دعمهم
دعمهم
سمير عطا الله
استنكرت إيران «النزعة العنصرية» في إدارة دونالد ترمب، الذي منع مواطني 12 دولة، بينها إيران، من السفر إلى الولايات المتحدة. لا جدال في ذلك؛ أي في النزعة العنصرية. لكن السؤال: لماذا يريد الإيرانيون السفر إلى بلاد محور الشر و«الشيطان الأكبر»؟
أليس غريباً أن يعبّر الإيرانيون عن رغبتهم في الهجرة إلى ديار «الشيطان الأكبر»، بهذا الإلحاح، وأن يستنكروا بهذه الشدة عدم تلبية رغبتهم؟ أليس فاضحاً أن يكون مدى هذه الرغبة عميقاً ومهماً إلى هذه الدرجة، في بلد يقاتل أميركا في حروب بلا نهاية، مباشرة أو بالواسطة؟
مضحك أن يكون العداء مع أميركا نوعاً من طلب القرب. وما دامت كل المسألة تهدف إلى إقناع أميركا بالتفاوض، فلماذا كل هذه الحروب وهذه الجبهات، وخصوصاً هذه الخسائر؟
الفرق بين عنصرية ترمب وعنصرية سواه، أنها معلنة وصاخبة وبلا أي ضابط. لكن البيان الإيراني تجاوز كل السوابق الماضية، كاشفاً في خضم التلاطم والمبادرات، أن هناك دائماً في أهداف الصراع جزءاً من المصالحة. وهذا الجزء يمنح «الشيطان الأكبر» الفرصة لوزن الخيارات ما دامت قائمة.
كيف ستكون العلاقة بين الثورة الإسلامية و«الشيطان الأكبر» إذا نجحت مفاوضات التخصيب؟ وأي أبواب ستدق على هذه الخريطة الكثيرة المتغيرات، والتي أهمها وضع إيران الاستراتيجي والسياسي، ومستقبل الانفتاح والتوتر في المنطقة برمتها؟ هناك أربعة ملايين مهاجر إيراني أكثرهم في أميركا الشمالية. وقد وصل عدد كبير من هؤلاء إلى اليابان التي ليست بلاد هجرة. وليس من مصلحة طهران فتح أبواب الهجرة أمام مواطنيها الحالمين بذلك.
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.