الحوار الهاديء

تناقضات وازمة ادارة الدول والانظمة والشعوب بين السياسة والدين في الدول العربية والاسلامية

اغلب دول العالم ان لم نقل جميعها قد نجحت في عملية ادارة الدول والحكومات والانظمة والشعوب والدوائر والمؤسسات والمنظمات من خلال دساتير وقوانين فصلت ما بين السياسة والدنيا والدين , واعطت للمواطن مواطنته الحقيقية واعتبرتها فوق جميع المقدسات الاخرى , مع فصل السلطات الاربعة وهي التنفيذية والتشريعية والقضائية والاعلامية , ناهيك الى صك بنود وقوانين تحفظ كرامة وحقوق وواجبات المواطن .
من ناحية اخرى قامت القيادات والنخب والمسؤولين باعطاء حق لكل مواطن وفرد وامرأة ورجل وشيخ وشاب وطفل حقوق لا تعد ولا تحصى معترف بها ومثبتة في الدساتير ومناهج ادارة الدولة والنظام , من ابرز هذه الحقوق هي / حق الفكر والتفكير والاعتقاد والتدين والنشر والاعلام والسفر والتنقل والعمل مع الحقوق المدنية والشخصية والعامة والحفاظ على سرية الافراد والمعلومات والمكالمات والخ .
اما في الدول العربية والاسلامية باستثناء القليل منها , وجدنا ولمسنا منذ نشأتها وتاسيسها مكبلة بكوابل وقيود واطواق حديدية لا تستطيع وغير قادرة ان تخرج من هذا القمقم الذي وضعت نفسها بداخله , في اعتقادنا البسيط المنطوي على الحقائق والتاريخ وعملية بناء ونشأت وتربية هذه الشعوب فان هذه الدول والانظمة الدينية لن ولم تكون قادرة ان تخطوا خطوة واحدة نحو الامام والتخلص ولو قليلا من هذا الفكر والافكار والمعتقدات التي ثبتها اولئك الذين يطلقون عليهم بالعلماء وفي الحقيقة هؤلاء ليسوا الا مجرد بشر اتخذوا الدين كتجارة لمهنتهم واصبحوا الان يحكمون بالتوازي مع الانظمة الدكتاتورية القمعية الراديكالية الثيوقراطية الحاكمة باسم الدين  كالازهر في مصر الذي يخرج الار*ها*بيين وحاملي الفكر التطرفي الفاشي وياقي المرجعيات الشيعية الاخرى كما في ايران وباقي الدول الاخرى , يعتبرون تلك الخرافات والقوانين والشرائع البائدة  على انها ثوابت وحقائق مقدسة واحيانا منزلة من الفوق عبر وسطاء ووكلاء  وفي الحقيقة ما هي الا تناقضات وبعيدة كل البعد عن القيم الانسانية ومبادئ حقوق الانسان والعصر الذي نعيش فيه الان عصر التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وغزو الفضاء والروبوتات والهندسة الوراثية .
لهذه العوامل والاسباب تم صناعة كوكتيل للحياة اليومية للفرد المنتمي لهذه الامة ووضعه في دائرة مغلقة لا يستطيع الخروج منها واذا تجاوز نهاية الخطوط الحمراء المرسومة له  سيتلقى عواقب ونتائج كارثية تؤدي بحياته حتما , مرة اخرى وبسبب هذا الطوق المغلق الحديدي المصبوغ بالوان الفكر الديني والعقيدة من المحرمات والثوابت التي يطلقون عليها  بالمقدسة فهو غير قادر ان يجدد او يغير او يتطور مع المفاهيم العصرية والحضارية الحالية لا في الماضي ولا الان ولا يستطيع حتى الاندماج مع اي مجتمع اخر يسافر او ينتقل اليه , لا يمكن ان تكون مفاهيم وافكار وطرق واساليب وحياة وقوانين التي كانت سائدة قبل اكثر من الف عام ان تتماشى مع هذا العصر ونحن فيه .
اي بمعنى شامل وادق نقول ان ما نراه اليوم من فشل وتاخر ومراوحة الدول العربية وشعوبها وانظمتها وسياساتها هو ناتج وتحصيل حاصل من المرض الذي تعاني منه , نعتقد انه مرض عضال وخبيث ولا يمكن معالجته او اصلاحه او حتى ترقيعه مهما حاول المنظرون والمجددون  والمرقعون , حتى هؤلاء لا يستطيعون تجاوز الخطوط المسموح بها والمقبولة لان حياتهم ستكون في خطر والامثلة كثيرة في الماضي والحاضر .
