مقالات دينية

دروس وعِبَر من التاريخ

الكاتب: مشرف المنتدى الديني

 

دروس وعبر من التاريخ

 

قصة بين الخليفة المتوكل وبين طبيبه المسيحي حنيين بن أسحاق

القصة تقول: ان الخليفة المتوكل طلب من طبيبه، حنين بن أسحاق ، انه بحاجة الى دواء يريد به ق*ت*ل عدوّ له ، قال له حنين:

 “يا أمير المؤمنين لم أتَعلّم الا الأدوية النافعة 

، وما علمت أن أمير المؤمنين يطلب مني غيرها فإن أحب أمضي وأتعلّم فعلتُ”.

فامر الخليفة بسجن حنين ثم امر بعد فترة الى احضاره واحضار أمواله يرّغبه فيها وأحضر سيفا ونطعا وسائر آلات العقوبات  ولكن حنين اصرَّ  على رأيه. وعندما هدده المتوكل بانه سيق*ت*له شر ق*ت*لة ، قال حنين:

” لي ربٌ يأخذ حقي غدا في الموقف الأعظم فان اختار امير المؤمنين أن يظلم نفسهُ فليفعل”
فتبسم الخليفة .

وقال:“ياحنين طِب نفسا وثب الينا ، فهذا الفعل كان لأمتحانك لحذرنا من كيد الملوك وإعجابنا بك . فاردنا الطمأنية اليك والثقة بك لننتفعك بعلمك”. وطلب من حنين  سبب اصراره على عدم طاعته فاجابه حنين قائلا:

 “شيئان يا أمير المؤمنين ، الدين والصناعة فالدين (المسيحي) يأمرنا بفعل الخير والجميل مع أعدائنا ، فكيف اصحابنا وأصدقائنا ، ويُبعد ويحرم من لم يكن كذلك”.

أمّا الصناعة تمنعنا من ألأضرار بأبناء الجنس البشري لأنَّها موضوعة لنفعهم ، ومقصورة على مصالحهم . ومع هذا فقد جعل الله في رقاب ألأطباء عهدا مؤكدا بأيمان مغلَّظة ألا يعطوا دواء قتالا أو مؤذيا . فلم أر أن أخالف هذين ألأمرين من الشريعتين ووطّنت نفسي على الموت ، ما كان الله ليضيّع من بذل نفسه في طاعته ولسوف يثيبني “”.   

فقال الخليفة :” إنهما الشريعتان جليلتان ، وأمر  له بمال“.

هذه القصة تلخص أمانة المسيحيين الحقيقيين الذين عاشوا عبر التاريخ الأسلامي ، حيث كانوا ولا يزالوا أمناء في محبتهم للبشرية وامانتهم لمهنتهم الأنسانية . مع العلم واجهوا المسيحيين شتى اصناف العذاب والأضطهادات وحتى الموت بسبب التعاليم الأسلامية التي غذَّت الكراهية والعنصرية والدونية لكلِّ من هم خارج الأسلام وخاصة  اهل الكتاب من المسيحيين واليهود  .

 

عن كتاب “المسيحيون في  الدولة الأسلامية “ للأب سهيل قاشا

 

بقلم

نافع البرواري

 

يمكنك مشاهدة المقال على منتدى مانكيش من هنا

 

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!