مقالات

من تراكمات آلامنا في العراق – كاظم فنجان الحمامي

اشعر بحزن عميق كلما اسمعهم يتحدثون بضرس قاطع عن أوهامهم في الصلاح والإصلاح، وعن مسيرتهم السلحفاتية في الدروب المتعثرة . .
يدهشني لهاثهم المحموم نحو تبوأ مراكز الصدارة في الانتخابات القادمة. تصدمني شعاراتهم و وعودهم التي لم يتحقق منها أي شيء حتى الآن، ولن يتحقق منها أي شيء في المستقبل طالما هم بهذا الحال. ذلك لأنهم لم يتعلموا من هزائمهم السابقة، وكانوا مخدوعين بقوتهم المزيفة، وكثرتهم التي بددتها الوقائع والأيام، وبعثرتها الزوابع السلطوية. .
المحزن بالأمر انهم كانوا يديرون مؤسساتنا بلا وعي إداري، وبلا خطة مدروسة، وبلا توصيف وظيفي. يبنون أمجادهم فوق رمال المحاصصة، فتحولت مؤسساتنا إلى دكاكين نفعية، وكازينوهات ترفيهية، و أوكار لإبرام الاتفاقيات التجارية وعقد الصفقات المشبوهة. .
لو كانت لديهم خطوات صادقة نحو التغيير لبادروا بها منذ الآن، ولما تخلفوا دقيقة واحدة عن استثمار الوقت المهدور. .
لا تقاس قيمة السياسي الناجح بما يملكه من مقاعد في البرلمان، ولا بما يملكه من مراكز تنفيذية في رصيده من كعكة المحاصصة، وانما تقاس بما يستطيع التخلي عنه دون ان يفقد توازنه، وهذا ما يطلق عليه البعض (النضج السياسي)، أو (الوعي الوطني). ولكن الطبع يغلب التطبع. قديما قالوا: أبو طبع ما يجوز من طبعه. .فتباً لتلك الأقنعة التي كانت مُقنعة. .
كلمة اخيرة: من اعتز بمنصبه فليتذكر فرعون. ومن اعتز بماله فليتذكر قارون. ومن اعتز بنسبه فليتذكر أبا لهب. إنما العزة لله وحده سبحانه وتعالى. .

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!