نجد الان ان جميع الانظمة العربية والاسلامية فاشلة تماما او في طريقها الى النزول الى صنف دول العالم الرابع او الخامس ! كما نعلم ان العالم مقسم الى ثلاثة العالم الاول والعالم الثاني والعالم الثالث , هذه الدول ستجد نفسها عما قريب مصنفة من العالم الرابع او الخامس لانها غير قادرة من الالتحاق مع التقدم الحاصل وهو على شكل طفرات سريعة ,, هذه الدول لها دساتير عقيمة ومتخلفة , حكومات  لاتعترف بالتبادل السلمي للحكم والديمقراطية , تصنف على انها انظمة ودول وحكومات وقوانين غريبة وعجيبة لا مثيل لها , غالبية الشعوب تؤمن بالغيبيات والاساطير والخرافات والعنعنة وكان ابي , تتميز بكره الاخر واحتقاره وتكفيره , نظام حكم وادارة الدولة هو اما حزب واحد او ملكي قمعي وعشائري وقبلي وعائلي او ديني متطرف متعصب لمذهب واحد , فوضى عارمة في هذه الدول , ميليشيات وعصابات ومافيات تحمل السلاح خارج نطاق الدولة والقانون ولو انه لا يوجد قوانين تحكم هذه الدولة بل فاشيات ار*ها*بية هنا وهناك مسلطة على هذه الشعوب بالشعار المزيف على انها نظام ودولة وحكومة , وهي مجرد انظمة عنصرية وطائفية دينية تحارب بعضها البعض وهذه تحارب العالم كله على انه من الكفار ويجب غزوه والاستيلاء على ارضه وممتلكاته واعراضه ونسائه وامواله .
ان جميع المنظمات الار*ها*بية ومنها الدواعش والقاعدة والنصرة والان جند الشام والميليشيات المسلحة واحزابها هي من انتاج هذه الشعوب والانظمة والدول وبمباركة الشيوخ والسادة والمنابر الخطابية , من اهم المهازل والاشياء المضحكة ان تقول وتدعي هذه الدول وانظمتها وشعوبها بانها تحارب الار*ها*ب والار*ها*بيين ! , ايضا نستغرب  حينما جاء شيخ  الازهر الذي هو منبع تفريخ الق*ت*لة والار*ها*بيين والاخوان والسلفية الى مجلس النواب في بعض الدول الاوربية لكي يلمع الصورة ويكذب امام العالم بهذا الخطاب الرقيق المليئ بالمغالطات والاكاذيب وعدم الصدق في النوايا والافعال , ومرة اخرى يذهب  الى الفاتيكان لكي يلمع الصور القبيحة ومخلفات الار*ها*ب عبر القرون والى هذا اليوم في كافة دول العالم , كان من الاجدر عليه اولا تكفير الار*ها*بيين كبن لادن والزرقاوي والبغدادي وغيرهم ! هل تعرفون لماذا لم يكفرهم لا هو ولا غيره ! لان هؤلاء الار*ها*بيين ينتمون الى الدين الاسلامي فقط ليس الا !  وفي نفس الوقت يقولون بان هؤلاء الار*ها*بيين لا يمثلون الاسلام ! اذا كانوا لا يمثلون الاسلام كما تدعون اذن كفروهم !! ويقولون على الغرب كافر ويكفرون الغرب وباقي الديانات الاخرى كاليهودية والمسيحية ويقولون بانها محرفة ! اليس هذا ازدراء وتكفير الاديان !  وكل من ينتقد افعالهم الاجرامية الخبيثة الحقيرة كالعمليات الاجرامية التي تحدث يوميا في العالم كالدهس والطعن بالسكاكين  والتفجيرات وحروب الميليشيات الار*ها*بية ضد العالم باسم اكذوبة ومهزلة ما يطلق عليها بالمقاومة بل هي مقاولات وغيرها .
اخيرا نقول / هل انتم قادرون على تكفير د*اع*شي او قاعدي او اي ار*ها*بي  ? او مجرد اصدار فتوى واحدة ضد البغدادي او الظواهري او بن لادن غيره من الذين قاموا بابشع الجرائم كج#ريم*ة تفجير الابراج العالمية في نيويورك في 11 ايلول وتم ق*ت*ل اكثر من 4000 انسان في دقية واحدة ? , الم تقولون انكم ضد الار*ها*ب وتحاربونه ? , ام ان الكذب مسموح به في ثلاثة حالات اذا كان يخدم الامة ? , المشهد الغريب الاخر هو قتال  المسلم  للمسلم الاخر , السني ضد الشيعي والشيعي ضد السني والاثنان ضد العالم وضد حتى المسلمين من الطوائف والمذاهب الاخرى , اذن كيف سيكون الحال مع غير المسلم !, الله اعلم بل الله يستر من امة بطشت في شعوب العالم واستعمرتها وغيرت حضارتها وعقائدها ودينها  وسبيت نسائها واتم اجبارها على دفع الجزية وتغيير دينها ! كلها تحت ما كانت تسمى الفتوحات الاستعمارية باسم الدين .

جوزيف شلال

سياسي عراقي مستقل

 

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!