مقالات سياسية

جرائر أمريكا، خطيئة قاتلة!

الكاتب: لويس اقليمس
جرائر أمريكا، خطيئة قاتلة!
لويس إقليمس
 
ليسَ خافيًا على المتنورين ومختبري الحياة السياسية والضالعين في الدهاليز المخابراتية، ما تتولاه اللعبة الأمريكية من خفايا وأسرار تجاه دول العالم، تصبُّ في معظمِها ضمن سياسة الاحتواء والتحجيم والتضليل لدولٍ حينًا، والانطلاق والتوسع والتمويه حينًا آخر. هذه هي سياسة أمريكا المتلونة، المرائية والمنافقة والضالعة في كلّ صغيرة كبيرة تحصل في أيّ شبرٍ من العالم، بعد تسيّدها دائرة القطب الأوحد وإضعافها لغريمها السوفيتي السابق. فهي اليوم، تكاد تكون، بل هي اللاّعب الأكبر على الساحة الدولية، وكلُّ ما حواليها مجرّد دمى، صغيرة أم كبيرة، تحرّكها أينما تشاء وكيفما تشاء ومتما تشاء. فالغرب الأوربي، حينما قرّر الاستقلال عن السياسة الأمريكية الدولية، اقتصاديًا، واجهته بحفنة من المشاكل والمعوّقات، ما جعل سياستَه الاقتصادية المستقلّة المتمثلة بعملته الجديدة الموحدة “اليورو”، لا تستقيم مع التطلعات الأمريكية، داخليًا وخارجيًا، إنْ هي شكّلتْ قوّة اقتصادية منافسة، وهذا ما كان في ذهن قادة أوربا بدءًا. وما نتائج تدهور عملته اليوم،إنْ هيإلاّ خير دليل على جعل الغرب تابعًا لها اقتصاديًا، ومن ثمَّ سياسيًا، ذلك أنَّ السياسة تسيرُ بدون شك، في خطّ التوازي مع القدرة المالية، وليس البشرية فقط، للبلدان. كما أنّ بروز قدرة اقتصادية موحَّدة منافِسة تخرج من الغرب المتقدّم، لا تنسجمُ مع تفوّق أمريكا الاقتصاديّ وتسيّدها لعالم الاقتصاد والمال.
تاريخ أمريكا مع الشعوب المتحررة المغلوبة واضحٌ وضوحَ الشمس. فما من بلد فكّر في التحرّر من القيد الأمريكي، إلاّ ونالَ قسطًا من التأديب والشدّة، ومن ثمّ من العزلة المفروضة عليه قسرًا، وبتلويحٍ دائم بالعصا الغليظة! دولٌ من أمريكا اللاتينية وآسيا وأفريقيا وأوربا الشرقية أو حتى الغربية، حينما حاولت رفع رأسِها بهدف الاستقلال سياسيًا واقتصاديًا، لم تنجوا بمحاولتِها، هي الأخرى. فاستخدمت معها كلّ أشكال التهديدوالقهر والحصار والتجويع. فالغاية عندها دومًا، تبرّرُ الوسيلة! حتى لو حصل ذلك على حساب شعوب الدول المستضعفة.
 
