آراء متنوعة

قمة بغداد… انتصر العرب وربح العراق وخسر السفهاء

اللواء الركن ضرغام زهير الخفاجي
كاتب وباحث في قضايا الأمن الإقليمي
خبير في شؤون الدفاع والعلاقات الدولية

في مشهد مهيب يُسجل في سفر الشعب العراقي انعقدت قمة بغداد رغم أنف المشككين ورغم صراخ السفهاء والحاقدين الذين حاولوا عبثًا وأد اللحظة قبل ولادتها. لم تثنِ الدولة العراقية عن عزيمتها ولا التصريحات المتهورة من بعض النواب الفاشلين ولا أصوات “الزبابيك” و”المطبلين” من أشباه الإعلاميين. الذين حاولوا أن يشوّهوا صورة العراق و أن يصوروه عاجزًا معزولًا تبعياً ذليل … لكنهم فشلوا وخسئوا وفاز العراق.
فقمة بغداد تمثل العراق العظيم بمجده وحضاراته وشعبه العظيم وتاريخه ولا تمثل حكومة أو أشخاص بعينهم.

*وبقي العراق شامخًا عظيماً.

حيث تحركت الدولة العراقية بهمة العراقيين الشرفاء وبكافة أجهزتها ومؤسساتها وعملت بصمت وكفاءة ليلا ونهار لتخرج القمة بأبهى حُلّة وتُعيد للعراق بريقه الذي حاول البعض طمسه وتلويثه بشعارات تبعية مستعارة … واثبت الشرفاء من الاصلاء أن بغداد عظيمة لا تنكسر.

ورغم تواضع الحضور يبقى حضور أمير قطر ورئيس مصر و وزير سوريا له أثر .

*أمير قطر حضر… فكانت الرسالة مدوّية!

*رئيس مصر في بغداد… صدى الكرامة والمكانة
مصر التي تحمل عبء الأمة العربية والتي تثقلها الأزمات حضرت بثقلها وقيادتها لتقول للعراق: نحن معكم.

من موقفها الصلب مع غ*ز*ة ورفض تهجير أهلها إلى دورها المحوري في لمّ شمل العرب حضور الرئيس السيسي كان تثبيتًا للعلاقات التاريخية وتأكيدًا على أن العراق ليس هامشًا… بل مركز القرار العربي وان مصر لان تترك العراق بيد الغربان.

*أما سوريا… فقد قالت “أنا هنا”

رغم كل محاولات التشويه والتهميش والتشويش جاءت دمشق إلى بغداد محمّلة برسائل لا تحملها إلا الأوطان الجريحة الصلبة.
عادت سوريا إلى بيتها وعاد العراق ليفتح ذراعيه كما فعل من قبل في 1968 و1973 حين امتزج الدم العراقي بالسوري دفاعًا عن العروبة.
العلاقة السورية العراقية ليست طارئة بل راسخة في القلب والدم.

*قمة بغداد لم تكن مجرد قمة… بل رسالة سياسية!

الرسالة الأولى: عاد العراق إلى الحضن العربي رغم أنف المشككين والعابثين عاد بثقة القائد لا بتوسل الغائب.
• الرسالة الثانية: عراق ما بعد القمة ليس كما قبلها… عراق يستعيد دوره ويكتب فصلاً جديدًا في تاريخه.
• الرسالة الثالثة: هذه المرة لن يترك العرب العراق وحيدًا… فمصير المنطقة يرتبط بقوته ووحدته.
• الرسالة الرابعة: لا طريق أمام العراق إلا العروبة ولا مستقبل إلا بالاندماج في مشروع عربي مشترك يرسم ملامح شرق أوسط جديد.
• الرسالة الخامسة: لا مجال للعراق البقاء في دائرة المحور او العودة إلى الوراء وعليه أن يكون جزء من خارطة الطريق التي رسمت بأيدي عربية.

*قمة بغداد لم تكن مجرد قمة… بل إعلان ولادة جديدة للعراق!

أعاد رسم المشهد العربي… أعاد الثقة بالعراق وأعاد الإيمان بأن العرب – رغم كل ما مرّ بهم – ما زالوا قادرين على النهوض.
هذه القمة انتصار لكل عربي شريف…
وربح عظيم للشعب العراقي العظيم الذي رفض أن يكون تابعًا ذليلا أو بلد منسيًا.
أما الخاسرون؟ فهم كل من أرادوا عزل العراق… كل من راهنوا على انهياره… كل من يتغذون على الفتنة والفساد والتفريق.
بغداد اليوم تقولها بصوت عالٍ: العراق عربي… وسيبقى عربيًا مهما علا نباح السفهاء.

 

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!