أمسية رمضانية 2025 _ 1446 للمقاومة الإيرانية في باريس
مريم رجوي: العامل الأكثر تهديدا لوجود هذا النظام هو البديل الديمقراطي له
في العاصمة الفرنسية باريس وفي مساء يوم الخميس، المصادف للسادس من مارس آذار2025، بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك، وبحضور السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية وحضور شخصيات عربية واسلامية، أقيم تحت رعاية المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، مٶتمر تحت عنوان “رمضان شهر الأخوة والتسامح في مواجهة ولاية الفقيه والتطرف” جرى خلالها تقديم کلمات سلطت الاضواء على الاوضاع المتفاقمة في إيران والدور والنشاطات السلبية للنظام الايراني في المنطقة والعالم.
تکريم خاص للشخصية السياسية سيد أحمد غزالي
في بداية هذه الامسية، جرى تکريم الدور الفعال والإيجابي لرئيس الوزراء الجزائري السابق، سيد أحمد غزالي، الذي وافته المنية في الرابع من فبراير 2025، من حيث الجهود الحثيثة التي بذلها في حشد الدعم والتإييد للمواجهة التي يخوضها المجلس الوطني للمقاومة الايرانية من أجل إسقاط النظام الايراني، ولاسيما وإنه کان لسنوات طوال رئيسا للجنة العربية الاسلامية للتضامن مع سکان أشرف، إذ شارك على مر العقدين الماضيين في مختلف المناسبات التي قامت بها المقاومة الايرانية إضافة الى مشارکاته في المٶتمرات الدولية لنفس الغرض.
وقد تمت الاشادة بدوره بهذا الصدد وإعتبرته المقاومة الايرانية صديقا صدوقا لها وللشعب الايراني في المواجهة التي يخوضونها ضد النظام القائم في طهران.
مشارکة عربية مميزة في المٶتمر
تميز المساء الرمضاني لهذه السنة بمشارکة عربية مميزة حيث شارك فيه منصف مرزوقي، الرئيس التونسي السابق، وأنيسة بومدين، عقيلة الرئيس الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين، والدکتور فيصل الرفوع وزير الثقافة الاردني السابق و والدکتور موسى المعاني، وزير الدولة الاردني السابق لشٶون مجلس الوزراء، والدکتور برکات عوجان، وزير الثقافة الاردني السابق، والدکتور اسماعيل مشابقە، النائب في مجلس النواب في الاردن، ورياض ياسين، سفير اليمن في فرنسا، والدکتور محمد رميح، سفير اليمن في اليونسکو، وجمال بدر العواضي، رئيس الوکالة الدولية للاعلام والدراسات الاستراتيجية، والدکتور حاتم السر، وزير سوداني سابق، وراهب صالح، مدير مرکز الرافدين الدولي لحقوق الانسان والعدالة في جنيف والسياسي السوري، جورج صبرا والدکتور طاهر بومدرا، الرئيس السابق ليونامي في العراق والشيخ تيسير التميمي، قاضي القضاة السابق في فلسطين والذي ألقى کلمته في الحفل عبر الانترنت.
وإتفقت الشخصيات العربية في کلماتها التي ألقتها في المٶتمر على إن الاحداث الاخيرة في المنطقة التي أسفرت عن سقوط نظام بشار الاسد، سوف تمهد الارضية والاجواء اللازمة لسقوط النظام الايراني کما تطابقت آرائهم في إن النظام الايراني أکبر عامل تهديد للأمن والاستقرار في المنطقة وإن سقوطه يخدم شعب إيران والمنطقة والعالم، کما أکدوا على دعمهم وتإييدهم الکامل للنضال الذي يخوضه الشعب والمقاومة الايرانية من أجل الحرية وإسقاط النظام.
کلمة السيدة مريم رجوي
بدأ المٶتمر بکلمة السيدة مريم رجوي، المتحدثة الرئيسية والذي بدأته بقولها”إن اجتماعكم اليوم في بيت المقاومة الإيرانية في الأيام الأولى من شهر رمضان، يجسد صورة حقيقية للتضامن بين شعوب الدول الإسلامية، في مواجهة العدو الرئيسي لشعوب المنطقة وجميع المسلمين، وهو نظام ولاية الفقيه الحاكم في إيران.” وتضرعت الى الله قائلة”في هذا الشهر الفضيل، اللهم اجعل أخواتنا وإخوتنا في جميع هذه الدول مشمولين برحمتك الخاصة. وأنقذ شعب فلسطين من الحرب والق*ت*ل والتهجير، وحرر شعب إيران من القمع والإعدام والاستبداد.”، لکنها لفتت الانظار وذکرت الحضور بقولها:” لقد كانت مائدة إفطار التضامن للمقاومة الإيرانية، وعلى مدى سنوات طويلة، مكانا للدعاء من أجل حرية الشعب السوري. والحمد لله، فإن شعب سوريا يستقبل رمضان هذا العام بعد أن تحرر من دكتاتورية بشار الأسد.”
وخصصت الجانب الاکبر من کلمتها لرثاء سيد أحمد غزالي والاشادة بدوره البارز في مواجهة نهج وسياسات النظام الايراني بقولها:” في كل عام، كان يحضر حفل الإفطار معنا شخصية عظيمة وإنسان رفيع المقام؛ أخي المجاهد الكبير سيد أحمد غزالي، رئيس وزراء الجزائر الأسبق، الذي كان رمزا خالدا للتضامن بين شعوب المنطقة وصوتا للأمل والعزم في مواجهة التطرف الديني المدعوم من ملالي طهران.” وأضافت”لقد كان سيد أحمد غزالي وارثا لقيم المجاهدين والثورة الجزائرية، وهو اليوم قد رحل إلى جوار ربه. إنا لله وإنا إليه راجعون.”