خارطة الشرق الأوسط الجديد تنطلق من العراق
الهدف الأسمى في بلوغ مشروع الخارطة السياسية الجديدة للشرق الأوسط، كان لابدّ أن يمرّ بالعراق، ثمّ لينتقل باتجاه جيرانِه، وهكذا دواليك. فقد تمّ إسقاط جبابرة الأمس المعاندين مثل لعبة الدومينو، الواحد تلو الآخر، والحبل على الجرّار، كما يُقال. ذلك لأنَّ قادة وزعماء هذه البلدان الشرق أوسطية، ساعةَ شعروا بالذلّ والهوان والتبعية الخنوعة للغرب ولأسيادهم في أمريكا، رفعوا أصبعَ الاعتراض والتذمّر، فجاء الردُّ سريعًا وقاطعًا بالردع وبضرورة إيجاد البدائل بحجج مستنبطة، حتى لو مورس في هذه الأخيرة أشكالٌ من التجنّي واستباحة لحرية الشعوب وانتقاص من سيادة بلدانها.
في العراق، وبحجة البحث عن أسلحة تدمير شامل، صالَ الخبراء وجالوا طولاً وعرضًا في أرضه المشاع لكلّ مَن هبَّ ودبَّ من أدوات المخابرات والاستخبارات وأجهزة التجسس الدولية المتخصصة والعامة، وكلّها بحثًا عن تلك الأسلحة الوهمية في عمومها، التي لم يكن لها وجودٌ حقيقيّ إلاّ في هوس الدعاية والتباهي والتماهي التي قبعتْ آسنةً في الخلايا السرطانية لمجانين العظمة. وحين لم يعثروا على الطريدة، استنبطوا ذرائع أخرى وعناصر جديدة، لا تمتّ بصلة للغاية التي سمحت لهم
المنظمة الدولية أن يفعلوا ما يشاؤون في أحوال العراق. فعلوها واستباحوا الأرض والسيادة والبشر، وأقاموا وفرضوا ما أرادوا من مواقع محظورة، تمامًا كما كانوا بدأوها بفرض حظر للطيران فوق شمال العراق في عام 1991 على خط عرض 36 شمالاً حتى خط 32 جنوبًا. ثم امتد ليشمل خط عرض 33، قريبًا من بغداد في 1996. وحصل ما حصل!
بالمناسبة، فرنسا في ذلك الوقت، كانت من أشدّ البلدان سخونةً باتجاه ترؤس حركة التمرّد، اقتصاديًا، ضدّ السياسة الأمريكية الاحتوائية. وهذا ما يشيرُ إليه انسحابُها من مجموعة فرض الحظر في 1996، لاعتقادِها بزوغان القرار الجمعيّ عن الأهداف الإنسانية المرسومة له حصرًا. فقد شعرت بذنبٍ، كما يبدو، وحنّت إلى علاقات الصداقة المتميّزة مع الدولة العراقية، حكومةً وشعبًا. لكنّ أمريكيا تشبّثت في حينِها، بكون قرار مجلس الأمن يتيحُ لها التدخل ضدّ ما أسمته ب”عمليات الاضطهاد” التي تمارسها الحكومة العراقية ضد المدنيين في بعض مناطق من العراق. وبما لا يقبل الشك، كانت هناك نيةّ مبيّتة وإرادة حاسمة من دول الحظر بالأساس، لتعزيز وجود “العرق الكردي” الذي عانى أتباعُه من سياسات شوفينية إبّان الحكومات القومية المتتالية على الحكم في البلد.
من هنا، بدأ الترويج لاستقلال كردستان العراق ذاتيًا، وقد أيّده غالبيةُ الشعب العراقي، إن في السرّ أو في العلَن. وهذا حقٌّ يُكتبُ لهم في نضالِهم ضدّ القمع والظلم والتعسّف التي لحقت، ليسَ بالشعب الكردي فحسب، بل بشركائِه الآخرين في شمال الوطن، ومنهم المسيحيون والإيزيديون الذين ناضلوا جنبًا إلى جنب مع قادة “العصيان ” الكردي، كما كان يُنعتُ آنذاك. وللأسف، أنَّ الشركاء في نضال الأمس تمّ تهميشهُمولم يتمّ إنصافُهم لغاية الساعة، بل ما يزالون يُنظر إليهم نظرة دونيّة، دون سائر المواطنين في كردستان شمال العراق بالرغم من مشاركتهم في النضال الوطنيّ طيلة السنوات العجاف الماضية. فانطبق على قيادتهم القول:”وانقلب الضحية جلاّدًا بمجرّد استلامه سوط الحكم”، بسبباستغلال السمة المسالمة لدى أتباع هاتين الأقليّتين، ورفض أتباعهم لأية أشكال العن*ف في الحياة.
وعندما تعثّرت القيادة المشتركة بين الحزبين الرئيسيين في كلّ من أربيل والسليمانية، وساءت الأحوال بينهما وتفاقم خطر الغريم الطالبانيّ على السلطة،لم يتردّد مسعود البارزاني الذي كان تولّي القيادة بوفاة المرحوم المناضل والده، من طلب مساعدة نظام الرئيس صدام حسين في نهاية 1996، لإنقاذِه من خطورة الموقف، بعدَ وصول مقاتلي الاتحاد الطالباني على أعتاب أربيل. فكان له ما أرادَ، مع اختلاف الأهداف والنوايا. وبذلك، تم طرد القوات المهاجمة المدعومة من الجارة إيران، من قبل القوات العراقية العقائدية والمحترفة آنذاك. ثمّ ما عتمت تلك القوات أن انسحبت ثانية، بضغطٍ دوليّ.
فالعراق، بالرغم من حربه الضروس مع إيران، وغزوه الغبيغير المبرّرللكويت كان ما يزالُ لاعبًا قويًا متماسكًا، وبإمكانِه الصمود لولا رغبة الأسياد بضرورة التغيير على طريقتهم الخاصة غير الفطنة! وهذا ما أتى بالوبال والمصائب والدمار للبلاد وللشعب، لغاية الساعة. فإنْ كانت النيات تتجه صوبَ تغيير الحكم وخلق توازن في النسيج الاجتماعي والسكّاني والمذهبيّ في البلاد، كان يمكن البحث عن بدائل أخرى غير دموية وتدميرية للبنى التحتية المادية والبشرية على السواء.
 
