البرامج النووية في ايران المنطقة العربية هل هي سلمية ولمنافع اقتصادية أم مشكوك فيها !
جوزيف شلال
سياسي عراقي مستقل
فكرة بسيطة
لكل مادة في الكون وحسب التعريف العلمي لها صفات فيزيائية وكيميائية وعوامل اخرى تدخل في تركيب وبناء تلك المادة . ويمكن استخدامها واستعمالها اما ايجابا او سلبا . نجد من بين هذه المواد ما لها من قوة تدميرية هائلة وبجانبها كذلك قوة سلمية فيما اذا استخدمت في الاتجاه الصحيح لخدمة البشرية وسلامة كوكب الارض .
الطاقة النووية او الاشعاع النووي او المصادر المشعة منذ ان اكتشفت قبل حوالي 6 عقود من الزمن صنفت على انها سلاح ذو حدين .
المادة المشعة اذا استعملت في التطبيقات السلمية ولصالح الانسان نجني منها فوائد كثيرة وكبيرة ومردودات اقتصادية هائلة .
من اهم فوائد واستعمالات الاشعاع والطاقة النووية ومصادرها الاخرى هي ..
يستخدم الاشعاع في مجال الكيمياء والعناصر والفلزات وفي مجال الطاقة وتوليد الكهرباء عوضا وبديلا عن الفحم الحجري والنفط . من المؤكد علميا وجيولوجيا بان
النفط سوف ينفذ وينتهي خلال 80 – 100 سنة القادمة حسب الاحصائيات والتقديرات العالمية لمخزون الاحتياطي في العالم التي تقدر بحدود 2 ترليون برميل .
وبعملية حسابية بسيطة نستطيع الوصول الى ان النفط سوف ينفذ وينتهي لا محال .
الطاقة النووية كذلك تستخدم في مجال الزراعة والصناعة والطب وفي المستشفيات وحفظ الغذاء والمزروعات من الافات والتلف .
دول العالم اتجهت ولنقل جميعها باستثناء بعض الدول فقط نحو التكنولوجيا النووية وانشاء وبناء المفاعلات ومفاعلات الطاقة النووية لانتاج الكهرباء ومفاعلات البحث العلمي .
تنتج الكهرباء اليوم في الكثير من دول العالم من مفاعلات انتاج الطاقة . وان حوالي 20 % من كهرباء العالم اليوم يتم انتاجها من المفاعلات المنتشرة في 32 دولة .
عدد المفاعلات في العالم تقدر بحوالي 550 – 600 بناية مفاعل موجودة فوق الارض وتحت الارض .
ايران والدول العربية
ما يعنينا في هذا البحث هنا هي ايران والدول العربية . ايران تمتلك تقريبا وليس الرقم دقيقا حوالي 7 مفاعلات نووية منتشرة وموزعة في 5 مدن ايرانية معروفة .
ان عدم دقة المعلومات في ايران هو نتيجة سرية وغموض التقارير والتصريحات من النظام الايراني منذ اكثر من 40 عاما .حول برامجه النووية .
اما في الدول العربية والتي لديها مفاعلات للبحث العلمي اكثر مما هي لانتاج الطاقة . من بين هذه الدول العربية التي تمتلك مفاعلات هي ….
* الجزائر – لديها مفاعل السلام ومصنوع عام 1992 وقدرته بحدود 15000 كيلوواط ويعمل بالماء الثقيل ودرجة اغناء ونسبة اليورانيوم المستخدم هو اقل من
35 . 2 % المسموح به والمصدر صيني .
وكذلك مفاعل نور وقدرته 1000 كيلوواط ويعمل بالماء الخفيف ومصنوع عام 1989 والبلد الارجنتين .
* سوريا – واسمه سوريا 1 والقدرة 30 ويعمل بالماء الخفيف ومصنوع عام 1996 ومصدر الوقود من الصين . وتم تدميره من قبل اس*رائ*يل .
* العراق – كان يملك عراق 1 وعراق 2 ومفاعل اوزيراك . جميعها دمرت في الحروب . وكانت تعمل بالماء الخفيف والمصادر روسية وفرنسية ودول اخرى .
* ليبيا – لديها ليبيا 1 والقوة 10000 كيلوواط ويعمل بالماء الخفيف وانشا عام 1981 والمصدر روسي . وتم تفكيكه بالاتفاق مع الغرب .
* مصر – مصر 1 وبقدرة 2000 كيلوواط ويعمل بالماء الخفيف وانشا سنة 1961 والمصدر روسي .
