مقالات عن مانكيش

منكيش الجمال والعطاء / ألحلقة ألأولى (الموقع والموضع).

الدكتور عبدالله مرقس رابي
منكيش ألجمال والعطاء/ ألحلقة ألأولى (ألموقع والموضع)

خاص/ مانكيش.كوم

بقلم/ألدكتور عبدالله مرقس رابي
أستاذ وباحث أكاديمي
ساقدم لاهالي بلدتنا الجميلة منكيش لمن هم صامدون فيها ولم يرغبوا بمفارقتها ،ولمن هاجرها الى الديار البعيدة جدا عنها لاسباب مختلفة ولكن منكيش بيتهم الازلي الذي لا يفارق ذاكرتهم ابدا .ولعل قد يستفيد بعض من كبار السن والشباب من هذه السلسلة لكي يتم نقلها الى ابنائهم الذين لم يروا بلدتهم ابدا ،حيث ولدوا في بلدان المهجر .وقد يبادر الى الذهن مافائدة من تذكير تراثنا وبالاخص للاجيال اللاحقة والتي ستلد وستاتي الى الحياة في بلدان المهجر ولم يروا بلدتهم ؟ الجواب في كل المقاييس العلمية في العلوم الانسانية هناك تاكيد وقانون علمي بان التذكير بالتراث الاجتماعي دور في التماسك والتضامن الاجتماعيين وثم يساهم مساهمة فعالة ايجابية في التنشئة الاجتماعية للابناء.
الموقعيعد موقع المدينة أو القرية من العوامل المهمة التي تتأثر وتؤثر في المناطق المحيطة بها اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وسكانيا .ومن هنا جاءت اهمية تحديد موقع منكيش لنتعرف الى مدى تاثير هذا الموقع في النشاطات المختلفة والحياة العامة لسكانها عبر الزمن ،فهي تقع في القسم الشمالي من العراق الذي يقطن فيه حاليا الغالبية العظمى من الاكراد الذين نزحوا تدريجيا من مناطق جبلية واقعة خارج حدود بيث نهرين “ميسوبوتيميا ” الشمالية وتقلص عدد سكانها الاصليين عبر القرون لاسباب دينية وسياسية واقتصادية وديموغرافية . ومداريا تقع منكيش عند خطي طول 43,2 شرقا ودائرة عرض 36,5 شمالا . وتقع شمال مدينة دهوك مركز المحافظة على بعد 43 كم ،ويربطهما طريق معبد ،وتبعد عن مدينة الموصل حوالي 120 كم .
منكيش بلدة كلدانية عريقة موغلة بالقدم هي مركز ناحية الدوسكي ،وقد سميت نسبة الى عشائر الدوسكي التي تقطن حولها تبلغ مساحة الناحية454 كم مربع.يحدها من الشمال ناحية الكلي ويفصل بينهما نهر الخابور ،ومن جهة الجنوب يحدها ناحية زاويته،ومن الشرق ناحية سرسنك السياحية، واما من جهة الغرب فيحدها ناحية السليفاني والرزكاري.تأسست الناحية سنة 1920 ،وكانت قرى الدوسكي قبل هذا التاريخ تابعة الى ناحية الداويدية والتي كانت بدورها تابعة لقضاء العمادية ،وبعد ان اسقطت درجة البلدية منها تحولت الى القرية بينما منحت درجة الناحية لمنكيش وتوفر نظام البلدية فيها ،وعليه اسميها دائما بلدة منكيش لانه بحسب النظام العراقي الاداري لتصنيف التجمعات السكانية والتصنيف الاداري في التخطيط الحضري تدخل ضمن التجمعات الحضرية، فهي متجاوزة مرحلة القرية اداريا، بالرغم من ان التقاليد والعادات والقيم هي ريفية أو خليطة بين الريفية والحضرية .بعد استحداث ناحية الدوسكي في العام المذكور اصبحت تابعة لقضاء دهوك،ويتبعها حاليا 58 قرية كردية ،وقرية واحدة اثورية وهي قرية ” كوند كوسا ” الواقعة في اقصى شمالها الغربي ،ومن القرى التابعة لها ايضا “بروشكي وكوفل وبندا ” التي تقع خلف سلسلة التلول الممتدة شمال منكيش ،وفي شرقها تقع ” زيفنكي وزيوكي كندال “و ” مجلمخت ” التي كانت الى امد غير بعيد قرية اثورية ،وجنوبا خلف جبل منكيش ” بيسفكي ” قرية جعفر آغا الذي اشتهر في عصرنا الحالي “وديركجنك وكربل وشاوريكي “وغيرها عشرات القرى. وقد اصبحت منكيش منطقة السوق لسكان هذه القرى ولجأوا اليها العديد منهم في الستينات من القرن الماضي .
يجاور ناحية الدوسكي من الشرق اشهر المناطق السياحية في المحافظة لا بل في العراق كله وهي مصيف سرسنك واشاوا وسولاف واينشكي ،ترتبط بها بطرق معبدة فنية ،الاول يصل منكيش – داويدية –بامرني – ارادن – اينشكي – وسرسنك ،والثاني يمر بالقرى الجنوبية للناحية ويلتقي مع طريق دهوك – عمادية شمال كلي زاويته السياحي ،واما الثالث يمتد من شرق منكيش ويلتقي بطريق دهوك – عمادية عند قرية كفلسن وباكيرات. وبهذا تكتسب منكيش موقعا سياحيا مهما في المنطقة.
الموضعأما موضع منكيش ، فهي تقع في منطقة هضبية يمتاز شمالها بارتفاعه العام مقارنة بجانبها الجنوبي ،فأرضها تنحدر نحو الوادي الذي يمر منه نهر منكيش الموسمي ” النيرة الممتد على طول السلسلة الجبلية ،وتحيط به الكروم من الجنوب والبساتين من الشمال ،ويتخذ الموضع اشكالا متدرجة تنحدر من الشمال نحو الجنوب بحيث يسهل الانتقال من دار الى اخرى عبر السطوح في منكيش القديمة ،ويبدو تدرجها جليا للناظر من جهة الجبل الى البلدة .وتحيط بهاء البساتين المزروعة بالفواكه من كل جهة ،ولكن استغلت في الاونة الاخيرة معظم هذه البساتين للبناء مما يبدو ان هناك سوء للتخطيط الحضري قد يكون ناجما عن امزجة واراء شخصية غير مؤهلة علميا .ويقابلها من الجنوب جبل عرف باسم جبل منكيش وهوامتداد لسلسلة جبال كارة المعروفة . وتنتشر على سفحه بساتين الكروم التي اشتهرت منكيش بها قديما .وتجري في كل منطقة مياه الينابيع الطبيعية والاصطناعية المستحدثة حاليا لحاجة المنطقة اليها لاحتسار الامطار.تجعل هذه الميزات الطبيعية من موضع الذي تقع منكيش عليه حديقة خضراء في معظم ايام السنة ومتنوعة التضاريس مما تضفي اليها جمالا طبيعيا خلابا …

 

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!