أتفاق: لا لعراق قوي موحد
أسوق هذه المعطيات، للتذكير فقط، بالدور التخريبيّ للولايات المتحدة التي تأبى وترفض قيام كيانٍ قويّ موحدٍ في أية دولة من بقع العالم. فالعراق، بخروجِه منتصبًا من حربِه مع الجارة إيران، كان لديه فرصة التحوّل إلى قوة إقليمية يُحسب لها حساب في ميزان القوى بالمنطقة. ودليلُنا على ذلك،
طاقاتٌ هائلة من العلماء والخبراء في شتى الميادين التي خبرتها البلاد طيلة سنوات البناء والتنمية والحرب على السواء.ولكنّ الحس الاستخباراتي الأمريكي – الصهيونيّ، افترض صعود قوّة سنّية جامحة في المنطقة الثرية بالنفط والمعادن، يمكن أن يكون لها تأثيرٌ مستقبليٌّ على مصالحِها القومية. لذا بدأت تعد العدّة للتخلّص من النظام ورأسِه، بإثارة مشكلة قضية “العرق الآري- الكردي” وحقوقه، من أجل كبح جماح التوسع المتنامي للنظام السابق في القوة العسكرية على حساب جيرانه، ومعهم إس*رائي*ل بطبيعة الحال، التي كانت قد أخذت دورَها في تسديد ضربة قاصمة على مشروع البرنامج النووي العراقي “تموز” في 7 حزيران عام 1981، حين تدميرِه بضربة جوية ماحقة. ثمّ أكملالمفتشونالدوليون تدميرَه حين دخولهم العراق.
أمّا النية الشرّيرة الأخرى للإدارة الأمريكية، فقد بانت بإشارة من السفيرة الأمريكية بالعراق آنذاك، “غلاسبي”، التي كانت أوحت للرئيس العراقي صدام حسين بعدم ممانعة بلادها لغزو الكويت، متأثرًا بقولِها أنّ “أمريكا،ليسلهارأيبشأنصراععربي-عربي”، ما فهمه الرئيس، بحسب البعض، إشارة واضحة لإمكانية تحقيق حلمِه النرجسي والتربع على عرش العرب سيّدًا أوحد. فيما يعتقد، البعض، أنَّ غزو الكويت، كانت أيضًا ضمنالمؤامراتالتي حاكتها أمريكيا بالتنسيق مع اللوبي الصهيوني في الكونغرس، من أجل السيطرة في نهاية المطاف علىمنابعالنفطفيمنطقة الخليجالعربي. وما الذي يحصل اليوم، سوى نتائج تحصيلية للأحداث الماضية ضمن تسلسلِها الزمنيّالمعدّ وفق خطة يجري تنفيذها بكلّ دقّة، بعد توزيعِ الأدوار على اللاّعبين، كبارًا وصغارًا، ومنهم حلفاء أميركا الغربيين وتوابع إقليميين.
 
