مقالات

السيارات الهجينة الكهربائية في العراق: ميزاتها، تحدياتها، وآفاق المستقبل

في ظل التحديات البيئية والاقتصادية التي يواجهه العراق، بدأت السيارات الهجينة (الهيبرد) الكهربائية تَجد طريقها إلى الأسواق المحلية كبديل واعد يُوازن بين الكفاءة والاستدامة… ؛ اذ تُعد هذه السيارات مزيجًا بين محرك احتراق داخلي تقليدي ومحرك كهربائي، مما يمنحها ميزات فريدة، وبسبب الاعلانات التجارية التي تؤكد متانة السيارات الكهربائية وبكونها صديقة للبيئة واقتصادية ؛ لأنها تعتمد على الطاقة الكهربائية مما يوفر الوقت والمال للمستهلك , ازدادت رغبة المواطنين بشراء سيارات (الهيبرد) على امل تقليل المصاريف واختصار الوقت … ؛  الا ان المواطنين والمستهلكين في العراق صدموا بتلك السيارات ؛  لأنها لا تخلو من عيوب، خاصة في البيئة العراقية .

فيما يلي تحليل مُفصل لإيجابياتها وسلبياتها :

الميزات الرئيسية  :

1.ترشيد استهلاك الوقود:   تتميز السيارات الهجينة بتقنية تسمح بتحويل الطاقة الحركية إلى كهرباء مخزنة في البطاريات أثناء الكبح أو التباطؤ، مما يقلل الاعتماد على الوقود بنسبة تصل إلى 30-40% مقارنة بالسيارات التقليدية… ؛  في بلد يعاني من أزمات وقود متكررة، اذ يُمكن لهذه الميزة أن تُخفف العبء على المالكين والمستهلكين العراقيين , وادعى احد المواطنين انه قام بتعبئة الوقود ( البنزين المحسن )  لسيارته الكهربائية لمرة واحدة  وطوال شهر كامل  .

2.تقليل الانبعاثات الضارة:  تُساهم هذه السيارات في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والغازات السامة، مما يُحسن جودة الهواء في المدن العراقية المزدحمة، مثل بغداد والبصرة، والتي تُصنف بين أكثر المدن تلوثًا عالميًا.

3.الدعم الحكومي المقدم للمواطن : مع اتجاه عالمي لفرض ضرائب على المركبات الملوثة… ؛ قد تُقدمت الحكومة العراقية  بخطوة ايجابية تصب في هذا الجانب : اذ قامت بإعفاءات جمركية و حوافز ضريبية لشراء السيارات الهجينة، كما هو الحل في دول عربية كالأردن والإمارات.   

4.التكنولوجيا المتطورة:  تأتي هذه السيارات بأنظمة ذكية مثل شاشات التحكم التفاعلية، وأنظمة السلامة المتكاملة، وتجربة قيادة أكثر هدوءًا بفضل الاعتماد الجزئي على المحرك الكهربائي. 

التحديات والعيوب   :

1.التكلفة المرتفعة: يظل سعر شراء السيارات الهجينة أعلى بنسبة 20-30% من نظيرتها التقليدية، مما يُحد من انتشارها في سوق يهتم بأسعار الشراء المنخفضة، خاصة مع عدم وجود خطط تمويل مرنة من البنوك العراقية.

2.نقص البنية التحتية :  يعاني العراق من شح محطات الشحن الكهربائي، كما أن انقطاع الكهرباء المتكرر يُصعب شحن البطاريات في المنازل…؛ وهذا  الوضع يجعل الاعتماد الكامل على الجانب الكهربائي تحديًا عمليًا.

3.صعوبة الصيانة:  ندرة الورش المتخصصة في صيانة المحركات الهجينة يرفع تكاليف الإصلاح، ويُطيل فترة الانتظار للحصول على قطع الغيار المستوردة، مما يزيد إحباط المالكين… ؛ اذ لا يوجد في بغداد اية شركات متخصصة بتصليح السيارات الكهربائية , وعدد المختصين والفنيين والمهندسين الكهربائيين الذين يتقنون تصليح السيارات (الهيبرد)  لا يتجاوز عددهم اصابع اليد واغلبهم في جانب الكرخ , واسعار التصليح مرتفعة جدا , وتضاهي اسعار تصليح السيارات الحديثة باهظة الثمن ك ( الجكسارة والتاهو والمرسيدس ) احيانا .  

