الحوار الهاديء

سأصوم في الرمضان القادم ! 

اليوم استراحة مقاتل مهزوم ! لا سياسة ولا بطيخ مخطط ! 

بالمناسبة نحن المواطنون المستقلون من احقر الناس على وجه الأرض ! لا احد يرغب في التعامل معنا ! لا عند السياسي مرغوبين ولا عند رجال الأعمال مطلوبين وعند رجال الدين مكروهون . وزيادة في التكريم لا حتى عند العوائل الاجتماعية مح*بو-بون ! الكل يرفس فينا وحسب زاويته المجعوصة ! 

حصلت على وظيفة عامل في احد المعامل في المدينة التي أنا مقبور فيها ! وهذا الكلام قبل شهر من اليوم تماماً . المعمل يترأسه شخص طويل ومبروم القامة . قالوا عنه في اليوم الأول بأنه بخيل لدرجة كبيرة . وأنا اكثر الناس الذين أهابهم هُم البخلاء وطويلي القامة . 

يعمل في المخزن خمسة عمال . اثنان منهم أهل البلد وواحد شاب إفغاني ( تحدثتُ عنه في الحلقة السابقة ) وآخر شاب مغربي والخامس عامل عراقي . هذا كان هادىء وطيب الأخلاق  ولهذا سيكون خارج حلبتنا لهذا اليوم . 

بدأت ولحسن حظي في فترة شهر رمضان الكريم ( أموت واعرف ليش كريم ) ! الإثنان من أهل البلد يأكلان في الاستراحة لحم الخنزير وبطريقة شهية ! والإثنان المسلمين صائمين ولكنهم ينظرون إلى آكلي لحم الخنزير بحنية ومحبة . وأنا ترددتُ في البداية ولكنني يجب أن أتغذى شيء ، فأخرجت علبتي وقبل أن أقول بسم الله تفاجأت من الأوروبين بسؤال مفاجأ ! ألست صائماً ! ألا تتبع الرمضان ! وكإن الرمضان هو الذي خلفهم وبنى لهم دولتهم ! فرديت بخجل ورأسي على الحذاء بأنني لست صائماً ، ترددت ولكن بعد برهة قلت بأنني لست مسلماً ! لم اتجرأ أن أقول بأنني مسيحي الديانة . 

صادقاً ومنذ اللحظة الأولى بدأ الكره لي بطريقة غريبة عجيبة . ادركتُ بأن فرصتي في البقاء هنا ضئيلة جداً ! الأوروبيان يمازحان ويضحكنا مع المسلمين بطريقة ولا اود منها ، وعندما يقابلونني وكأن بوتين ظهر في وجههما . حاولت وجاهتُ ولكن دونة منفعة ! 

أما الآخرين المسلمين فالموضوع لا يحتاج للشرح او القول ! حاولتُ مع الشاب الأفغاني عسى ولعله ولكنه كان احقر مما توقعته ! حتى تحية الصباح منعها عني ! تذكرتُ الشعب الأفغاني والحجاب والنقاب والار*ها*ب فأدكرتُ العلة . أما المغربي ، هذولة معروفين في طباع الدين والمذهب فلا داع للحديث عنهم ! حاولت وجاهتُ ولكن كانت الطعنات تأتيني في كل دقيقة ومن كل صوب وحدب ! 

في تمام نهاية الشهر ولم أتحمل إهانة وحقارة احد الأوروبيين فقمتُ بالرد عليه وبالطريق

 العراقية ، واخذتُ إستراحة لليوم الذي بعد المجادلة للراحة والتفكير قليلاً . وماهي إلا ساعات وصلني إميل من المدير بأنني مفصول لأسباب اخلاقة غير حميدة . طردوني في اقل من شهر ! أخلاقي لم تكن أخلاق إسلامية وتصرفاتي لم تكن رمضانية ! 

صادقاً هذا هو الحال ! فنحن الغير المسلمين القادمين من الشرق مكروهين للأوروبيين بشكل كبير . ولهذا عندما ينكح بناتهم مسلم يكون يوم النصر عندهم ، بينما إذا نكحها مسيحي ( حتى لو بالغلط ) يكون يوم اسود لهم . يتذكرون الجمعه الحزينة ! وهذا الذي يجري في أوروبا ولسنوات طويلة . فطرد المسيحي كَنَكح بنت أوروبية ، بينما طرد مسلم كالإفطار العلني في الشهر الكريم ! 

بينما المسلمين في أوروبا لا ينفرون من الأوروبي عندما يلتهم هامبرغر الخنزير ولا يتدمرون من لحسه لقنينة الفودكا او الواين ولكنهم يحتقرن ويسدرون الشرقي او المسيحي العربي عندما يلتهم لفه فلافل بخوخ في الرمضان الكريم ! هذه الظاهرة لاحظتها منذ سنوات . فالمسلم يحتقر المسيحي الشرقي إن فطر في الرمضان ولكنهم يتلوگون للأوروبي عندما يبلع رأس خنزير في كل وجبه رمضانية . يعتبرون الشرقي الغير الصائم من الكُفار بينما الأوروبي من أهل القريش والذين تابوا وأضحوا من اصحاب الرسول . لهذا نجد هذا التلاحم بين الجانبين ! وهذا هو سبب تحول الغرب إلى بلاد مسلمة رويداً رويداً ! سوف يأتي اليوم الذي سيصوم فيه الأوروبي شهر مضان وبشدة اكبر بكثير من المسلم ( راح إتشوفون ) . 

الجانبين لم يهضمونني وإحتقروني واجتمعوا لطردي وهذا الذي حصل ! أنا إنطردتُ كالكلب المذعور وتزاوجا الأوروبيين مع المسلمين . تأملت كثيراً في الحل للقادم من الأيام . وصلت إلى نتيجة مهمة جداً . 

وهي إنني لو حصلتُ على فرصة أخرى في مكان آخر فسأكون اكثر المتشددين في شهر رمضان القادم . 

إي صادقاً ، سأصوم شهر رمضان القادم  وكإنني إبن مسيلمة الكذاب وحفيد بن تيمية . 

لايوجد غير طريقة للحصول والبقاء في وظيفة قادمة . اللعنة عليكم وعلى أخلاقكم وتفكيركم وكل مَن قال بأن السياسة الغربية صادقة ! وأكثر من هذا على عقول الشعوب الغربية التافهه ! وحتى على الإنسانية التي يتحدثون عنها ! سأبدأ من اليوم للعد التنازلي لقدوم شهر رمضان الكريم القادم ! حتى سأقوم بپروفات للصوم والإفطار حتى اجيد اللعبة بشكل جيد . وإسمي سيكون حمزة إبن الحُسين ! والله فكرة . منذ عقود وأنا اكرر بأن العالم كله قواد ! ويوم بعد يوم يزداد اليقين  عندي ! 

نيسان سمو 19/04/2025

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!