مقالات

تهميش – استبعاد – استهداف – كاظم فنجان الحمامي

كلما كانت خطواتك توحي بأنك من كتيبة الأذكياء والمفكرين والموهوبين والوطنيين والملتزمين المتعففين فأنت في طريقك إلى التهميش ثم الإقصاء والاستبعاد، وما ان تذود عن نفسك حتى تصبح هدفاً لمدافع التسقيط والتشهير. وربما يُدرج اسمك في قوائم التسقيط الاستراتيجي مع الذين لا امل لهم بالعودة إلى العملية السياسية، فطريقك في هذه الحالة مسدود مسدود. .
أما إذا كنت من بقايا السلالات البشرية المنسية في الجنوب، أو من حافات المياه البعيدة فأنت من المغضوب عليهم، ومن المشكوك بولائهم. .
هذا هو الواقع، وهذا هو الحال. وما اكثر الأمثلة في هذا المجال. .
وكلما كان سلوكك يوحي بأنك من جوقة الفوضى ومن فيالق التزلف والتملق والتمسح بالأذيال فأنت على مسافة قريبة جداً من المبشرين بالمناصب والمراتب والدرجات الخاصة. .
أما إذا كنت تجيد اللعب على الحبال كلها، وتمتلك القدرات الخارقة على إرضاء الفرقاء، والتواصل مع اصحاب الدكاكين النفعية فلا غبار عليك، ولن تتزحزح من مكانك حتى لو كنت من قوم عاد وثمود الذين جابو الصخر بالواد، ومن كهنة فرعون ذي الأوتاد. .
وبهذه الأساليب تم استبعاد معظم الشرفاء أمام أعين الكبار، وربما بتوجيه منهم. . أما حينما يكثر الحديث عن التنافس الديمقراطي النزيه في الانتخابات من قبل السياسيين، فعليك أن تعلم بأن هناك عهر وفساد وقبح يتم التغطية عليه، أو هي محاولة اخرى لخداع الناس وإيهامهم باصلاح مزيف. .
سوف تسمعهم يتحدثون بعد قليل عن مشاريعهم الإصلاحية، لكنهم لم ولن يفرطوا بالذين كثرت حولهم الأقاويل والشبهات، وتوجهت نحوهم أصابع الاتهامات، وصاروا من سماسرة الصفقات. .
لا ريب ان معظم الكبار يعلمون ان الشعب هو المراقب وهو المحاسب، فما بالك إذا انعدمت الثقة تماماً بين التابع والمتبوع بسبب تراكمات الفساد، وبسبب الوعود الكاذبة ؟. .
كلمة اخيرة: لا تبع التوابل في الهند، ولا تبع الشاي في سيلان، ولا تبع الأمل في العراق. .

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!