مقالات

محام عراقي مارس المحاماة داخل السجون الامريكية! – وليد

في برنامج جيم سين عبر البودكاست للإعلامي المميز ثائر جياد وبواقع ساعتين و(٣٨) دقيقة ، أطلَّ علينا الزميل المحامي حبيب القريشي احد سجناء القوات الامريكية في العراق عام ٢٠٠٨/ ٢٠٠٩ بتهمة الانتماء الى جيش المهدي.
اُعتقل من مدينة النعمانية في واسط ونُقل الى بغداد وحوكم محاكمة شكلية رصد مخالفاتها كمحام ورفض التوقيع على افادته فيها وبعدها أُخذ الى سجن كروبر في مطار بغداد الدولي.
اهمية اللقاء الذي شاهدته كاملا وانصح المتابعين للواقع الحقوقي والسياسي بمشاهدته ايضا ، انه شهادة تاريخية عن واقع السجون الامريكية في العراق واطلالة مهمة وقراءة تحليلية عن الوضع السياسي وحركات المقاومة وشخوصها آنذاك، لا سيما وانها من قبل محام ممارس لعمل المحاماة امام المحاكم والمؤسسات اضافة الى عمله الثقافي والاجتماعي داخل اروقة التيار الصدري آنذاك.
وممتعة حواراته مع الضابط الامريكي عن عمل المحاماة والقضاء في العراق، بل لم ينقطع عن ممارسة عمل المحاماة حتى داخل سجن كروبر حينما راح يعّلم المعتقلين الذين معه عن حقوقهم اثناء التحقيق واحكام القانون حتى وصل الامر الى المحققين الامريكان وحققوا معه عن ذلك وبذكاء للتخلص من مسؤولية هذا الاتهام اخبرهم انه محام يمارس عمله مقابل اتعاب من طالبي الاستشارة منه داخل السجن عبارة عن الحصول على سكائر منهم!!

وكم هو امر مضحك ومبكي ومتيقن انه اضحك الامريكان على عقولنا وهو يسرد لنا المعارك داخل المعتقل بين المعتقلين انفسهم حول اكل قطعة اللحم التي تأتي مع المرق الى الحد الذي يقوم الذين يرون حرمة اكلها ان يق*ت*لون من يأكلها ويضعون النعال في المرق الذي يحوي قطعة اللحم، وليس هناك مثل يمكن ان يصف خلاف هؤلاء الا عرب وين طنبورة وين!
لا سيما وان كثير من هؤلاء المعتقلين الذين يعرفهم حبيب القريشي والذين كانوا متطرفين جدا في تحريم لحم المرق الامريكي اصبحوا بعد خروجهم من السجن مسؤولين في الدولة وحيتان في الفساد المالي والاداري !
كما ادلى بشهادته عن اساليب التعذيب الجسدي والنفسي داخل السجن كتعرية السجين كاملا ووضعه في مكان بارد ومنع الأكل عنه، وهذه علامة تستحق الوقوف عندها كونها نقطة ضد دولة تدّعي حمل شعار الديمقراطية وحقوق الانسان والمواطنة والقانون!
وما ذكره في سجن كروبر اهون مما لاقاه مع السجناء الاخرين في سجن بوكا !
الطامة الكبرى ان ما لاقاه السجناء من تشدد من معهم داخل السجن وتصرفاتهم واعتداءاتهم اوصلتهم ان يكون كرههم لهؤلاء تجار الدين والتشدد داخل السجن اكثر من كرههم للسجّان الامريكي!
وما لاقاه من تعذيب وابتزاز في المراكز والسجون العراقية بعد ان تم تسليمهم الى الحكومة العراقية اقسى واكثر الما مما كان يعانيه داخل سجن كروبر او بوكا!

بل حتى بعد ان افرج عنه القضاء العراقي لم يسمح له بالخروج الى اهله الا مقابل عشرة الاف دولار امريكي الى السيد الضابط المسؤول عن مكان الحجز المودع فيه!!
كل هذا جعله يخرج من السجن ليس كما دخل اليه ، وله اراء جريئة وجديدة في كل الموضوعات بما فيها الاوضاع القانونية للمعتقلين مهما كانت تهمهم والقضاء على ابتزاز عوائل المعتقلين من قبل كثير من المسؤولين في دوائر الشرطة والسجون الذي عانى منها كثيرا رغم عدم وجود أي تهمة بحقه سوى انتماءه الى مفاصل التيار الصدري آنذاك.
شهادة مهمة اجدها تستحق التوثيق والتفصيل اكثر في كتاب واخبرته بذلك لكونه صديقي وزميلي ووعدنا خيرا لاسيما وانه تأريخ لحقبة مهمة من حقب تاريخ العراق السياسي والديني والحزبي بعد عام ٢٠٠٣ وما رافقها من احداث شائكة ومواقف مهمة واثار خطيرة.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!