آراء متنوعة

مغالطات (سعيد بن جبلي ) والإساءة للذات الإلهية والنبي

د. حيدر علي الاسدي

شاهدت بالمصادفة قبل ساعات من الان عبر اليوتيوب برنامج اسمه (صندوق الإسلام) يقدمه الإعلامي والروائي المصري (حامد عبدالصمد) ويستضيف فيه المغربي (سعيد بن جبلي) وهذا الأخير لا ديني يعمل كما يدعي في مجال (نقد الإسلام) وبصراحة البرنامج قد يكون قديم بعض الشيء الا انه يتضمن أفكار مازالت موجودة عن الاثنين حامد وسعيد وفي البرنامج اساءات كثيرة للذات الإلهية والى شخصية النبي الاكرم محمد (صلوات ربي وسلامه عليه) وكان جزءاً كبيراً من هذا البرنامج يتحدث عن (الصفات الإلهية وشخصية النبي الاكرم) ولكن قبل ان اخوض في الرد على سعيد بن جبلي ومن فمه ادينه فانه منذ بداياته في مرحلة تشكل وعيه في الصبا كان متشككا ومتردداً بقوله هو في البرنامج ذاته (لم يكن مواظباً على الصلاة في بداياته كما قال) في هذه البدايات التي كانت تشكل مرحلة اعتقاداته الدينية ، والامر الاخر انه أورد في احد اشكالاته استخدام النبي الاكرم للغة جسده عندما كان يخطب في المسلمين من اجل بيان (حقيقة الفكرة التي تتعلق بالإله) رغم ان سعيد بن جبلي كان حريصاً في البرنامج هذا ان يظهر بمظهر (الصدق) من خلال (استخدام لغة الجسد) والتي كان حريصاً طيلة الحلقة ان (يتقنع بها) في محاولة لأقناع المشاهد بأفكاره وطروحاته الالحادية المسيئة للذات الإلهية مع ضحكاته الصفراء التي يطلقها بين الفينة والاخرى، اذ ان كل اعتراضات واشكالات سعيد كانت تتمحور حول الفكرة التيمية لتجسيد الالهة (من خلال رواية الشاب الامرد) رب الوهابية والتيمية والتي تسيء الى الذات الإلهية من مصادر وهابية تيمية تعد من اقذر المصادر التي اساءت لصورة الإسلام وصورة الاله ، فالحماقة التي ارتكبها سعيد هو استناده بتشكل رؤاه عن الدين وعن الإسلام من خلال هذه المصادر وراح يسيق الروايات من تلك المصادر عن صورة الالهة وعن صورة النبي الاكرم ، فسعيد لم يكن اميناً بنقل الرؤية التوحيدية الحقيقية عن فكرة الرب ، وسعيد المختل سيكولوجيا باعترافه عن (تخليه عن مشاعره وانسانيته لأجل الله) حسب وصفه ومن ثم تقلبه ما بين الصوفية ومابين (اللاديني) كل هذا يتوضح نفسيا من خلال شخصية مهزوزة متزعزعة ومشككة بكل القيم والتي سيرد نقضها في احاديثه واقواله طيلة المقابلة ، فهو لم يسيء للذات الإلهية وحسب بل اساء للنبي الاكرم عندنا اتهمه بالميول الجنسية (حاشاك يا نبي الرحمة والإنسانية والاخلاق) اذ اتهمه سعيد بن جبلي بالشذوذ مع (دحية الكلبي) ووصف محمد بانه ( متحرر جنسياً) وقال أيضا : (محمد يشبع نزواته الجنسية) وختم اللقاء بعبارة : (محمد كان يعبد الشاب الامرد) هذا الاحمق تغاضى عن جزء مهم من تاريخ النبي الاكرم محمد قبل الإسلام وكيف كان يوصف ( بالصادق الأمين) ويوسم (بالأخلاق الحميدة) قبل وخلال وبعد الإسلام في العرب ، فلم يكن محمداً معروفاً الا بالصدق والأخلاق والأمانة وهذا ما تؤكده المصادر الحقيقية وليس المصادر القذرة التي اتبعها سعيد بن جبلي والتي وقع بفخ زيفها واوهامها واساءتها للذات الإلهية ، فاخذ منها ضالته التي تتناغم من (سيكولوجية