مقالات

لا احد يسمعك في الربع الخالي – كاظم فنجان الحمامي

مشكلتنا في العراق اننا مهما أعددنا من دراسات تطويرية أو نهضوية أو تصحيحية، لا احد يقرأها، وربما تأخذ طريقها إلى سلة المهملات أو إلى ماكينات الإتلاف والتقطيع أو إلى المحرقة، لذا تجد معظم أساتذة الجامعات يؤثرون الصمت بعدما ادركوا ان الجهات التنفيذية ترفض التعامل معهم. وبالتالي فان صمتهم لا يعني قبولهم بالأمر الواقع، وانما يعني انهم تعبوا من التفسير لأناس لا تفهم. .
ومهما قدمنا من مقترحات للوزراء والمدراء ورؤساء الهيئات فإنهم يحولونها إلى مادة للسخرية والتندر، فيضحكون علينا في مجالسهم وفي لقاءاتهم اليومية. .
حتى البرلمان الذي أنيطت به المهمات التشريعية والرقابية صار من المؤسسات الدستورية الخاملة أو المعطلة، وفشل معظم الأعضاء في النهوض بأبسط الواجبات، باستثناء بعض البرلمانيين الذين انفردوا بتسليط الأضواء على العقود المشبوهة والصفقات المريبة، ثم بُحت اصواتهم بعدما ادركوا انهم يعترضون وحدهم خلف كثبان الربع الخالي، فالوزارات وتشكيلاتها لها إذن من طين وأذن من عجين. .
أما نحن اصحاب الاقلام الحرة والآراء الوطنية الصادقة فغير مرحب بنا في هذا السيرك السياسي. لكنهم ظلوا يرصدون تحركاتنا ويتابعون كتاباتنا ويشتموننا في السر والعلن، واحيانا يلفقون لنا الاتهامات، ويتهجمون علينا في حملاتهم التسقيطية وجيوشهم الإلكترونية. .
فالحريات التعبيرية ليست سوى اوهام يبيعها المتنفذون ويضعونها في دكاكين الاستهلاك المحلي، فمتى ما تساوى الجميع في الوزن والحجم والزخم والقوة حينئذ يمكننا الحديث عن خطوات الإصلاح، ولكن حين يحمل احدهم مسدسا كاتما للصوت، ويسحلك آخرون إلى أوكارهم المظلمة، ثم ينهالون عليك بالضرب المبرح. يحلقون شعرك. يشوهون وجهك. يبصقون عليك، فإن العدل في تلك الغابات ليس سوى وهم من الأوهام. .
نحن (وبكل صراحة) امة تمشي إلى الأمام ورأسها إلى الخلف. . من الصعب ان نطالب بالإصلاح ونحن خارج السرب. .
أقولها وبكل جرأة: انهم لا يعرفون الطريق الصحيح إلى الإصلاح، وليست لديهم بوصلة ترشدهم وتصحح مساراتهم المتعثرة. .
من ثقافة الشعوب: عندما ذهب جون لينون إلى المدرسة. سألوه: ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر ؟. فقال: أريد أن أصبح مواطناً سعيدا. فقالوا له: أنت لم تفهم السؤال. فقال لهم: انتم لم تفهموا الوطنية بعد. .

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!