مصر 2 وبقدرة 22000 كيلوواط وانشا عام 1998 والمصدر الارجنتين .
* اس*رائ*يل – لديها اس*رائ*يل 1 وقدرته 5000 كيلوواط ويعمل بالماء الخفيف ومصنوع سنة 1960 والمصدر من الولايات المتحدة .
اس*رائ*يل – ديمونة والقوة 26000 كيلوواط ويعمل بالماء الثقيل والمنشا فرنسي منذ عام 1963 .
وهناك مفاعل تحت الانشاء والبناء في المغرب .
* ايران * – هناك غموض وسرية المعلومات حولها وعلى انشطة تلك المفاعلات وكيف تعمل وهنا فقط اقول بان الرئيس الايراني صرح وقال منذ ذلك التاريخ 7 / 11 / 2007 بانه اصبح لدى ايران 3000 جهاز طرد مركزي ! فما بالك هذه الايام ! .
ايران تمتلك مفاعلات وهي ايران 1 وايران 2 وايران 3 وهذه مصادرها من الصين والارجنتين .
وهناك مفاعل تحت الانشاء من قبل روسيا . ومفاعلات اخرى لا نستطيع تحديدها لقلة المعلومات والمصادر عنها .
مخاطر المفاعلات النووية
كما قلنا هناك مخاطر تكمن من جراء استخدام الطاقة النووية للاغراض اللا انسانية .
نذكر هنا بهذه المناسبة يوجد فقط عدد من القنابل النووية والهيدروجينية في العالم اليوم بحدود
80000 – 100000 قنبلة . نصف هذا العدد يكفي لتدمير الكرة الارضية والعالم .
وهنا لا بد كذلك من ان نذكر الحوادث التي وقعت في العالم من جراء الاستخدام السيئ للطاقة النووية والمفاعلات واهمها كان حادث جرنوفيل في اوكرانيا عام 1986 والذي ادى الى وفاة الكثيرين واصابة الباقين بالامراض والعاهات والسرطانات .
ان من اهم مخاطر المفاعلات هي الفضلات النووية ومخلفاتها وما يطلق عليها بالنفايات المشعة . وهذه تبقى مصدر للاشعاع لملايين الاعوام . اضافة الى عمليات التخزين ومشاكلها وصعوباتها . ومن هذه المشكلة واهما ما حدث في هيروشيما وناكازاكي خلال الحرب العالمية الثانية والمشكلة لا تزال قائمة .
هناك حوادث اخرى منها ما وقع في اميركا عام 1979 وفي جزيرة الاميال الثلاث . وحادث في روسيا سنة 1957 في منطقة جبال الاورال وبلدة كيشيلم .
وحادثة اخرى في بريطانيا عام 1957 كذلك . في منطقة وندسكيل . وحادثة تصادم طائرتين باسبانيا سنة 1966 مما ادى الى سقوط اربع قنابل هيدروجينية وادى الى تلوث المنطقة . هناك حادث سقوط اخرى لطائرة في كرينلاند عام 1968 وكانت الطائرة محملة باربع رؤوس هيدروجينية وادى الى انتشار مادة اشعاع البلوتونيوم في المنطقة . اضافة الى حوادث كثيرة في البحار والمحيطات منها حادثة برمودا سنة 1986 . وحادثة النرويج عام 1989 وغواصة روسية في السويد عام 2000 .
اضافة الى حوادث الفضاء وسفن ومحطات واقمار الفضاء الخارجي . كما حصل في كندا لدى عودة سفينة الفضاء وانتشار البلوتونيوم في الجو . وفي المكسيك وقعت حادثتين للاشعاع عام 1977 . وحادثة المحمدية بالمغرب سنة 1984 وحادثة غوانيا بالبرازيل .
الامر الواقع
بما ان منطقتنا والعالم متجه نحو الصناعة والتكنولوجيا والطاقة النووية وعلى ضوء ما ذكرناه من الحوادث وسوء الاستعمال . لابد من اجراءات للحماية والوقاية النووية وتطبيق التعليمات الصادرة من الوكالة والمنظمات الدولية المختصة بالاشعاع . علينا نشر الوعي بالمخاطر الاشعاعية والنووية والتعامل مع المواد المشعة ومصادر الاشعاع . على الحكومات توفير جميع المواد والمعدات والتجهيزات الوقائية والفنية للحماية والامان . وتوفير كادر كبير وخبرات علمية وبشرية ملمة باجراءات الوقاية والحماية والامان . وتطبيق المعايير الدولية الخاصة للتعرض للاشعاع اثناء العمل وخارج العمل والحوادث والسيطرة والتقليل من اضرارها .