انهزامه وتردده الذاتي) ثم يقع هذا التعيس بإشكالية اكبر حينما يورد سخريته باحاديث واوصاف تجسيد الاله فيقع بخلط كبير يدل على جهله وضحالته ، حينما يذهب الى موارد (يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) ( فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ) وغيرها من الاحاديث التي تشير الى القيم الرمزية الاعتبارية ولم تكن تجسم الاله بالتأكيد وهذا فهم مدرسي ضحل من سعيد بن جبلي والذين يرى بنفسه ناقداً للإسلام ، حتى وان وردت احاديث مدسوسة او أحاديث موضوعة او احاديث من قناعات التيمية الوهابية فهذا لا يعني أنها تمثل (الرؤية الحقيقية للإسلام) وهذا جوهر ما أوقعك بالمغالطات والشبهات فصرت تبني قناعاتك واراءك على (فكرة أساس) هي منقوضة بالمرة لأنها بنيت على (باطل) وما بني على باطل فهو باطل لان هذه الأفكار لا تمثل الرؤية الحقيقية للإسلام الاصيل .
كما يستمر بحماقاته وفهمه السطحي بالإشارة الى ان مكان الله في السماء (بالاستناد الى رواية تتضمن إشارة النبي محمد الاكرم الى السماء حين الحديث عن الله) هذه أيضا رمزية وليس (اعتقاد) كما يدعي سعيد بن جبلي الذي يؤكد ان النبي محمد كان لديه قناعات بان الله في السماء (فقط لان سعيد يريد ان يسير بفكرة تجسيم الاله) وهنا يأتي الرد على محورين الأول هو ضعف مصدر الاستدلال بفكرة سعيد وأعني هنا ان هذا الرب المجسم هو رب التيمية الوهابية فكيف لسعيد ان يعممه على العالم اجمع وعموم المسلمين؟! والثاني انك يا سعيد تجهل ابسط القيم اللغوية الاعتبارية والتي تتحدث ببلاغة عالية عن قيمة وفكرة الرب فتذهب للفهم المادي للإشارات والتوصيفات بدلاً من مدلولها البلاغي والرمزي الذي تضمنته اغلب الكتب السماوية ولاسيما القران الكريم الذي نزل على امة البلاغة واللغة ليتناغم مع موضوع العصر لتلك الامة، ولكنك يا سعيد معبئ ومجهز بقناعات الحادية مسبقة لذلك تحاول او توهم المشاهد وخاصة الملحدين بهذه القناعات التي تتحامل على فكرة الرب عند المسلمين والتي تحاول ان (ترسم وتصاغ بصورة أحادية لا يوجد غيرها) لتوحي للأخرين بان هذا هو دين الإسلام وهذا هو ربهم، وهي مغالطة مكشوفة من قبلك فلم تكن موضوعياً ولم تتمتع بأبسط ابجديات البحث العلمي حينما تتطرق لموضوع حساس وجوهري عند العالم اجمع وخاصة المسلمين، كنت باحثاً عن الاستعراض والتفوه والتحذلق ليس الا ، وكأنك تعتقد بانك اتيت بأشياء جديدة يغفل الناس عنها ولكنك وقعت بإشكالات كبرى تمثل ازدراء وإساءة حقيقية للذات المقدسة ولنبي الامة الإسلامية الصادق الأمين الذي بعث ليتمم مكارم الاخلاق ، فتغاضيت بأسلوبك الماكر عن كل القيم التي أوردها الإسلام والقران الكريم وعن فكرة التسامح والسلام والقيمة الإنسانية الكبيرة التي تؤكد رحمة الله وذهبت لوضع صورة مغايرة عن ربنا الاكرم الخالق الاعظم وعن شخصية النبي المختار الذي أشار له كبار الملحدين والغربيين فلاسفة ومفكرين بالعظمة والشخصية المميزة على مدى تاريخ البشرية وليس كما تصفه انت يا سعيد ، فحتماً سيكون النبي الاكرم خصيمك يوم لا ينفع مال ولا بنون.

 

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!