هل ستكون الحرب الإ*سر*ائي*لية – الإيرانية سببًا في تغيير خريطة
يتساءل المتابعون للشأن الدولي وأنا واحد منهم : هل ستكون الحرب الدائرة حاليًا بين إس*رائي*ل وإيران سببًا في تغيير خريطة الشرق الأوسط؟
قبل محاولة الإجابة عن هذا السؤال، يبدو من الحكمة التريث قليلًا لتبيّن طبيعة هذه الحرب ولمعرفة هل نحن أمام مواجهة خاطفة ومحدودة ستنتهي خلال أيام؟ أم أننا بصدد حرب شاملة قد تمتد لأسابيع أو حتى لشهور؟
ذلك أن المعطيات السياسية والعسكرية السابقة لدى الطرفين كانت تشير بوضوح إلى حرصهما، رغم العداء المتصاعد، على تجنب اندلاع مواجهة شاملة، نظرًا لتكاليفها الباهظة على الطرفين وعلى مجمل المنطقة.
غير أن الأمر قد تغير اليوم وأصبح الخطر الأكبر، في حال استمرار الحرب وتصاعدها، يكمن في احتمال التدخل المباشر للقوى الكبرى، من قبيل الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا وربما الصين، مما قد يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من النفوذ وإعادة ترتيب الأولويات والمصالح في الشرق الأوسط.
وقد تشهد المرحلة المقبلة تغييرات ملموسة في موازين القوى، أو حتى انهيار بعض الأنظمة، إضافة إلى إعادة رسم خارطة التحالفات، خصوصًا في منطقة الخليج، التي قد تجد نفسها أمام خيارات صعبة بين التدخل المباشر في النزاع أو اتخاذ موقف الحياد.
كما أن خطوط الاصطفاف بين “محور المقاومة” من جهة، و”محور التطبيع” من جهة أخرى، قد تُعاد صياغتها بطريقة أكثر وضوحا وحدة، على ضوء تداعيات هذه الحرب وتوجهات الأطراف الإقليمية والدولية.
وعليه، فإن الحرب الحالية – إذا ما استمرت واتسعت – قد لا تُفضي بالضرورة إلى تغييرات جغرافية ملموسة، لكنها تحمل في طياتها إمكانية إحداث تحولات كبرى في بنية النظام الإقليمي، سواء من حيث التوازنات العسكرية، أو منظومة التحالفات، أو خارطة النفوذ الدولي في المنطقة.
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.