مقالات سياسية

5 حزيران وصمة عار في جبين السياسة العربية

الكاتب: الدكتور رافد علاء الخزاعي
5 حزيران وصمة عار في جبين السياسة العربية

الدكتور رافد علاء الخزاعي

جمال عبد الناصر اسم سحري لجيل الخمسينات والستينات ساحرا بخطابه بتواضعه بعفته بأحلامه خرج من المشروع الوطني المصري إلى المشروع القومي بل ليتجاوزه ويتجاوز الخطوط الحمراء للقوى العظمى وقتها في إيجاد سياسة وطنية  وسطية حالمة في القيادة الذاتية للشعوب خرج بمشروع للإنسانية للنهوض بدول العالم النائمة وإيقاظها إلى ما يسمى الدول النامية أو دول العالم الثالث أو عدم الانحياز مع قادة شاركوه بالحلم وهو سيكارتوا ونهرو وتيتوا ولكن من خلال قراءتي المتواضعة  للتاريخ أعطى ناصر  درسا للقادة الجدد الذي يريدون إن يبنون أوطانهم وهو عليهم الاهتمام بالمشروع الوطني وعدم التوسع في الإطار الاممي لأنك وقتها ستخسر الوطن وتخسر الإنسانية.

وهكذا اصطدم ناصر بالثالوث المستشري في الشعوب المسحوقة الفقر والجهل والمرض واصطدم بالصراع الطبقي والصراع ألاثني والديني  واصطدم بحلم البطل القومي في امة مفتقرة لمقومات تحقيق حلم البطل واصطدم بالصراع الدولي بحكم الجغرافيا والمواجهة مع إس*رائي*ل, واصطدم من خلال نشؤ الدين السياسي وتحوله إلى الدين الاسلاموي الراديكالي الذي نظر له المصلح سيد قطب واستطاع ناصر بالقتال على جبهات متعددة ضمن الرؤى القومية التي يؤمن بها عبر رسائل يبعثها إلى الشعب العربي فتدخله في العراق وسوريا واليمن والجزائر والسودان المبني على صورة البطل القومي الأوحد في تجاوز خصوصية وطنيات وظروف الشعوب الوطنية إن انبهاره بالنصر في تأميم قناة السويس ومعركة 1956  والتواصل الدولي في موتمر عدم الانحياز جعل عدم تفرغه للشأن الداخلي ووجود طبقة مصلحيه متصارعة تحاول وضع سور حوله وحول الشعب وحدثت الكارثة المتوقعة في حرب يونيو في ما يسمى بنكبة حزيران جرح دامي للكل الشعب العربي من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر.

نكبة جعلت الجميع بالإحباط وسقوط أسطورة البطل القومي أمل العروبة التي طبل لها القوميون بحلم سرمدي عبر بقاع المعمورة وهذا الإحباط أصاب جمال نفسه وقبل النتائج عبر تقديم استقالته بخطاب مصارحة للشعب المسكين الحالم الذي تشبث بقائده من اجل فرصة للنصر أخرى وشارك فيها القوى الإعلامية والفنية المصرية بحضور قامات شامخة مثل ام كلثوم وعبد الحليم وسيد مكاوي في اضافاء الأمل من جديد في نشوة ثورية تخديرية للأمة المنخورة , في طفولتي كنت اعرف سحر جما في من سمى أبنائهم تيمننا باسم جمال وناصر على مواليد العرب وشاهدت صورته وهي مؤطرة منزلنا وعند وفاته شاهدت التشيع والمظاهرات على مستوى العرب والعالم وحتى إس*رائي*ل.إن المشروع الناصري أرسل رسالة لالى كل القادة العرب عليهم الاهتمام با أوطانهم وشعوبهم أولا واخير لأنه الأساس في كل معركة مرتقبة وهكذا فشل كل من لم يستفيد من درس جمال عبد الناصر مثل صدام الذي قاتل بالنيابة وتدخل بقوة من اجل حلم التاريخ بالبطل القومي ولحقه ألقذافي وغيره من القادة الذي ظلوا يحلمون بالبطل المنقذ والذي استفاد من الدرس المرحوم الشيخ زايد ابن مكتوم عندما جعل شعار الإمارات أولا ونجح في تحقيق الرفاهية للشعب بعيد عن التدخلات السياسية,,,,,

بعد  46 سنة على النكبة لازال العرب يعانون من التدخلات والمؤامرات بينهم وشعوبهم لازالت ترزح بالأمية والفقر والمرض في ظل غياب البطل المنتظر الذي سيصحو لإنقاذ الأمة من سباتها وتحقيق الحلم  العربي والإنساني في شعوب ترفل بالرفاهية  والتنمية المستدامة

 ..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!