لماذا ليس إيران؟
أمّا لماذا، لم تطرق أمريكا ومعها الغرب التابع لها، أبواب إيران، العدوّ اللدود للسنّة العرب في المنطقة، فهذا شأنٌ آخر. فإيران، لم تنزل إلى دركات السياسة القهرية التي اتبعها غريمُها السابق بالعراق، كما لم تنقدْ أو تتشتّت في حروب جانبية غير محسوبة النتائج، بعد خروجها متهالكة وابتلاعها السمّ الزعاف بإيقاف عجلة الحرب. وتلك حكمة من قادتها. بل ربما، هذا ما كان أُمليَ عليها كي تتخذ جانب الهدوء والراحة من أجل معركة أشرس، يكون لها صولة أقوى مع المجتمع الدولي، ومع أمريكا التي مازال النظام الديني في إيران ينعتُها ب”الشيطان الأكبر”، بالرغم من تلاقي المصالح القومية للطرفين مؤخرًا حول طاولة مفاوضات النووي، التي خرجت منها إيران مظفَّرة ومنتصرة، رافعَة الرأس باتفاق متوازن، لتحصل ما لم تكن تحلمُ به. ومن ثمّ، في الاتفاقالإجماعيّ على نقاط إضافية تخصُّ مستقبل المنطقة والخارطة الجديدة لها وكذلك طريقة توسّع مسار التشيّع، من أجل خلق نوعٍ من التوازن الطائفي والإتنيّ بين السنة والشيعة، ما خلق حالة من التذمّر وعدم الرضا من جانب دول الخليج الغنية، وحتى من إس*رائي*ل.
اليوم، تحاول روسيا جاهدة، دخول سباق الزعامة الدولية، بإصرارِها على دعم الدول والشعوب المقهورة التي تتحكم بها الإدارة الأمريكية والغرب التابع لها، سياسيًا واقتصاديًا وإعلاميًا، بحجة تخليصِها من أنظمتِها الدكتاتورية وحمايتِها من الاستبداد والظلم بالمناداة بتطبيق شرعة حقوق الإنسان. فقد كشفت مؤخرًا تقارير صحفية موثقة بصور ووثائق وتسجيلات صوتية ومعطيات تقنية دقيقة، عن تفجير جهاز الاستخبارات الروسيّ قنبلة من العيار الثقيل حول حقيقة تنظيم ما يُعرف بالدولة الإسلامية”، وكيفية تمويلِه وحصولِه على الدعم المادّي من مصادر متنوعة، ومنها الولايات المتحدة ودول غربية وإقليمية، وشركاء في الوطن يستلمون أصناف الدعم والمساعدات ويقومون بتحويلِها بطرق معينة لهذا التنظيم من أجل ديمومة بقائِه واستمرار عملياته واحتلالِه لأراضٍ في كلّمن العراق
وسوريا. وتأتي موارد مبيعات النفط على رأس هذه الصفقات. وقد فاحت رائحة مثل هذه الصفقات في كردستان عبر وسطاء، ومعه لم تستطع هيئة النزاهة ولا لجنة النزاهة البرلمانية، أو بالأحرى لم تتجرّأ الاثنتان الخوض فيها لتورّط رؤوس كبيرة شريكة في العملية السياسية.
إنّ هذه الفضيحة الأخيرة التي كشفت عن تورّط دول وزعامات بالتعاون مع “د*اع*ش” الار*ها*بي الدولي، قد سبق لجهات عراقية رسمية وشبه رسمية، أن أشارت إلى شكوكِها الواقعية وإلى حقيقة وجود هذه الأشكال من التعاون المخزي مع مغول العصر، من قبل دولٍ وجهاتٍ حاقدة وذواتٍ في الداخل والخارج مشكوك في ولائِهم لوحدة الوطن. وهذا دليلٌ آخر، على ضلوع الإدارة الأمريكية بمؤامرات ضدّ الشعوب المغلوبة، من أجل إبقائِها على تخلّفها وعدم السماح لها ولشعوبِها بالتقدّم والتمتّع بما تملكه من موارد مادية وبشرية وطبيعية. بل هي تحاول، تجريد ما هو قائم لديها من كلّ هذه الطاقات، بإطالة أمد احتلال الأراضي المغتصبة التي احتلها تنظيم “د*اع*ش” الار*ها*بي، وإيجاد الأعذار بصعوبة محاربتِه والقضاء عليه، كسبًا للوقت وفسحِ المجال لمغادرة وهجرة أكبر عدد ممكن من البشر المهجّرين والنازحين، بعد فقدانهم كلَّ أملٍ بعودة سريعة، إن لم تكن مستحيلة بالنسبة للبعض، إلى ديارهم وأملاكهم في قراهم ومدنهم المغتصبة. وهذه فرصة مضافة، للسماح ل “د*اع*ش” ومَن والاهُم وتبعهُم، كي يعبثوا بممتلكات المناطق المغتصبة ومؤسساتها الدينية والرسمية وإجراء التغيير الديمغرافيّ فيها، بحسب رغبة الأسياد وبالتعاون مع عملاء في الداخل متواطئين مع السياسة الأمريكية المتعجرفة.
هذه حقائق يتمّ تنفيذُها على أرض الواقع. ولكن، ما في اليد حيلة! فذراع العراق قصيرٌ ولمْ يعد كما في سابق عهده، عندما كان حلمُ المواطن هو بناءُ الوطن وتعزيز ثرواتِه وبناءُ قدراتِه على أساس وطنيّ ووفق برنامج واضح المعالم يتغنّى بحبّ الوطن ولا يقبل له المذلّة! ولعلَّ من بين الأدوات الفعّالة التي عملَت عليها الإدارة الأمريكية وحلفاؤُها والمتواطئون معها، تمثلَ بتقويض قدرات الجيش العراقي وأجهزته الأمنية المتعددة، بحلّها جميعًا، مع الغزو اللعين في 2003، تمهيدًا لاستيطان عسكري عبر قواعد خطّطت وما تزال تنوي لزرعها في البلاد. وبهذه الأدوات، سيتسنى لها تسهيل تقسيم العراق على أساس طائفي ومذهبي وعرقيّ، تمامًا كما اشار إليه مشروع بايدن” التقسيمي. وهذا دليلٌ على وقوف الأخيرة وراء كلّ النكبات التي أقلقت مضاجع، ليسَ جميع مكّونات الشعب العراقي فحسب، بل وشعوب المنطقة برمّتها.
كفانا اللهُ شرّ هذه وتلك، هؤلاء وأولئك، من الطامعين والحاقدين والكارهين.
 
 
لويس إقليمس
بغداد، في 22 تموز 2015..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!