مقالات

ديمقراطية الاعلام

من الصعب تفسير معنى الديمقراطية في زمن تضج المجتمعات العالمية بها وبشكل مفرط تحركها ايادي خفيه، الا ان المفكر اليوناني القديم اطلق عليها “حكم الشعب” ، وبمفهومنا العام نفسرها بانها الحرية والمساواة والتعبير عن الرأي والدفاع عن أي تصرف يصدر من إنسان يعتقد انه ظٌلم او سُلب حق من حقوقه.
وتقاس درجة الديمقراطية على ضوء اتاحتها في جميع المفاصل من قبل السلطات الحاكمة للشعوب.
اما في عالم الاعلام وتفرعاته مع السرعة التي تشهدها الساحة، خصوصا التطور الهائل في السوشال ميديا الذي لا يفرق بين العالم والجاهل، فعلينا المراجعة كي نفهم ونعي معنى الديمقراطية في الاعلام وعدم إطلاق العبارات الرنانة بقضايا حساسة وحرجة، فعندما تشاهد التلفاز مع عائلتك ويردك سؤال مفاجئ من احد الأبناء (بابا ليش هذا المذيع قال هكذا ولم يقل كذا) هنا يجب ان نقف لنراجع اعلام عمره اكثر من عشرين سنة بعد عام التغيير ٢٠٠٣ والذي اقترن بديمقراطية العراق الفتية، لأنه اصبح عبارة عن صراعات موجهة بين أناس شغلهم الشاغل زعزعة المتلقي دون ادارك باستخدام عبارة متلازمة (خلي يسمع الشعب) راكبين موجة الحرية والانفتاح واللعب على وتر حاجة الشعب لأبسط احتياجاته والتي تكون في الوقت نفسه عند بلدان اخرى تصنف على انها حقوق، لذا نحن بحاجة لتفعيل ميثاق الشرف الإعلامي وتحكيم الضمير الإنساني لان هناك ملايين البشر تراقب وترصد ادق التفاصيل من الجملة الى المفردة الى الحرف، بل حتى على مستوى لغة الجسد.
لست مع سياسة تكميم الافواه لكن لنبتعد عن الاعلام الموجه ولنرتقي بإعلام حر يكون به فعلا الحكم للشعب، وتناولها الفيلسوف نيتشه حين قال (ان الديمقراطية معناها انجراف، معناها ان يسمح لكل جزء في الانسان في الانطلاق بالمسرات والرغبات ، معناها انحلال التماسك وتبادل التعاون وتتويج الفوضى والحرية ومعناها عبادة أوساط الناس ومقت التفوق والنبوغ ، ومعناها استحالة ظهور الرجال العظماء، اذ كيف يمكن لأعاظم الرجال الإذعان الى غش واكاذيب الانتخابات).
فلنراجع انفسنا اولا قبل ان ندعي معرفتنا بالإعلام كوننا في زمن كل شيء فيه يمرر بحجة الديمقراطية

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!