها تتطلب مهارات عالية ومؤهلات متقدمة.

لكن هل هذه الدول مفتوحة بالفعل للهجرة؟ نظريًا نعم، فعلى الرغم من تصاعد النزعات اليمينية المتطرفة في بعض البلدان، تعاني معظم هذه الدول من العجز السكاني وتدعم برامج الهجرة لسد الفجوات في سوق العمل. ورغم القيود المفروضة على الهجرة غير النظامية واللجوء، تظل برامج الهجرة النظامية مفتوحة أمام الكفاءات وأصحاب المهارات.

إذاً، الخيار أمام الشباب يتحدد وفقًا للأهداف: هل هو مجرد كسب مالي سريع أم رغبة في بناء مستقبل جديد في بلد آخر؟ أم أن البقاء في الوطن خيار مطروح أيضًا؟ في كثير من الأحيان، قد يكون الاستثمار في الوطن وتحقيق النجاح الاقتصادي محليًا أكثر استدامة وأقل تكلفة من الهجرة إلى الخارج، خاصة إذا توفرت الفرص المناسبة واستطاع الشباب تطوير مهاراتهم وتعزيز قدراتهم. لذا، قبل اتخاذ قرار الهجرة، من الضروري أن يقيم الشاب جميع الخيارات المتاحة، بما في ذلك البقاء والاستثمار في وطنه.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!