آراء متنوعة

عندما تكون المعارضة حبٌّ للوطن.

إبراهيم المحجوب

ليس عندما تكون معارضا للحكومات والانظمة الاستبداديّة انك قد تكون تكره وطنك بل العكس هو الصحيح لأنك تحب ان تراه دوما خاليا من التلوث البشري المصطنع وما يرافقه من نفاق وكذب وخديعة ومداهنات..

نعم انه عالمنا اليوم يحكم علينا وفق ارادات السياسيين الخاطئة ونظرتهم الفوقية المتمثلة بسوقيتهم الاخلاقية.. فاي فئة من المجتمع هؤلاء الذين يتفاخرون بملذاتهم الخاصة من مذلة وجوع الفقراء واي مجتمع هذا الذي لا يقبل ان نكون معارضين فيه لأفكار طائفية وجيوب لصوص لاتمتلىء وحفنة من المطبلين والمداهنين..
اين تاريخك يابلدي العتيد.. هل غربت عنك الشمس بعيدا وهل اصبح خراج الغيمة في جيوب اعدائك…
وهل اصبحت وطنٌّ عديم الفائدة يحكمه اللصوص والفاشينستات والبلوكرات واشباه الرجال…
يا اسفاه على مرابط الخيول ومجالس الفرسان..
وا اسفاه ومكانتهم الان بيد الخنينة والسفيهة وعديمة الاخلاق….
لماذا تزيدني ياوطني احزانا فوق احزاني ولماذا تريدني ان ابكي على جراحك وانا مثقلا بجراح تؤلمني كلما نظرت الى خارطتك الخمسينية…
اتركني ان اكون معارضاً بقلمي حتى افرغ كل افكاري ومايدور في ذاكرتي وكأنها قصة من عالم افتراضي رسمها لي جهاز الحاسوب فانا لا اقبل العويل والصراخ لانني اريد تصحيح الافكار وليس هدم الاعمار….
لاتسألني عن الاخلاق والقيم لانني لا اريد سؤالك عن الحاضر والمستقبل فانا كفيف الماضي ومنطوي الحاضر ولا اعترف بقارئة الفنجان والابراج وعالم السحر والشعوذة وقراءة المستقبل وتقديم الافضل مقابل حفنة من الدنانير…
فصناعة المستقبل تبنى على الحاضر والحاضر لايبنيه ملاهي الراقصات وملذات ابناء السراق وحاشية السلطان…
تبا لك ماذا تريد مني هل تريدني ان ابقى اضحوكة بين يديك وافعل كل ما تشتهيه نفسك المريضة من سفك للدماء وق*ت*ل النفس التي حرم الله ق*ت*لها بالحق..
نعم ياوطني انا معارضا بقلمي وكل ما اريد كتابته هو واضحا كوضوح الشمس فانا لا اريد ان يعرف الناس من اين جُمعت اموال السراق وقوة نفوذهم لانهم محميين وفق القوانين واعراف من على شاكلتهم. اما انا مواطن بسيط يعتبرونني اضعف حلقة بينهم ولكنهم ورغم قوتهم المفرطة الا انهم يخافونك ياقلمي ويقرأون كل الكلمات والحروف وترتيب الاسطر..
انني اعرف ان معنى الحرية تكتبه الاقلام فتهتز عروش الطغاة وتعود لي وطنا كريما لا اخاف العيش فيك.. متى اراك ياوطني خاليا من الطواغيت واللصوص والمنافقين وعبيد السلاطين… ومتى… ومتى… ومتى؟؟؟؟؟؟؟
عبارات كنا نرددها في مراحل الدراسة الابتدائية. يهزنا معها المشاعر والح*ما*س ونصدق كل كذبة صنعتها لنا الحكومات لانهم تعودوا علينا ان نكون شعوباً خرساء. عمياء. طرشاء.. ولاتعرف سوى التهليل والتصفيق ولايعنيها واقعها المتردي بشيء لا من قريب او بعيد…

 

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!