4.ندرة الادوات الاحتياطية وارتفاع اسعارها : لا تتوفر ادوات احتياطية لأغلب سيارات  (الهيبرد )  وان توفرت فهي غير اصلية ( تقليد ) ولا يوجد اي ضمان فيها , واسعارها مرتفعة جدا مقارنة بالأدوات الاحتياطية للسيارات العادية , ويتم احتكارها من قبل البعض في منطقة  الكرادة  والطالبية وغيرها , واليكم مثالا واحدا : فقد اشترى احدهم   سيارة ( النترا هايبرد )  موديل 2023 , وفي الامطار الاخيرة عطلت السيارة بسبب وصول الماء الى (طرمبه الكير والفيشه )  , بَعْدَ الَّلتَيَّا وَالَّتِي , والعناء والبحث الطويل  ؛ استطاع الحصول على (طرمبه كير )  مستعملة بسعر 500 دولار مع اجور (الفيتر ) او الكهربائي , وعند شدها , تبين انها لا تعمل … , وعندما اراد  شراء واحدة اخرى جديدة ,  وجدها موجودة  لدى شخص واحد يمتلك وكالة في الكرادة وقد احتكر اغلب ادواتها  , اذ عرضها بسعر 750 دولار ومع هذا السعر الباهض هي تقليد وغير اصلية ولا يوجد ضمان فيها بحجة انها كهربائية , يعني اذا خرجت من المحل ولم تعمل تلك الحاجة الكهربائية فهو غير ملزم بإرجاعها واموالك تذهب سدى , مما اضطره للتوصية عليها من الاردن وسعرها مع النقل ايضا مكلف وباهض الثمن .

  1. الاعطال المصنعية : البعض من هذه السيارات الكهربائية تأتي بعطل مصنعي مثل سيارة ( التنرا الهايبرد 23 ) فعيبها الدائم في البطارية اذ تستهلك البطارية بصورة ملفتة للنظر علما ان سعرها 600 دولار , واذا اردت شراء واحدة تصنيع محلي تقليد ب 100 دولار ولا ضمان فيها وفي كل الحالات تسهلك  البطارية خلال اقل السنة وهذا عمرها الافتراضي وقد تستهلك خلال 3 اشهر , والمشكلة انها موجودة ضمن منظومة كاملة وليست كبطارية السيارة العادية معزولة عن بقية المحرك والاجزاء …؛ وعليه هذه السيارة لا تناسب محدودي الدخل ولا تصلح لأجواء العراق وبناه التحتية المتهالكة .

6 0 تأثير المناخ العراقي عليها : قد تؤدي درجات الحرارة العالية في العراق (التي تتجاوز 50°مئوية صيفًا) إلى تقليل كفاءة البطاريات الهجينة وعمرها الافتراضي، وفقًا لدراسات أجرتها شركات مثل “تويوتا” على سياراتها في المناخات الصحراوية , وقد تتأثر كفاءة الادوات والاجزاء الكهربائية للسيارة بالأجواء والرياح المحملة بالرمال والاتربة ؛ اما في حال هطول الامطار الغزيرة وفيضان الشوارع فأنها تتعطل بصورة مباشرة وسريعة هذا بخصوص السيارات الهجينة , واما بخصوص السيارات الكهربائية والتي تعتمد على الطاقة الكهربائية فقط , فأنها تصبح خطرة نتيجة سريان التيار الكهربائي فيها مما يعرض السائق والملامس لها للخطر في بعض الاحيان .

خلاصة وتوصيات  :

رغم أن السيارات الهجينة تُقدم حلاً جزئيًا لأزمتي الوقود والتلوث في العراق، إلا أن انتشارها الواسع يتطلب تحسين البنية التحتية وتقديم دعم حكومي ملموس وعلى مختلف الاصعدة فيما يخص هذا الملف الحيوي ,  كما يُنصح المستهلكون باختيار طرازات ذات بطاريات مُصممة لتحمل الحرارة، والاستفادة من الضمانات الطويلة التي تقدمها بعض الشركات… ؛ و في النهاية، قد تكون هذه السيارات جسرًا نحو تبني السيارات الكهربائية بالكامل حين تنضج الظروف المحلية. 

 

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!