انا ادعو دول المنطقة العربية خاصة التوجه الى الصناعة النووية واستعمالات الاشعاع والمفاعلات ومفاعلات انتاج الطاقة الكهربائية خاصة . ولكن ضمن ما قلناه من ايجابيات استخدام التكنولوجيا النووية والتعامل مع الموضوع بشفافية وحسب المعايير الدولية .
وليس كما تقوم ايران اليوم ونظامها الذي يخفي الكثير من الحقائق والمعلومات والمصداقية في التعامل مع المجتمع الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية .
ايران ليس لديها لا شفافية ولا مصداقية
ارى ان المشروع الايراني ليس بمشروع يخدم المواطن الايراني ومشروعا اقتصاديا بقدر ما هو الا للتوجه نحو الشر والوصول الى اهداف ونوايا خبيثة ضد العالم والمنطقة العربية والخليج خاصة .
اقولها بصراحة ان هدف ايران من برامجها النووية هو لانتاج السلاح النووي مليون في المائه ومن ينكر هذا اما جاهل او عميل لولاية الفقيه . وان امتلاك النظام الايراني للسلاح النووي هو اخطر على المنطقة حتى من اس*رائ*يل .
وهنا لا اريد الدخول في التفاصيل والنقاش البيزنطي لماذا السلاح النووي الايراني هو اخطر علينا من اس*رائ*يل ……… ! .
كلمة واحدة فقط اقولها هنا لماذا
ان اس*رائ*يل لم ولن تستخدم سلاحها النووي في المنطقة . لانها واقعة في وسط الدول العربية في حالة الاستخدام يعني فناء اس*رائ*يل كذلك من الوجود .
اما ايران هناك احتمالات وتوقعات كثيرة وكبيرة بان لا تتردد باستخدام ما لديها من اسلحة محظورة كالسلاح النووي لان هناك عوامل جفرافية ومسافات بعيدة بينها وبين اعدائها وهي الدول العربية تحديدا وليس اس*رائ*يل . لا ننسى هنا ان مساحة ايران تعادل عدة دول في المنطقة تقريبا . ونظرة واحدة على الخارطة تكفي لكي نبرهن ما نقول .
الى هذه اللحظة النظام الايراني لم يقدم تطمينات لدول العالم وللدول العربية خاصة . النظام الايراني لم يتعامل بشفافية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول برامجه النووية . ايران اخفت الكثير من المعلومات ومنذ اكثر من 40 عاما .النظام الايراني رفض مقترح روسيا باجراء التخصيب في روسيا .
تم اكتشاف عدة مناطق ملوثة بالاشعاع في ايران وعن الحد المسموح به ويقال الى نسبة 90% والان وصلت نسبة التخصيب الى 60% واصبح لديها مئات الكيلوات من اليورانيوم المخصب يكفي لصنع اكثر من 6 قنابل نووية . هناك تصنيع وبناء عدة الاف من اجهزة الطرد المركزي لليورانيوم ولا يعرف اعدادها اضافة الى المنشات السرية .
اخيرا النظام الايراني رفض كذلك المقترح المقدم من قبل السعودية ووزير خارجيتها سعود الفيصل حول انشاء مجمع ومركز لليورانيوم في المنطقة .
اذن هناك شكوك حول نوايا ايران ومشروعها النووي . على العالم والمجتمع الدولي التحرك بسرعة وقبل فوات الاوان واتخاذ التدابير اللازمة والصارمة لتعطيل هذا المشروع الخبيث والموجه اصلا لدول المنطقة والخليجية خاصة . وانا ادعو جميع دول المنطقة التكاتف مع التوجهات الامريكية والاس*رائ*يلية للقضاء والتخلص من البرنامج النووي الخبيث الايراني ,
وفي اعتقادي ايران تعيش ايامها الاخيرة بعد القضاء على اذرعها في المنطقة وعملاءها من النظام السورية وح*ما*س والحزب الايراني في لبنان والحوثي يتم تدميره الان ولم يبقة الا ايران وما عليكم الا ان تعدوا الايام لتروا اما نهاية هذا النظام المجرم او تفكيك برنامجه النووي وصواريخه وارجاع ايران الى حجمها الطبيعي وان تتجرع السم مرة اخرى كما جرعها العراق السم في 08/08 /1988 في عهد الراحل صدام .
جوزيف شلال
سياسي عراقي مستقل