آراء متنوعة

لا يمكن الحصول على حقوقنا إلا من خلال أيران.

    لا يمكن الحصول على حقوقنا إلا من خلال أيران.بتاريخ 17-11-2008 كتبت مقال في موقع عينكاوا بعنوان .
( من يطالب بحقوق المسيحيين عليه الذهاب الى طهران _ إنها الباب العالي ). الباب العالي يعني، مقر السلطان العثماني في ( تركيا _ أستنبول ) الذي كان يحكم الأمبراطورية العثمانية المترامية الأطراف ومن ضمنها العراق، وبشكل مطلق لأكثر من أربعمائة عام،أن أيران باتَ واضحآ الآن هي الدولة القوية المسيطرة والتي تمددت على دول  ومساحات شاسعة في منطقة الشرق الأوسط،وتحكم هذه المنطقة بشكل مطلق،إن أهمية الموضوع تملي علينا أن نكتب بصراحة اليوم، ونؤكد على ما ذكرناه في المقالة السابقة التي مضى عليها أكثر من خمسة عشر عامآ،يمكنكم الأطلاع عليها في موقع عينكاوا…ألعريق. كتبت تلك المقالة أستنادآ الى المعطيات التي حَصلتُ عليها في حينها من المصادر الرسمية المُعتمدة ،ومن خلال العلاقات الشخصية مع بعض المسؤولين في الكتل السياسية العراقية المتنفذة، والتي كانت عبارة عن خليط من الأحزاب المتنافرة في الخارج دخلت الى العراق مع قوات التحالف الدولي،ولكن الأيرانيين بذكائهم وعبقريتهم بذلوا جهودآ مضنية لأيجاد تركيبة متجانسة فيما بينهم.وكنت أعرفهم منذ زمن المعارضة العراقية التي عمِلتُ معها في أيران وسوريا ممثلآ لحزب بيت نهرين الديمقراطي في بداية الثمانينات من القرن الماضي.
أن الأوضاع السياسية في العراق أصبحت بشكل رسمي بِيدً الجمهورية الأسلامية الأيرانية، بعد إنسحاب القوات الأمريكية ( التحالف الدولي ) من العراق في نهاية عام 2011 وفق الأتفاقية الموقعة بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية والتي دخلت حيز التنفيذ في كانون الثاني 2009،وأصبحت جميع مؤسسات الدولة وبدون شَكً تحت النفوذ الأيراني وبشكل واضح للجميع ،وكان المرحوم ( الشهيد ) الجنرال قاسم سليماني هو الحاكم المطلق في العراق ودول المنطقة (سوريا،لبنان،اليمن،فلسطين_غ*ز*ة)، وبموافقة وتأييد ودعم الأدارة الأمريكية وبرغبة شديدة من قبل الرئيس الأمريكي آنذاك باراك حسين أوباما، الذي كان متعاطفآ معهم الى حدٍ ما، لكون والده ينتمي الى الطائفة الشيعية الكريمة.
كتبت المقالة قبل إنسحاب قوات التحالف بثلاث سنوات،ومن خلال عملي في الجيش وفي بغداد بالذات منذ بداية عام 2003 _ 2009، كنت مراقب للأحداث ومتفاعل معها،حيث ترسخت لدي القناعة التامة بأن العراق أصبح تحت رعاية ونفوذ أيران بالكامل، وبتأييد شديد من الأحزاب الشيعية والمرجعيات الدينية الشيعية العراقية،وذكرتُ في المقالة السابقة، دعوتي الى النواب ممثلي شعبنا في مجلس النواب الأتحادي كل من السيد يونادم كنا،والسيد أبلحد أفرام ،للذهاب الى طهران للقاء النائب الآشوري في برلمان أيران السيد يونادم بيت كوليان،(وكان بيت كوليان آنذاك رئيس الأتحاد الآشوري العالمي أيضآ)،لمساعدتهم في إجراء مقابلة مع مسؤول مِلَفً العراق في طهران العاصمة،وعرض عليه قضية شعبنا (الكلداني السرياني الآشوري) وما يتعرض له من الإهمال والإقصاء والإضططهاد، ومطالبتهم بمنحنا حقوقنا القومية بكل ما تعني من الشؤون الثقافية والأدارية والسياسية إسوةً بالآخرين من القوميات الأخرى في الوطن،والمطالبة بإستحداث محافظة في سهل نينوى التي  تضم جميع المكونات القومية والدينية مثل اليزيديين،الشبك،المسيحيين،وآخرين من العرب والأكراد،ولكن دعوتي لم تلقَ آذانآ صاغية منهم أو من غيرهم،ولم أجِدً أحدآ عَلقً عليها أو ناقشها، وبعد خمسة عشر عامآ، الآن حان الوقت بعد أقصائنا من المشاركة الفعلية في برلمان أقليم كوردستان، لأن أكرر دعوتي وأناشد المسؤولين من أبناء شعبنا من النواب ورؤساء الأحزاب ورجال الدين المسيحيين،بتشكيل وفدً والذهاب الى طهران قبل فوات الأوان، للمطالبة بحقوقنا القومية المشروعة،وهذا هو خيارنا الوحيد وربما الآخير،لأن الذين بيدهم زمام السلطة في العراق من الشيعة والسنة والأكراد، لا يستطيعون إتخاذ أي قرار أستراتيجي يتعلق بالمكونات، إلا بموافقة الجهات المعنية في أيران،وتأييدآ لذلك نشاهد الآن كيف يتسابقون المسؤولين العراقيين كافةً ومن كل المكونات ومعهم رجال الدين المسلمين، بالذهاب الى أيران لكسب ودهم ورضاهم ،وأن كل من يطمح بمنصب كبير  بدرجة وزير أو نائب أو رئيس مؤسسة في الدولة العراقية، نلا بدً أن يحصل على موافقة أيران من ( الحرس الثوري، أو إطلاعات _المخابرات،أو وزارة الخارجية ) وفقآ للشروط… على أن يلتزم بالأوامر التي تصدر اليه من قبل الجهات المعنية في أيران،هذا هو الواقع الذي نشهدهُ ونعيشهُ ،منذ إنسحاب قوات التحالف من العراق في 2011 والى يومنا هذا،لقد أنبأنا التاريخ وهو أبو العبر ،بأن أمم كثيرة إنقرضت من أوطانها،وأمم أخرى في طريقها الى الأنقراض ،ولكن نحن أمةً حية لنا تاريخ عريق وحضارة لا تزال قائمة وشامخَة، وشعبنا منتشر في أهم الدول في العالم،وتجاربنا خلال التاريخ المعاصر، تؤكدُ زخم التحديات التي واجهها آبائنا وأجدادنا في العراق والمنطقة منذ الحرب العالمية الأولى ( سَفَرً بُلك ..وهي كلمة تركية تعني التعبئة العامة،أو النفير العام)، والى يومنا هذا، ولا نزال نواجه نحن أحفادهم تلك التحديات والمصاعب ونعمل بكل إخلاص وتفاني من أجل قضيتنا في سبيل الحفاظ على شعبنا في وطننا الأصلي بلاد ما بين النهرين،وهذا هو إيماننا الذي لا نحيد عنه قيد أنملة بإزاء قضية شعبنا المسيحي من ( الكلدان السريان الآشوريين) في وطننا العراق الحبيب.
       داود برنو
     
         

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!