مقالات عامة

نباح الأتباع – خراب للعراق أياد السماوي نموذجا

مهدي أبو النواعير

عاش العراق محن كثيرة, منها ماكان يتعلق بجانب ديني, ومنها ما كان يتعلق بجانب سياسي؛ المحنة الأكبر التي أصابت العراق في عشرات السنوات السابقة هو وجود تعصب واتباع لا عقلاني, من قبل بعض المجموعات أو المؤيدين أو الأتباع, حين يعتقدون أو يؤيدون فكرة ما, أو شخصا ما , فيكونوا مقدسين لهذه الفكرة وهذا الشخص, إلى حد انهم مستعدين لضرب كل متبنياتهم الأخلاقية والاجتماعية والأخلاقية والتربوية .
قبل أيام نشر أحد (الأتباع) وأحد المعتاشين على فتات الطعام, المدعو أياد السماوي, مقالا انتقد فيه التحالف الوطني (ومن طرف خفي انتقد كل الشيعة ومكوناتهم ما عدا سيده وولي نعمته) , فرمى الداعين لمشروع التحالف الوطني في بداية كلامه بأنهم مستق*ت*لين على رئاسة التحالف الوطني,
لست هنا بصدد الدفاع عن طرفٍ ما, فليس هناك طرف معصوم في كل أفعاله, ولا يحق لي ولا يجوز شرعا وعرفا أن أقدس طرفا في كل مواقفه, حتى ما كان فيه نسبة من عدم الصواب؛ ولكنني بصدد أن يكون النقد بناءاً صحيحا موضوعيّاً, لكي لا يتم تضليل العقول, وتحريف الحقائق, واتهام الناس والمكونات والجماعات ظلما وعدونا, من أجل تقديس شخص تسبب بخراب العراق وأعاده إلى الوراء قرون وقرون, واستنفذ كل ثرواته, وتسبب بق*ت*ل الآلاف من أبنائه, كل ذلك لطمع دنيوي, وحبا للكرسي والرئاسة, فتمنى الأولى, وطمع بالثانية, وحَلِمَ بالثالثة, ولكن حلمه خاب, فأوعز لكلابه بالنباح والعويل.
فكرة التحالف الوطني لم يكن يراد منها تزعما وقيادة وحبا بالرياسة كما يريد السماوي ايهام القراء, بل هو فكرة مشروعٍ أريد لها أن تجمع المتناحرين المتخالفين, وتوحد كلمتهم تحت غطاء مؤسسي ودستوري, بدل أن يشط هذا , ويتعادى ذاك؛ أفلا يتفق العقل مع هذا المطلب؟ أفلا يتفق التفكير السليم بحاجتنا لهذا الأمر؟ فلم كل هذا العداء والعويل والصياح؟ فإن كان أساس الفكرة سليم, هل يبرر لنا ذلك أن نحطم ونسقط الآخرين, لأن هذه الفكرة لا تتفق (مثلا) مع توجهات ولي نعمتي التوسعية؟
إن فكرة وجود مؤسسة كبيرة تجتمع وتتوحد بها كلمة أكبر مكون عراقي, لهي فكرة تعتبر من أنضج الأفكار في أدبيات العمل السياسي في الدول المتقدمة الواعية سياسيا, لا أنكر أن هناك الكثير من المشاكل حصلت, على يد هذا الطرف أو ذاك, تدفعهم مصالحهم الآنية, أو يدفعهم عدم نضجهم السياسي والوطني الكافي, ولكنها مشاكل متوقعة, سيتم تصحيح مساراتها عبر الزمن, فكل مشروع اصلاحي أو فكر غريبة عن أدبيات مجتمع ما أو قيادة ما, ستواجه في بداياتها صعوبة ومقاومة, هذه هي سنة الحياة, فهل أن ذلك يبرر لهؤلاء المرتزقة هذا التسقيط والتهويل والانتقاص.
فرق كبير يا سماوي, بين من يكون رئيسا على هرم, وهو يعلم أن له ميقات معلوم سوف تنتهي رئاسته له, فيحترم هذا الميقات, ويطالب بإيجاد البديل بأسرع وقت, لأنه لا يبحث عن الكرسي كما تخيل عقلك المريض؛ وبين من يكون رئيسا لهرم, يسلب الأموال والثروات ليوزعها على محبيه ومرتزقته من أصحاب الأقلام والاعلاميين وبعض شيوخ العشائر المأجورة, ويستق*ت*ل في سبيل الأولى والثانية , ويستعدي كل الكون ورب الكون من أجل الثالثة, فتسيل بسببه الدماء, وتُحتل الأراضي, وتُبدد الأموال والثروات ..
التحالف الوطني فكرة قيادة متطورة, وأي شخصٍ يتصدى لإحياء هذه الفكرة ووضعها في مكانها الصحيح, وتفعيل أدواتها وتفعيل دورها الداخلي (القانوني الدستوري) و تنشيط مكانتها الاقليمية والدولية, يستحق الإشادة والمدح, من أي طرف أو مكون أو حزبٍ كان .
أياد السماوي, رجاءاً, إنبح دفاعا عن ولي نعمتك بعيدا عن العراق, فنحن بحاجة شديدة لمن يجمع الكلمة ويوحد الموقف, كفانا تفرقة .

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!