وإستذکرت نشاطاته النوعية في خدمة نضال الشعب الايراني والمقاومة الايرانية في مواجهة النظام القائم في إيران:” لن ننسى أنه في إفطار عام 2009، أعلن الفقيد سید أحمد غزالي عن تأسیس اللجنة العربية – الإسلامية للدفاع عن أشرف؛ وهي لجنة ضمت ممثلين من البرلمانات، وحقوقين، وشخصيات دينية وباحثين إسلاميين من الدول العربية والإسلامية، وكذلك من فرنسا.” وأضافت وهي تسلط الاضواء على دوره الإيجابي”ومن خلال هذه اللجنة، قاد الفقيد حملة لا هوادة فيها للدفاع عن حقوق سكان أشرف الذين كانوا آنذاك مهددين بالق*ت*ل والإبادة. كما لعب دورا بارزا في مواجهة القرارات الظالمة التي اتخذتها الحكومات الغربية، والتي أدرجت اسم منظمة مجاهدي خلق الإيرانية على قوائم الار*ها*ب محاولة منها لاسترضاء نظام الملالي.”
ونوهت عن إن غزالي “كان دائما يذكر بطبيعة نظام خميني وخامنئي المعادية للإنسانية، وبكثرة جرائمهم. وفي التجمع السنوي الكبير للمقاومة الإيرانية عام 2010، وجه كلمته لقادة الدول العربية والإسلامية قائلا بحسرة وألم: اعلموا أنه لا يوجد في العالم نظام ق*ت*ل من المسلمين بقدر وحشية النظام الإيراني.”
کما أکدت بأن “أبرز ما تركه الراحل سید أحمد غزالي من فكر ورؤية، هو تلك النظرية الشاملة التي كان يؤمن بها حول مستقبل المجتمعات الإسلامية، والتي لخصها في ضرورة وجود بديل ديمقراطي في مواجهة التطرف الإسلامي المنبثق عن الاستبداد الديني الحاكم في إيران.” و”الاستنتاج الأهم الذي كان يؤكد عليه الراحل سید أحمد غزالي في خطاباته وكتاباته هو: «إيران هي البلد الوحيد في العالم الإسلامي الذي يمتلك قوة ديمقراطية شعبية متجذرة متجسدة في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية». وكان يؤكد قائلا: “أنا على قناعة تامة بأن المثقفين والأحرار والديمقراطيين في الدول العربية والإسلامية يجب أن يتبنوا مبادرة دعم هذه المقاومة ومساندتها، لأنهم بحاجة ماسة لهذا النموذج الفريد في عصرنا”
وإستطردت وهي تتحدث عن مواقف سيد أحمد غزالي الانسانية قائلة: “أما خلاصة وجهة نظر رئيس الوزراء غزالي، التي عبر عنها في تجمع في أشرف 3، تتمثل في هذه الجملات: «ما يتجاوز حدود المقاومة، ويتجاوز حدود التضحيات، ويتجاوز حتى القدرة على النهوض من تحت الركام بعد المجازر والإبادات، هو أن الأشرفيين يجسدون ويثبتون أن المقاومة الإيرانية ليست فقط مقاومة ضد القمع، وليست فقط معركة وبطولة وتضحيات، بل هي أيضا مشروع ثقافي للبناء والحضارة. رجال ونساء أشرف يجسدون هذه السمة المميزة للمقاومة الإيرانية، وهي أن القضية ليست مجرد صراع، بل هي أيضا إعادة بناء وإحياء لحضارة عريقة، هي إحدى جواهر الحضارة الإنسانية، أي الحضارة الإيرانية”
وفي جانب آخر من کلمتها سلطت الاضواء على الاوضاع في إيران: “منذ رمضان الماضي وحتى هذا العام، شهدت المنطقة تغييرات ملحوظة. مع سقوط الدكتاتورية في سوريا، تكبد نظام الملالي أكبر هزيمة له في العقود الأربعة الأخيرة. خصوصا أنه قبل ذلك كان قد فقد هيمنته على لبنان أيضا. مع هذه الأحداث، انهار أحد الأسس الاستراتيجية التي كان يعتمد عليها خامنئي لبقاء نظامه الفاسد، وهو تصدير الحروب والأزمات تحت عنوان تصدير الثورة، مما قرب النظام من السقوط أکثر من السابق.”وأضافت”وفي الوقت ذاته، فإن الاحتجاجات الاجتماعية الشديدة، الاقتصاد المنهار، والعزلة الدولية التي يعاني منها النظام جعلته في حالة محاصرة. وفي خضم هذه التحديات، فإن العامل الأكثر تهديدا لوجود هذا النظام هو البديل الديمقراطي له، إذ إن هذا البديل يحرك الاحتجاجات الاجتماعية الحادة ويقودها نحو إسقاطه. علاوة على ذلك، فإنه يقدم نقيضا قويا لنظامه العقائدي الرجعي، وهو ما یتم التعبیر عن بالإسلام الديمقراطي، الذي يوجه ضرباته إلى الجذور الرجعية المذهبیة تحت غطاء الإسلام.”